مما لا شك فيه ان دائرة العطارين والمنشية والجمرك من الدوائر التي ظلمت في التقسيم الجديد لدوائر الاسكندرية .. و ذلك بعد ضم الدوائر الثلاثة لصالح "مقعد واحد فقط" في ظل اختلاف تام بين طبيعة ابناء دائرة العطارين و ابناء الجمرك .. وتشهد دائرة العطارين والجمرك والمنشية معركة حامية الوطيس بين "35" مرشحا بينهم وجوه سابقة بالحزب الوطني من اعضاء المجالس المحلية او من اعضاء مجلس الشعب السابقين او من القيادات التنظيمية بالحزب.. الا ان مشكلة دائرة العطارين و الجمرك والمنشية هي ان مرشحي العطارين يقومون بدعايتهم في دائرتهم فقط و تظل الجمرك و المنشية مغلقة علي ابنائها حتي ولو حاولوا اختراقها و العكس صحيح بالنسبة للمرشحين من ابناء دائرة الجمرك و الكل علي امل الاعادة بين مرشح من كل دائرة علي حدي و كأنها معركة بين دائرتين و ليس دائرة واحدة.. و لعل الملاحظ ان مرشحي دائرة العطارين بدأوا العمل مبكرا علي اساس ان العطارين ستضم اللبان كما هو معتاد فركزوا دعايتهم بالمنطقة وجاء التقسيم بما لا تشتهيه السفن واصبح تقييم الدائرة الانتخابية عن من يلمع نجمه بالعطارين و الجمرك .. الا انه تظل الكتلة التصويتية الاكبر هي بدائرة الجمرك والتي تبلغ 114 ألفاً و882 بينما العطارين لا تتعدي "57 الفاً و486" في ظل ان العطارين لم تعطي في تاريخها الانتخابي اكثر من 7 آلاف صوت لمرشح وكان ذلك في عهد الحزب الوطني لصالح نائب الدائرة في ذلك الوقت "خالد خيري" وهو ما يجعل المعركة الحقيقية هي بين مرشحي الجمرك في حالة حسابنا لناخبي المنشية وهم 33 الفاً و900 صوت.. مشكلة دائرة الجمرك والمنشية هي الاغراق المالي الذي تشهده الدائرة وبالمثل العطارين ايضا و هو ما فتح الباب مبكرا لسماسرة الاصوات خاصة مع العدد الكبير من المرشحين ولا يزال الصوت في مرحلة "المائة جنيه" وبالطبع قابل للزيادة بل و للبيع اكثر من مرة فالنصب وارد في العملية الانتخابية. .. ونأتي للمرشحين فكلا من "عباس السيد" مرشح حزب السلام الديمقراطي و "ناشد المالكي" سبق لهما الفوز بمقعد الدائرة لصالح الحزب الوطني في دورات سابقة و بالتالي فالانتخابات بمثابة اختبار حقيقي لهما بعيدا عن "حزب السلطة" بينما سبق ل "كمال احمد" و "رمضان ابو العلا" الفوز من قبل سواء في انتخابات مجلس الشعب او الشوري و تكرار التجربة في ظل حالة الاغراق المالي تجعل معركتهما صعبة ف"كمال احمد" تكمن قوته بدائرة العطارين بينما "رمضان ابو العلا" تكمن قوته بإحدي مناطق الجمرك و تعتبر اصواته محسوبة العدد في كل الانتخابات وسيمثل دعم "خالد خيري" عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة العطارين لكمال احمد نقلة كبيرة له لاصوات خالد المعروفة الا انه حتي الآن لم يقرر اذا ما كان سيدعم احد من عدمه ... ويتنافس بالعطارين ايضا "محمود حسام" "رئيس حزب بداية" الذي لم تظهر دعايته سوي في اللحظات الاخيرة و يبدو انه يخوض الانتخابات للتواجد ليس اكثر .. بالاضافة الي "احمد محمدي" "مرشح حزب الحركة الوطنية المصرية" وعضو المجلس المحلي السابق و"احمد عبد القادر" "مرشح حزب الوفد" الا ان ضعف تواجد الحزبين بالشارع السكندري وتأثيرهما علي الكتلة التصويتية اثر كثيرا علي موقفهما بالدائرة... ولعل من الملاحظ هو تمكن "ملكة مسعود" المرشحة المستقلة من وضع اسمها بين قائمة المنافسين بالرغم من انها لم تخض الحياة السياسية من قبل كما لم يكن لها تواجد يذكر خلال الدورات البرلمانية السابقة الا ان ما انفقته من اموال مع صورها الدعائية تمكنت به من الاعلان عن نفسها ولكن تظل الجمرك صعبة بالنسبة لها.. بالاضافة الي "عصام مكي" وهو احد الوجوه السياسية الجديدة ويواجه مشكلة كبيرة بانتشار شائعة بدائرة العطارين حول انتمائه لجماعة الاخوان الارهابية ويحتاج لمجهود مضاعف للقضاء عليها. ونعود لدائرة الجمرك والمنشية وتشهد معركة تكسير عظام بين المرشحين فبخلاف المرشحين الذين تم ذكرهم من قبل نجد ان المنافسة حتي الآن محصورة بصورة فعلية بين ثلاثة من جملة المرشحين والباقي يحاول ايضا وهم "اشرف عبد الحميد" وهو الاقوي تنظيميا لكونه عضو مجلس الشعب السابق الذي تمكن من هزيمة الحزب الوطني في معركته بالدائرة بعدد اصوات لم تكن متوقعة في مجلس 2010 ولكونه احد ابناء المنطقة فهو يعمل بصورة هادئة و منظمة معتمدا علي برنامج انتخابي لابناء الدائرة و برنامج قومي سيقوم بطرحه خلال جولاته الانتخابية وفي المقابل نجد "محمد السبخي" وشهرته "اسامة السبخي" ويتردد انه يلقي دعم "حزب النور" لميوله السلفية وبالطبع يعتمد علي اصواتهم واصوات مركز شباب الانفوشي الذي يرأسه وابناء السيالة منطقة نفوذه اما المنافس الثالث فهو "ابراهيم محمد سعد" والذي يعتمد علي دعم اهالي "حارة اليهود" وبدء في التحرك بمنطقة العطارين في محاولة لفتح الطريق امامه هناك... و يتنافس ايضا "محمد هيبة" الذي انفق الكثير من المال لخلق تواجد سياسي بالدائرة اما "كامل عرفة" مرشح حزب مصر الثورة فحتي الآن لم يظهر اي دعم حزبي له وحتي الآن لم يتعلم من تجاربه السابقة في الانتخابات التي لم تكلل بالنجاح فيتحرك في نفس النطاق الضيق المحدود من معارفه دون فتح مجال اوسع .. ويدخل ايضا في اطار التنافس "احمد عبيد" عضو المجلس المحلي السابق و"عبد الناصر فرحات" و"محمد السيد المليجي" وغيرهم .. وبالرغم ان مرشحي الجمرك و العطارين تنافسوا في طرق الدعاية فمنهم من اعد اغنية تحمل اسمه تجوب الشوارع ومنهم من عمل مجسماً لرمزه الانتخابي ومنهم من قام بمسيرات أو وضع صوره في كل شارع وحارة الا انه يظل القادر تنظيميا علي الحشد هو الاقوي خاصة ان دائرة الجمرك لها العديد من المواقف الدموية خلال الانتخابات من اشتباكات وضرب بالاسلحة البيضاء واوقفت الانتخابات بها من قبل بسبب اعمال البلطجة واخيرا تظل منطقة الجمرك والمنشية هي القادرة علي حسم المعركة في دائرة مؤهلة و بقوة للبقاء في مرحلة الاعادة لكثرة عدد مرشحيها.