شهدت المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية عزوف نسبة كبيرة من الشعب علي الذهاب لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار المرشح المناسب لتمثيلهم في البرلمان القادم حيث أشار الدكتور ماجد عثمان مدير المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة" عن أن نسبة التصويت لم تتعد 30% وفقا لما جاء باستطلاع المركز. السؤال الذي عرضناه علي علماء الفتوي ما حكم الشرع فيمن يتخلف أو يمتنع رغم قدرته الصحية عن الذهاب للتصويت في الانتخابات ؟. يقول د.عبد الفتاح إدريس أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن الإدلاء بالصوت الانتخابي لأي مرشح من قبيل الشهادة له بصلاحيته لأن يكون نائبا عن أفراد المجتمع الذي يمثلهم في المجلس النيابي. والحق سبحانه وتعالي يقول "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه" ويقول أيضا "ولا يأبي الشهداء إذا ما دعوا" وقد دعي أفراد المجتمع علي اختلاف طوائفهم بأن يقولوا رأيهم بالإيجاب أو السلب في حق مرشحي المجلس النيابي. ولا ينبغي أن ينظر الناس إلي هؤلاء المرشحين بأنهم أناس يريدون أن يصعدوا علي أعناق الناس ليصلوا إلي هذا المجلس وإنما ينبغي أن ينظروا لهم علي أنهم نواب لأفراد هذا المجتمع للمطالبة بحقوقهم المهدرة وإظهار صورتهم الحقيقية في هذا المكان الذي لابد وأن يطلع كل من فيه علي أحوال المجتمع. يضاف إلي هذا أنه يجب أن يعلم الناس أن هؤلاء المرشحين يمثلون إذا ما وصلوا إلي مقاعد هذا المجلس أن يكونوا جهة رقابية علي المؤسسة التنفيذية للدولة التي استشري فيها الفساد .. وهذا هو ما ينبغي أن يفهم له الإدلاء بالصوت الانتخابي في حق هؤلاء المرشحين. وتقاعد الناس عن الإدلاء بالصوت هو استبقاء للفساد لينخر في أوصال الدولة واستمرار لمظاهر الظلم وضياع الحقوق دون أن يجد أفراد المجتمع أن يطالب بها أمام الجهات السيادية في الدولة والتي منها المجلس النيابي. ولذلك فإن الإدلاء بالصوت الانتخابي أمر في غاية الأهمية بالنسبة للغالبية العظمي من أفراد المجتمع الذين يفتقرون إلي من يظهر حالهم إلي الجهات التنفيذية لتحسينها ورفع الظلم عنهم. ضرورة شرعية أكد د.حمدي طه أنه ينبغي علي المواطنين إبداء رأيهم فيمن يمثلهم في انتخابات المجلس النيابي الجديد مع مراعاة الضمير الديني والوطني حيث إن الضرورة الشرعية توجب المشاركة في الانتخابات كفريضة شرعية وقومية وشهادة لابد من أدائها وعدم كتمانها.. مناشدا الجميع الحرص بالتوجه إلي صناديق الاقتراع في المرحلة الثانية لعرض رأيهم والمشاركة في بناء بلدهم. طالب الشعب بالانتقال من مرحلة الفساد إلي مرحلة البناء والاستقرار والتنمية حيث إن انتخاب مجلس نواب جديد سوف ينقل مصر إلي الاستقرار والعمل والإنتاج .. كما طالب إمام المسجد أن يحث المصلين علي التصويت انطلاقا من مسايرته للقضايا الراهنة في المجتمع وعليه أن يكون محايدا وأن يبصر المواطنين بأهمية التصويت ما تمكن من ذلك دون أي تأثير علي رأيهم. ذنب وإثم مبين الدكتور الأمير محفوظ إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه بمدينة القاهرة يقول إن عدم المشاركة في الانتخابات مع القدرة علي المشاركة وتركها تكاسلا أو عدم اكتراث بالأمر أو عمد اهتمام به فهذا ذنب وإثم مبين . لقوله تعالي : "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعلمون عليم". أشار إلي أن من دعي للشهادة فكتمها كمن دعي للانتخاب فانصرف عنه مع توقف نجاح عملية الانتخاب علي المواطن الفرد .. وبالنسبة لمناداة البعض بمقاطعة الانتخابات . فهذا يدل علي عقلية جامدة رجعية لغير مستقيم الفهم. لأن الانتخاب واجب وطني تفرضه الظروف السياسية للوطن . وذلك بغرض استكمال خارطة الطريق. أكد أن من يبخل عن وطنه بالمشاركة في هذا الأمر الجامع . فإنما يبخل عن نفسه بتقديم أفضل العناصر المنتخبة في مجلس النواب .لمناقشة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لوطننا العزيز مصر . وأقول يا من تنادي بالمقاطعة اتق الله واعلم أن أول المتضررين هو أنت وأهلك والأقربين . لأنك تعطي الفرصة لمن لم يستحق أن يتقدم ويفوز بمقعد بالمجلس وهذا لن ينظر في مصالح الناس ولا يهتم إلا بخاصته.