أثبت الشعب اللبناني أنه لايزال حريصا علي تجربته التاريخية مع الديمقراطية.. المجتمع خرج منتصرا في الانتخابات الحكومية بكل جبهاتها والمعارضة بكل أحزابها.. خرج لبنان من تجربة الانتخابات ليؤكد للجميع ان الشعب اللبناني بدون الديمقراطية يخسر الكثير وان تناقضات وانقسامات الشارع اللبناني يمكن ان تتلاشي امام صناديق الانتخابات.. انتصرت الحكومة وأحزابها وحصلت علي الاغلبية ممثلة في 71 عضوا في البرلمان وحصلت المعارضة علي 57 عضوا، وبذلك بقيت الاغلبية للحكومة ولكن المهم في ذلك كله ان الشعب اللبناني فرض علي الجميع الصورة كاملة بكل تفاصيلها.. سوف تلقي الانتخابات البرلمانية في لبنان تقديرا عالميا لانها مضت بروح تتناسب مع لبنان الشعب والتاريخ.. ان أعظم ما في هذه التجربة انها عادت إلي لبنان روحه التي عاش عليها وهي الديمقراطية.. ان في لبنان كل التناقضات السياسية والدينية والعرقية وفيه تيارات إسلامية ومسيحية وشيعية وسنية ودرزية، ولكن الحرية كانت دائما هي الجواد الرابح في لبنان.. وعندما ارتفعت حرارة الانتخابات وزادت سخونة المعركة تصور البعض ان الانقلاب والصراع بين أطراف اللعبة السياسية هو الطريق الاقرب.. توقع البعض خسارة كبيرة لكل الاطراف سواء في الانتخابات أو التصويت أو النتائج وتصور البعض ان الصراع يمكن ان يبدأ في أي مرحلة من هذه المراحل.. وشارك اللبنانيون وخرجوا من بيوتهم وتركوا أعمالهم وذهبوا إلي لجان الانتخابات.. ومرت عملية التصويت دون صدام أو تجاوزات وجاءت النتائج مرضية للجميع حكومة ومعارضة وهنا كان الانتصار للشعب اللبناني كله. كانت هناك رقابة دولية علي الانتخابات ولكن الرقابة الشعبية والمشاركة من كل فئات الشعب تقف وراء هذه المعركة الفريدة التي خاضها اللبنانيون من اجل بلدهم وفي سبل استقراره.. قد تكون هذه المعركة هي نقطة البداية لكي يستعيد لبنان الشعب والوطن عافيته وان تشارك جميع الاطراف سواء كانت حكومة أو معارضة في صياغة مستقبل يليق بالشعب اللبناني وما له من صفحات مضيئة مع الحرية وكرامة الانسان.. ان عشاق لبنان كانوا دائما يخافون عليه من صراعات السياسة والمصالح ولكن هذه الانتخابات أثبتت ان الشعب اللبناني هو الاقدر دائما علي صياغة حاضره ومستقبله.