ساعات فاصلة علي معركة الإعادة في أربع دوائر انتخابية بالإسكندرية تظل أقواها معركة دائرة "كرموز". الإعادة قد تبدو "هادئة" في الظاهر لكون حزب الوفد المنسحب ليس لديه مرشحون في الإعادة. أما بالنسبة لجماعة الإخوان المحظورة فلديها مرشح واحد "فئات/كرموز" ورغم انسحابه مع جماعته في العلن.. فلا أحد يضمن مصداقية الإخوان في الباطن فهم متلونون بطبعهم ولن يفقدوا سيطرتهم علي دائرة مثل كرموز لهم فيها جذور عميقة.. ويبقي حزب التجمع الذي يصارع علي مقعد يتيم "بالمنتزه" وفي حالة فوز التجمع به يكون هذا هو التمثيل الوحيد لأحزاب المعارضة بين نواب الإسكندرية. ففي دائرة "غربال" وهي دائرة رأس المال والمكاسب الكبيرة للسماسرة والناخبين معاً بعد أن وصل الصوت الانتخابي في المرحلة الأولي "500 جنيه" فإنها تشهد هذه الأيام استنزافاً للمزيد من أموال المرشحين من قبل السماسرة ومحترفي اللعب الانتخابي في اللحظات الأخيرة.. والحزب الوطني يتعامل مع هذه الدائرة علي أن أيا كان الفائز فهو ينتمي للحزب. يتنافس في دائرة غربال علي مقعد "الفئات" النائب السابق لدائرة "محرم بك" المهندس "ممدوح حسني" "وطني" ومعه "عمرو كمال" "وطني" وعلي مقعد "العمال" "عامر فكري" "مستقل" ومعه محمد عبدالسلام الحمادي "مستقل" وكلاهما لا ينتمي لأي حزب معارض ويتردد في أجواء دائرة "غربال" أحاديث عن الأموال التي يتم توزيعها في اللقاءات الانتخابية والجولات لحث المواطنين علي التوجه إلي الصناديق الانتخابية اليوم. أما دائرة "المنتزه" فيتنافس علي مقعد واحد بها كل من "علي سيف" ونائب الدائرة "وطني/فئات" و "عبدالفتاح محمد" "عمال/تجمع".. والإعادة في حد ذاتها قاسية علي مرشح الحزب الوطني "علي سيف" ونالت كثيراً منه كأحد رجال الأعمال المعروفين بالثغر. خاصة بعد الفوز الساحق لزميله بالوطني علي مقعد العمال إبراهيم شريف وصعوده في المرحلة الأولي وربما يكون عدم خوض مرشح الإخوان ونائبها السابق بالدائرة "مصطفي محمد" المستبعد من الكشوف الانتخابية قد أثر علي مرشح الوطني. أما دائرة "الجمرك والمنشية" فهي لا تمثل في حد ذاتها مشكلة للوطني إلا بفقد مرشحي الحزب لأعصابهم بصورة ملحوظة ومحل حديث ورجل الشارع.. فالدائرة تشهد إعادة بين أربعة مرشحين ينتمون للوطني بصورة أو بأخري وبالتالي فالفائز اليوم سوف يكون "وطني" إما بالقلب أو القالب حيث يتنافس علي مقعد الفئات "أشرف عبدالحميد/مستقل" و "آمر أبوهيف" "وطني".. وعلي مقعد العمال "ناشر المالكي/وطني" و "عباس السيد/وطني". دائرة المنشية والجمرك هي دائرة ذات طابع غريب لاختلاف الدائرتين بالرغم من كونهما في نطاق جغرافي واحد.. فالمنشية دائرة تجارية من الدرجة الأولي ومناطق الكتل التصويتية معروفة بها وأشهرها "جمعية الصم والبكم" أما دائرة الجمرك فتضم قطاع الصيادين بالإضافة إلي ميناء الإسكندرية الذي تقع به كتل تصويتية كبيرة ولعل الأقوي بالفعل في هذه المرحلة الانتخابية هما الاثنان المتنافسان علي مقعدي العمال لقوتهما التنظيمية عكس "الفئات" بعد أن انضم بعض اتباع "أشرف عبدالحميد" إلي "آمر أبوهيف" وذلك بعد أن تدخلت بعض القيادات الطبيعية لمساندة آمر في اللحظات الأخيرة. نأتي لأم المعارك كما يطلقون عليها بالثغر وهي دائرة "كرموز" لماذا؟ لا أحد يعلم في العلن ولكن في حقيقة الأمر فإن الإعادة في حد ذاتها بدائرة كرموز تعد أبلغ دليل علي عدم الالتزام الحزبي.. فالبرغم من كونه مقعد "الفئات" كان يتنافس عليه اثنان من مرشحي الوطني بينما يتنافس علي مقعد العمال مرشح واحد. إلا أن مجموعة ما حصل عليه مرشحا الوطني علي "الفئات" هو أقل مما حصل عليه زميلهما "بالعمال" في الوقت الذي تتطابق أصوات مرشح الإخوان المنسحب مع أصوات مرشح الوطني "بالعمال" مما فتح العديد والعديد من التساؤلات والشائعات وأيضا الاستنتاجات.. المتنافسون في الانتخابات في مرحلة الإعادة هما "شريف بقطر" "وطني/فئات".. والعمال "فواز شاهين" "عمال/وطني" و "حمادة منصور" "عمال/مستقل" وبالرغم من إعلان الجماعة المحظورة من خلال المنشورات والميكروفونات طوال اليومين الماضيين عن انسحاب مرشحهم طبقا لقرار مرشد الإخوان للعديد من الأسباب التي ساقوها كنتاج للخيال الواسع الذي تتميز به المحظورة يبقي الأهم وهو بقاء اسم مرشح الإخوان بالكشوف الانتخابية وإمكانية مشاركة الإخوان بدعمهم لأحد المرشحين علي مقعد "العمال" نكاية في مرشح الحزب الوطني علي مقعد "الفئات".. نأتي إلي مقعد "العمال" "فحمادة منصور" وهو عضو المجلس المحلي للمحافظة وعضو حزب الوفد يخوض الانتخابات كمستقل عن حزبه منذ البداية وبالتالي فقد رفض الانصياع لقرار الانسحاب الوفدي من الانتخابات خاصة وأنه لم يلق أي دعم من حزب الوفد في المرحلة الأولي وإن كان "حزب الوفد" قد دعم أحداً من مرشحيه بخلاف اسمه فحسب.. وكان جزاؤه وحرباً من المنشورات ضده بالدائرة قبل الانتخابات. علي الجانب الآخر يأتي "فواز شاهين" وهو نائب الدائرة ومرشح الحزب الوطني الذي بالتأكيد لن تكون معركته هينة للحفاظ علي موقعه النيابي. وأخيراً فأيا كان الفائز في معركة الإعادة فإن الحزب الوطني هو الفائز الحقيقي.