* يسأل السيد حمزة رئيس شعبة المقاولات: ما رأي الدين فيمن يتخلف أو يمتنع عن الذهاب للتصويت في الانتخابات بدون عذر أو تحت أي مسمي من المسميات الدخيلة؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: إدلاء الصوت الانتخابي هو نوع من أنواع الشهادة للمرشح بصلاحيته لأن يكون نائبا عن أفراد المجتمع الذي يمثلهم في المجلس النيابي أونفي ذلك عنه والإدلاء بالشهادة ليس مجرد بصمة أو كشف حضور مثلما يتخيل بعضهم ولكن إدلاء الصوت الانتخابي هو فريضة دينية وضرورة شرعية ومهمة قومية وشهادة لابد من أدائها وحرمة كتمانها تحت أي مسمي من يكتمها أو يمتنع عنها بغير عذر فقد ارتكب إثما وآثم قلبه والله سبحانه وتعالي يقول: "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه" البقرة 283 ويقول: "ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا" البقرة .282 فالدعوة للذهاب للتصويت هي في حقيقتها دعوة إسلامية لاختيار الأصلح وعدم كتمان ما بدا لنا من أمور ونظرا لأننا جميعا نعيش في مكان واحد كانت دعوة الإسلام لجميع أفراد المجتمع علي اختلاف طوائفهم ومذاهبهم بأن يدلوا برأيهم في المرشح بالإيجاب أو السلب بغير محاباة أو أية مجاملات. ولا ينبغي أن ينظر الناس إلي بعض المرشحين بأنهم أناس يريدون تحقيق مصالح شخصية ومكاسب مادية أو أدبية لهم أو لذويهم فإن الله سائل كل راع عما استرعاه احفظ ذلك أم ضيع حتي يسأل الرجل عن أهل بيته. وإنما ينبغي أن ينظروا لهم عن أنهم نواب لأفراد هذا المجتمع للمطالبة بحقوقهم المهدرة وإظهار صورتهم الحقيقية في المكان الذي لابد وأن يطلع كل من فيه علي أحوال المجتمع. ولكن العجيب أننا ننتقد والكل يريد الإصلاح ولكن ليس عند مصالحه وكأننا نقول: الفساد في غيرنا وليس فينا. في حين أن الفساد بوجه عام ظاهرة قديمة حديثة. وهي تتصل بالسلوك البشري اتصالا وثيقا وبالتالي لايخلو منها أي مجتمع مهما بلغ هذا المجتمع من مراحل النمو والتطور مما يشكل بذلك داء عضالا ينخر بقوة في جسد المجتمعات وسدا منيعا أمام تقدمها ولكن العجب بأن يتناسي بعضنا أن الإحجام عن الإدلاء بصوته هو نوع من أنواع الفساد العظيم. ومن هنا فالكل يتفق علي أن الفساد شر مستطير وأن الصلاح خير كبير ولا اعتقد أنه يوجد مجتمع يتفق علي أن التفريط في المعايير الأخلاقية مثلا من الأمور السلبية!! وهذا يعني أن هناك أخلاقيات أساسية يتفق جميع البشر علي أنها أخلاق إيجابية بغض النظر عن الدين أو المعتقدات وهذا ما يشار إليه دائما ب"الضمير الأخلاقي". الذي يأمر الفرد بمحاربة الفساد والسعي الحثيث للبناء والاستقرار والتنمية. ولذا أطالب كل فرد توافرت فيه أهلية الانتخاب ذكرا كان أو انثي مسلما أو مسيحيا بالمشاركة في التصويت وذلك بحيدة وتبصر بأهمية هذا التصويت وأن يكون هدفنا جميعا هو قول الحق بغير محاباة وأن تكون الشهادة لله.