اللجنه العامة توافق على اعتراض رئيس الجمهورية على مواد الإجراءات الجنائية    زكريا أبوحرام يكتب: الملاك الذي خدعهم    أكاديمية «أخبار اليوم» في ثوبها الجديد.. وفرحة الطلاب ببدء العام الدراسي| صور وفيديو    رئيس مجلس المطارات الدولي: مصر شريك استراتيجي في صناعة الطيران بالمنطقة    نائب بريطاني يندد باعتراض إسرائيل لأسطول الصمود ويطالب بمعاقبتها ووقف تسليحها    الرئيس الكولومبي ينقض اتفاقية التجارة مع إسرائيل ويطرد دبلوماسييها    البيت الأبيض: مناقشات حساسة تجري الآن بشأن خطة غزة    تجارة الدم العابرة للقارات.. مرتزقة كولومبيا يشعلون جحيم السودان!    4 أهداف.. تعادل مثير يحسم مواجهة يوفنتوس أمام فياريال بدوري أبطال أوروبا    رياضة ½ الليل| هشام يسلف الزمالك.. إيقاف تريزيجيه.. قائمة الخطيب.. والموت يطارد هالاند    موعد مباريات اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025.. إنفوجراف    إصابة 4 عمال في حادث تصادم نقل وميكروباص أمام كارتة ميناء شرق بورسعيد    قرار هام بشأن شخص عثر بحوزته على أقراص منشطات مجهولة المصدر بالجيزة    السيطرة على حريق شب داخل مخلفات بعين شمس    استشهاد 85 فلسطينيًا في غارات الاحتلال على قطاع غزة خلال 24 ساعة    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للموظفين والبنوك والمدارس بعد قرار رئيس الوزراء    الزمالك يفتقد 3 لاعبين أمام غزل المحلة.. ومصير فيريرا على المحك    مصرع أمين شرطة وإصابة اثنين آخرين أثناء معاينة جثة سيدة ب "صحراوي" البحيرة    نقل الفنان السوري زيناتي قدسية إلى المستشفى بعد أزمة صحية مفاجئة    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    مرض اليد والقدم والفم (HFMD): عدوى فيروسية سريعة الانتشار بين الأطفال    مدير مستشفى معهد ناصر: نستقبل نحو 2 مليون مريض مصري سنويا في مختلف التخصصات الطبية    تحذير لهؤلاء.. هل بذور الرمان تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي؟    أكلة مصرية.. طريقة عمل محشي البصل خطوة بخطوة    الخارجية التركية: اعتداء إسرائيل على "أسطول الصمود" عمل إرهابي    جوارديولا: لدينا نقطة وسنحصل عليها    «مقتنعوش بيه».. ماجد سامي: كنت أتمنى انتقال نجم الزمالك ل الأهلي    1160 للجنيه دفعة واحدة.. ارتفاع كبير بأسعار الذهب بالصاغة وعيار 21 يسجل رقمًا تاريخيًا    سر ديناميكية هشام أبو النصر محافظ أسيوط    حل 150 مسألة بدون خطأ وتفوق على 1000 متسابق.. الطالب «أحمد» معجزة الفيوم: نفسي أشارك في مسابقات أكبر وأفرح والدي ووالدتي    مايولو: سعيد بالتسجيل أمام برشلونة.. نونو مينديش قام بعمل كبير    هيئة مستقلة للمحتوى الرقمي ورقابة بضمانات.. 4 خبراء يضعون روشتة للتعامل مع «البلوجرز» (خاص)    إخماد الحريق الثالث بمزرعة نخيل في الوادي الجديد    الجيش الإسرائيلي: إطلاق 5 صواريخ من شمال غزة واعتراض 4 منها دون إصابات    محافظ الشرقية يكرّم رعاة مهرجان الخيول العربية الأصيلة في دورته ال29.. صور    ركزوا على الإيجابيات.. والدة طفلة «خطوبة في المدرسة» تكشف تفاصيل الواقعة (فيديو)    المطبخ المصري في الواجهة.. «السياحة» ترعى فعاليات أسبوع القاهرة للطعام    انقطاع مؤقت للاتصالات قرب المتحف المصري الكبير.. فجر الخميس    ارتفاع أسعار الذهب في السعودية وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الخميس 2-10-2025    ستاندرد آند بورز: إغلاق الحكومة الأمريكية يفاقم عدم اليقين في التوقعات الاقتصادية    بعد الهجوم الإسرائيلي.. قرار عاجل من أسطول الصمود العالمي بشأن حصار غزة    السكر القاتل.. عميد القلب السابق يوجه نصيحة لأصحاب «الكروش»    مدير معهد ناصر: اختيار المعهد ليكون مدينة طبية لعدة أسباب ويتمتع بمكانة كبيرة لدى المواطنين    اعتراضات على طريقة إدارتك للأمور.. برج الجدي اليوم 2 أكتوبر    أول تعليق من رنا رئيس بعد أزمتها الصحية: «وجودكم فرق معايا أكتر مما تتخيلوا»    ماذا كشفت النيابة في واقعة سرقة الأسورة الأثرية من المتحف المصري؟    الإسكان عن أزمة قرية بحر أبو المير بالفيوم: تحركنا لدراسة الوضع ميدانيا    أحمد موسى يوجه رسالة للمصريين: بلدنا محاطة بالتهديدات.. ثقوا في القيادة السياسية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    أولى هجمات أكتوبر.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم: أمطار رعدية تضرب منطقتين    إصابة 9 أشخاص في انقلاب ميكروباص على طريق شبرا - بنها    التجربة المصرية في الاستزراع السمكي محور برنامج تدريبي دولي بالإسماعيلية    أرسنال بالعلامة الكاملة في الإمارات ينتصر بثنائية على أولمبياكوس    تسليم 21 ألف جهاز تابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في محافظة المنيا    تعرف على مواقيت الصلاه غدا الخميس 2 أكتوبر 2025فى محافظة المنيا    خالد الجندى: "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً" ليست آية فى القرآن    مجلس الدولة يقرر إعادة توزيع اختصاصات دوائر محكمة القضاء الإداري    مجلس حكماء المسلمين: العناية بكبار السن وتقدير عطائهم الممتد واجب ديني ومسؤولية إنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



للمعارك الانتخابية‏..‏ضوابط شرعية‏!‏

دائما ما يختلط الحابل بالنابل في كل معركة انتخابية‏,‏ وما بين الصراعات والدسائس والمكائد وبيانات تشويه السمعة وغيرها من التجاوزات التي قد تحدث من البعض‏,‏ دخل علماء الدين ساحة المعركة الانتخابية وانطلقت فتاوي متشددة تحرم المشاركة في العملية الانتخابية وأخري تساوي بين الممتنع عن التصويت وشهادة الزور والشرك بالدين‏.‏ وما بين القسم علي المصحف والحلف بالطلاق لضمان الأصوات واتهام وزارة الأوقاف بتوجيه الأئمة والخطباء لحث الناخبين من فوق المنابر علي التصويت لمرشحي الحزب الحاكم‏,‏ جاءت فتاوي علماء الأزهر وأئمة ودعاة وزارة الأوقاف لتؤكد إجماع علماء الدين علي أن المشاركة الشعبية الفاعلة في الانتخابات التشريعية تعد واجبا شرعيا ووطنيا لتثبيت دعائم الديمقراطية والنهوض بالبلاد في مختلف المجالات‏,‏ وان الامتناع عن الذهاب إلي صناديق الاقتراع هو كتمان للشهادة وقول الحق‏.‏
إرساء لمبدأ الشوري في الإسلام
في البداية نفي الشيخ شوقي عبد اللطيف وكيل أول وزارة الأوقاف صدور تعليمات لأئمة وخطباء مساجد الوزارة بالدعاية الانتخابية فوق المنابر لمرشحي الحزب الوطني وقال‏:‏ كانت تعليمات الوزارة واضحة ومحددة في هذا الشأن‏,‏ وتم التنبيه علي كل المديريات بعدم استخدام المساجد للدعاية الانتخابية‏,‏ ويستوي في ذلك جميع الأحزاب دون تمييز ومن يسمح بذلك يحال للتحقيق وينقل من المسجد الذي يعمل به‏,‏ ولم يتم توجيه الخطباء بل تركنا الأمر للخطيب الذي من المفترض فيه أنه يتطرق للقضايا التي تشغل أمته‏,‏ وان تكون النصيحة لكي تسير العملية الانتخابية وفق الضوابط الشرعية والمجتمعية والسياسية‏,‏ فالأئمة يتناولونها تلقائيا حتي يبينوا للناخب ماله وما عليه ولكي يبين للمنتخبين ما يجب أن يلتزموا به‏,‏ أما شائعة توجيه الأئمة والخطباء بالمساجد بالدعاية للحزب الحاكم فهذا غير صحيح علي الإطلاق ويتناقض مع توجيهات سبق أن أعلنتها الوزارة‏.‏
وأضاف الشيخ شوقي عبد اللطيف قائلا‏:‏ هذه شائعات مغرضة ولا أساس لها من الصحة علي الإطلاق‏,‏ وزارة الأوقاف مؤسسة دينية محايدة تقول كلمة الحق وتدلي بدلوها في القضايا بحيدة تامة‏,‏ وأنا أتحدي أن يثبت أي شخص أن هذا قد حدث‏,‏ والله تبارك وتعالي يقول‏'‏ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين‏'‏ واقرب لذلك أن وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق‏,‏ مرشح لمجلس الشوري بالدقهلية واتحدي أن يكون قد حضر المؤتمر إمام أو مدير مديرية أو تم الإعلان له من خلال المساجد أو المنابر والوزير نبه إلي هذا الأمر‏,‏ وهذا هو اكبر مثال علي ذلك وإذا كان هناك مساندة كان من الأولي أن نساند وزير الأوقاف ولكن هذا لم ولن يحدث‏.‏
وحول صدور فتاوي متشددة تحرم المشاركة في العملية الانتخابية يقول الشيخ شوقي عبد اللطيف‏:‏ العملية الانتخابية هي تطبيق لمبدأ الشوري التي نص عليها الإسلام‏,‏ ولابد أن يختار الشعب من ينوبون عنه في قضاء مصالحهم‏,‏ وفي حقيقة الأمر أصبحت ثقافتنا ثقافة مضمحلة للغاية ويجب أن تكون لدينا الثقافة اللازمة لإرساء قاعدة الانتخابات الصحيحة التي سبق بها الإسلام غيره من التشريعات والعقائد الأخري‏,‏ ولابد أن يعرف الجميع أن الصوت أمانة‏,‏ وأغلي من أي شيء‏,‏ ومن هنا وجب علي الرجل والمرأة ممن يحملون بطاقات انتخابية أن يخرجوا للإدلاء بأصواتهم الانتخابية‏,‏ فالصوت أمانة يجب أن يعطي لمن يستحقه ممن تتوافر فيهم الصفات التي من خلالها يؤدون رسالتهم في خدمة الشعب كأن يكون أمينا ومخلصا وصادقا ومحبا لوطنه ويتمتع بأخلاق حسنة وان يكون ملتزما محبا لوطنه وأهله ودائرته ومحبا لكل من حوله‏,‏ ومن يحرم عملية الانتخاب هو إنسان فهمه قاصر وبعيد كل البعد عن الفهم الصحيح للإسلام الذي أمرنا أن نقول رأينا وقد كانت حتي الصحابيات يقلن رأيهن في منتهي الشفافية والوضوح‏,‏ فالمرأة لها حقوق وعليها واجبات ومن حق المرأة أن تمثل المرأة في البرلمان إذا كانت قادرة علي ذلك‏,‏ وإذا رأي الناخب امرأة قادرة علي تحقيق مكاسب لأهل الدائرة الانتخابية وجب عليه أن يعطيها صوته إذا وجد أنها أفضل من جملة المتقدمين في دائرته‏.‏
وعلي المرشحين أن يتقوا الله في كل تصرفاتهم فالإسلام يأمر بالرأي والرأي الآخر‏,‏ ويجب أن يلتزموا بكل الضوابط والمعايير الخاصة بالعملية الانتخابية بداية من وضع اللافتات والشعارات والشفافية وعدم الطعن وتناول الآخرين لأن كل إنسان لا بد أن يحب للآخر ما يحب لنفسه‏,‏ فنحن نري بعض المنتخبين يكيلون التهم للآخرين ويقرأون الفاتحة ويلقون الأيمان الباطلة‏,‏ وتلك هي لعنة الانتخابات التي ربما تصيب معظم الناس ويجب أن نكون علي المستوي الأخلاقي والديني‏,‏ وان يدرك الإنسان أن ماله سوف يأتيه وان ما يتحقق عن طريق الكذب يتحقق عن طريق الصدق فالصدق منجي‏,‏ وليس المراد الحصول علي الحصانة وتحقيق مآرب ومكاسب شخصية‏,‏ وإنما يجب أن يكون المراد وجه الله وخدمة الناس والمجتمع حتي تتحقق العملية الانتخابية المرجوة وحتي نستطيع أن نقدم للناس والمجتمع شيئا وإذا كان غير ذلك فان هذا يتنافي مع تعاليم الإسلام‏.‏ ودعا الشيخ شوقي عبد اللطيف المواطنين إلي الذهاب لصناديق الاقتراع لاختيار الأفضل ومن يلبي مصلحة البلد وحماية ثرواته‏,‏ واعتبر الاشتراك بالانتخابات واجبا شرعيا كونه سيؤدي خدمة للمصريين جميعا وعلي الجميع الالتزام والاهتمام بالعملية الانتخابية والإدلاء بصوته لاختيار من يمثله في الحكم‏,‏ وقال‏:‏ إننا ندعو بشكل دائم من خلال منابر المساجد للمشاركة الفاعلة في الانتخابات واختيار المرشحين الذين يكنون ولاء مطلقا للبلد والشعب ويعملون علي الحفاظ علي وحدته وتماسكه وتقدمه وازدهاره‏,‏ وحذر من استغلال المساجد لأغراض الحملات الدعائية الانتخابية للكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات‏,‏ وشدد علي ضرورة أن يبقي دور علماء الدين عاملا أساسيا في إنجاح الانتخابات‏,‏ محذرا من استغلال المنابر للترويج لأي من المرشحين‏.‏
اختيار الأفضل‏..‏ والإدلاء بالصوت
إذا كانت المشاركة في العملية الانتخابية ضرورة شرعية‏,‏ فما هي الأسس التي يقوم عليها اختيار المرشح الأمثل الذي يحقق تلك المقاصد الشرعية من العملية الانتخابية ؟ يجيب الدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب قائلا‏:‏ يجب التركيز علي ضرورة اختيار المرشح الأصلح والأكفأ والأكثر أهلية من اجل النجاح في بناء البلد من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات وانتخاب الأجدر والأكثر أهلية لبناء الوطن‏.‏وان يحرص كل ناخب علي اختيار الرجل الصالح والمناسب للمكان المناسب‏,‏ فالإدلاء بالشهادة والإقدام علي إعطاء الصوت واجب شرعا بشرط أن يشهد شهادة صادقة لا كاذبة‏,‏ فلا يذهب لأن يدلي بصوته لفلان لأنه قريبه أو ابن الحي أو ابن القرية او تربطه به صلة قرابة أو منفعة او لمقابل مادي‏,‏ ولو كان الصوت بهذه الصورة فهو شهادة زور وشهادة كاذبة سيحاسبه الله عليها يوم القيامة‏,‏ وشهادة الزور من أكبر الكبائر‏.‏ ولذلك فإنني أري أن في الانتخابات امتحانا للإنسان الصادق الذي يشهد شهادة الحق ويعطي صوته للحق ويساعد علي نشر الفضيلة وإحقاق الحق‏,‏ وأما الإنسان الذي لا يعطي صوته بالمرة ويحجم عن الذهاب إلي صناديق الاقتراع فهو إنسان سلبي يكتم الشهادة وآثم قلبه‏,‏ وقد وجه الإسلام إلي شهادة الحق والتحذير من شهادة الزور ونادي الله المؤمنين إلي إقرار الحق والعدل‏,‏ ابتغاء مرضاته سبحانه وليقيموا بها ميزان الحق في دنيا الناس‏,‏ وإذا كان قول الحق وشهادة الحق لله تعالي من الواجبات فيجب أن يؤدي الإنسان الشهادة بالحق وفي شجاعة أدبية دافعها دينه ولو كانت علي نفسه أو والديه أو علي احد أقاربه عليه أن يشهدها خالصة لوجه الحق ولا يخشي في سبيل الحق لومة لائم ولا يرهب بأس إنسان قوي فيمتنع عن قول الحق ولا يؤثر فيه العطف علي إنسان فقير فيكف عن قول الحق‏,‏ فالله أولي بهما وهو سبحانه القائل في ندائه للمؤمنين‏:'‏ يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو علي أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولي بهما فلا تتبعوا الهوي إن تعدلوا وان تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا‏'.‏
أما الامتناع عن المشاركة والسلبية والتقاعد عن أداء الواجب أو الشهادة أو الإدلاء بالصوت فمن اكبر الأخطاء التي تشيع السلبية واللامبالاة في المجتمعات‏,‏ وهو محرم في الإسلام فلو دعي إنسان إلي شهادة فلا يصح أن يمتنع عن الشهادة لان في الامتناع تعطيلا للحقوق والمعاملات وضياعا للحق‏,‏ ولهذا قال رب العزة سبحانه وتعالي‏:'‏ ولا يأب الشهداء إذا ما دعو‏'‏ والذين يحاولون البعد وعدم أداء الشهادة يعتبرون كاتمين للشهادة التي طلبوا إليها وقد قال الله تعالي‏:'‏ ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم‏'‏ كما نهي الإسلام عن تلبيس الحق بالباطل والتضليل في الشهادة وكتمان الحق فقال الله تعالي‏:'‏ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون‏'.‏
تحذير نبوي من كتمان الشهادة
وحذر الرسول صلي الله عليه وسلم من كتمان الشهادة وبين أن كاتم الشهادة كشاهد الزور حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم‏:'‏ من كتم شهادة إذا دعي إليها كان كمن شهد بالزور‏'‏ وشهادة الزور من اكبر الكبائر ومن أخطر الجرائم‏,‏ التي يترتب عليها ضياع الحق وطمس الطريق أمام العدالة فلا تستطيع العدالة أن تأخذ مجراها كما يترتب عليها وقوع الظلم علي الأبرياء وضياع حقوقهم‏,‏ وقد نزه رب العزة سبحانه وتعالي عباده المؤمنين عن شهادة الزور حيث قال الله سبحانه وتعالي‏:'‏ والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما‏',‏ ولخطورة شهادة الزور‏,‏ وشدة قبحها‏,‏ جاء النهي عنها وتحريمها في القرآن مقرونا بأكبر أنواع المعاصي والكبائر وهو الشرك بالله وورد النهي عنها عقب النهي عن الإشراك بالله مباشرة فقال الله تعالي‏:'‏ فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور‏'.‏
كما نستشعر خطورة شهادة الزور في طريقة النهي عنها وتصويرها في بشاعتها‏,‏ قال النبي صلي الله عليه وسلم‏:'‏ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالوا‏:‏ بلي يا رسول الله‏.‏ قال‏:'‏ الإشراك بالله وعقوق الوالدين‏'‏ وجلس وكان متكئا فقال‏:'‏ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتي قلنا‏:'‏ ليته سكت‏'‏ ولقد آمر الإسلام بالقول السديد‏,‏ والبعد عن الزور ودعا القرآن الكريم إلي اتباع الحق والتعامل بالصدق قال الله سبحانه وتعالي‏:'‏يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما‏'.‏
روح الإخوة والوحدة
ويضيف الدكتور أحمد عمر هاشم قائلا‏:‏ واجب كل مواطن أن يقول رأيه ولا أحد يكره أحدا علي رأي معين‏,‏ بل لكل إنسان اختياره المحض وحريته الكاملة ليقول رأيه دون أن يفرض عليه رأي معين‏,‏ وإذا كان الأمر كذلك وان لكل إنسان محض اختياره وحريته في ان يقول‏:‏ نعم‏,‏ أو أن يقول‏:‏ لا‏,‏ فلماذا إذن السلبية واللامبالاة والدعوة إلي عدم إبداء الرأي‏,‏ والإسلام يدعو أتباعه أن يكونوا مجتمعا مخلصا متحدا بروح الإسلام الايجابية وآدابه التي دعا إليها‏,‏ودليلنا علي ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏,‏ عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال‏:'‏ إن الله تعالي يرضي لكم ثلاثا‏,‏ ويكره لكم ثلاثا‏,‏ فيرضي لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا‏,‏ وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله أمركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال‏'.‏
ومن الواجب علينا أن تسود روح الإخوة والوحدة وألا نتفرق وان يسود الأمن كل بقاع ارض الكنانة التي ذكرها رب العزة في القرآن الكريم مقرونة بالأمان حيث قال تعالي‏:'‏ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين‏',‏ والإسلام حين دعا إلي حب الأوطان ونشر الاطمئنان والأمان‏,‏ قرر مبدأ الجوار حتي مع المشرك حيث قال الله تعالي‏:'‏ وان احد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه‏'‏ ومن واجبنا جميعا أن نحافظ علي امن الوطن وعلي استقرار أبنائه وان يظل مناخ الأمن داخليا وخارجيا مستقرا‏,‏ فقدر مصر أن الله تعالي جعلها حفيظة علي الأمة‏,‏ وان وجعلها في رباط إلي يوم القيامة‏,‏ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم‏:'‏ إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد أهل الأرض‏,‏ قيل‏:‏ ولم كانوا كذلك يا رسول الله؟ قال‏:‏ لأنهم وأزواجهم في رباط إلي يوم القيامة‏'.‏
دعاية مشروعة
وإذا كان علماء الدين قد وضعوا عددا من الضوابط لكيفية اختيار المرشح الأمثل‏,‏ وأكدوا أن الإدلاء بالصوت يعد واجبا شرعيا ووطنيا فإنهم يؤكدون ضرورة نزاهة العملية الانتخابية‏,‏ ويطالبون المرشحين بالتنافس الشريف الذي يتماشي مع مبادئ الشريعة الإسلامية خاصة بعد بروز العديد من التجاوزات‏,‏ يقول الدكتور محمد محمود أبو هاشم عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالزقازيق‏:‏ شهدت دوائر الانتخابات هذا العام ظاهرة جديدة لضمان أصوات الناخبين‏,‏ تتمثل في مطالبة المرشح لناخبي دائرته بأن يقسموا له علي المصحف أو الإنجيل بأنهم سيعطونه أصواتهم‏,‏ واجتمع بعض المرشحين بكل ناخب وطلبوا منهم الحلف علي المصحف بان ينتخبوهم‏,‏ وهذا اليمين لغو ولا يجوز علي الإطلاق‏,‏ فقد قال الله تعالي‏:'‏ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم‏'‏ كما أن الحلف بغير الله باطل‏,‏ وهذا الأسلوب فيه استهانة بكتاب الله وليس قسما‏,‏ ولا قيمة له لأنه إكراه وإحراج وتزييف للإرادة الحقيقية للناخبين‏,‏ وعلي الناخب أن يرفض اليمين‏,‏ فالانتخابات هي أفضل تنفيذ لمبدأ الشوري الذي اقره الإسلام قال تعالي‏'‏ وأمرهم شوري بينهم‏'‏ ومثل هذه التجاوزات تحول دون تحقيق هذا المبدأ الإسلامي العظيم وتحول أيضا دون أن تأتي نتائج الانتخابات بمن هو الأفضل لتمثيل الشعب في المجالس النيابية‏,‏ كما أن إفراط بعض الناخبين في الوعود الانتخابية التي لا يستطيعون تحقيقها فيه كذب وتدليس وتغرير بالناس وتزييف لإرادة الأمة‏.‏
ويعود الدكتور احمد عمر هاشم ليحذر من التجاوزات بين بعض الناخبين والبيانات والمنشورات التي تمس سمعة وسلوك المرشح المنافس ويقول‏:‏ الشائعات والبيانات التي تنال من سمعة المرشح الآخر افتراء‏,‏ والذي يحاول ان يكسب الأصوات بان يضعف المرشح الآخر بإطلاق شائعات كاذبة فهذا جزاؤه عند الله كبير‏,‏ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم‏'‏ ايما امرئ أشاع علي أخيه كلمة هو منها برئ حبسه الله في النار‏...‏ الحديث‏'‏ فإطلاق الشائعات الكاذبة والمغرضة التي تنال من الخصم جزاؤه النار‏.‏
طالب الولاية لا يولي
ويطالب الدكتور رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بتحري الدقة في اختيار المرشح ويقول اختيار مرشح لعضوية مجلس نيابي لا بد أن يراعي فيه مدي كفاءته للقيام بهذه المهمة‏.‏ ويقول الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري‏:‏ قسم الإسلام الناس إلي قسمين‏,‏ وأعني بالناس النخبة من الشعب‏,‏ الأول‏:‏ أهل النظر والاجتهاد وسماه الله تعالي أولي الأمر‏,‏ والقسم الثاني أهل الحل والعقد وهم أيضا يعتبرون داخلين في أولي الأمر‏,‏ الأول هم علماء كل البلد‏,‏ ويؤكد رأيهم علماء الدين فينتخبون أو يرشحون واحدا ويتفقون عليه جميعا ثم يقدمونه للناس كل في دائرته‏,‏ والقسم الثاني أهل الحل والعقد وهم الذين يقومون بالموافقة والرفض وهؤلاء هم أعيان البلد‏,‏ ثم بعد ذلك يطرح للعامة‏,‏ هذا هو الطريق الإسلامي لانتخاب الممثل في المجالس التشريعية قال تعالي‏:'‏ ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم‏'‏ فالذين يستنبطونه هم أهل النظر والاجتهاد‏,‏ وأولي الأمر هم أهل الحل والعقد‏,‏ والله تعالي يقول‏:'‏ ياأيها الذين آمنوا وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا‏'.‏
وهنا تري أن الإسلام يؤكد أن التشريع بادئ ذي بدء لله وحده‏,‏ ويسمي التشريع ابتداء وأن العلماء لهم حق التشريع ابتناء‏,‏ والله تعالي يقرر أن يكون المنتخب مثل النقباء يكونون من خيار الناس خلقا وفضلا وتدينا وسماحة وعلما بشئون الخلق وأحوالهم بالإضافة الي العلم الشرعي وعلوم الدنيا‏,‏ هكذا قال صلي الله عليه وسلم‏'‏ إن الرائد لا يكذب أهله‏'‏ فهو رائد له عملان الأول ان يسن القوانين مستلهمة من أحكام الشرع والثاني أن يحمل مظالم الناس الي السلطة التنفيذية لإصلاح ما فسد وتقويم ما اعوج والضرب علي يد الظالم وإنصاف المظلوم‏,‏ والعلماء وحدهم سواء كانوا في الدين أو العلوم الدنيوية هم أقدر الناس علي تحديد الشخصية اللائقة بهذا المكان‏,‏ ليست دولة دينية وإما دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية فلا نفضل الشيخ علي الضابط وإنما نفضل أصلح الناس‏,‏ وقد رفض النبي صلي الله عليه وسلم أن يولي احد الصحابة الإمارة ورفض أن يوقعه في إثم لضعفه عن تحمل الإمارة وهو صحابي جليل‏,‏ فكيف بنا ونحن الآن في عالم تشعبت فيه المعلومات والمهام والأمور والمصالح وتشابكت‏.‏
ولا يجوز لواحد أن يقدم نفسه إلا بترشيح من غيره لقوله صلي الله عليه وسلم‏'‏ إنا لا نولي هذا الأمر من يطلبه‏'‏ ويقول‏'‏ لا تطلب الإمارة فإنك ضعيف وإنها أمانة وإنك إن أعطيتها علي غير مسألة اعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة ووكلت إليها‏,‏ ثم يقول إنها يوم القيامة حسرة وندامة حيث يأتي يوم القيامة ويديه مغلولة إما فكها عدله أو غله ظلمه‏,‏ فالمسألة إذن ليست تشريفا لكنها تكليف‏,‏ وهو إذا اختير أثقل الناس حملا فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة‏'‏ أو كما قال صلي الله عليه وسلم‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.