ساعات قليلة فاصلة في انتخابات مجلس الشعب ومن المتوقع أن تشهد بعض الدوائر في الاسكندرية الإعادة كما من المتوقع أن تشهد دوائر أخري أحداثاً عنيفة خاصة التي يطلق عليها "الدوائر الخطرة" وهي كرموز وغربال ومينا البصل والرمل. سبب خطورة هذه الدوائر أولاً لكونها دوائر بها مرشحون للجماعة المحظورة معروفين بعنفهم في العملية الانتخابية بالإضافة إلي حشدهم الإعلامي في ذلك اليوم للدعاية لأنفسهم كما أنها أيضاً تشمل دوائر مفتوحة بالحزب الوطني الذي قد يسود عنف بين بعض أعضائه من المرشحين. وهناك دوائر حسم مبكراً فوز مرشحيها لعدم وجود منافسة قوية أمامها وهم الدكتور "مفيد شهاب" "فئات محرم بك" و"محمد مصيلحي" "فئات/ باب شرقي" و"خالد خيري" "فئات/العطارين" و"عبدالمنعم راغب" "فئات/ العامرية" والمهندس "طارق طلعت مصطفي" "فئات/ سيدي جابر" و"عاطف مبروك" "عمال/ الرمل" و"محمد رشاد عثمان" "عمال/ مينا البصل" وجميعهم من أبناء الحزب الوطني. أما باقي الدوائر فستشهد معركة حاسمة يمكن التنبؤ ببعضها منذ الآن. أحزاب المعارضة سارعت الإعلان عن مقاعدها مبكراً.. علي أي أساس لا أحد يعلم ولكنها قامت بالفعل بنشر أسماء فائزيها علي حساب الحزب الوطني.. فحزب الوفد عقد العزم علي الفوز المبكر حتي قبل الانتخابات بمقعد عمال سيدي جابر "لحسني حافظ" بالرغم من كون "محمود الشاهد" مرشح الحزب الوطني يشهد تعاوناً ملحوظاً من زميله طارق طلعت إلا أن الوفد أكد علي أن هذا مقعده وسيخسر الحزب الوطني كثيراً ان فتت دائرة من أقوي وأهدأ دوائر الحزب الوطني وكانت دائماً ما تشهد وحدة صفوفه. أما المقعد الثاني الذي يؤكد "الوفد" أنه مقعده هو مقعد "الفئات" بدائرة المنشية والجمرك "لإيهاب زغلول" بالرغم من وجود منافس له من أبناء حزب الوفد الذي رشح نفسه مستقلاً عن الحزب وهو "رمضان أبوالعلا" والغريب أن هذا المقعد يتنافس عليه أيضاً حزب مصر 2000 وحزب الأحرار وبالطبع الوطني. أما حزب "التجمع" فهو أيضاً عاقد العزم علي الفوز بمقعدين وهما مقعد "عمال المنتزه" و"عمال باب شرقي" ربما هذا ما جعل الدكتورة "سميرة عبدالظاهر" مرشحة الكوتة لحزب التجمع تنسحب لعدم جدية الحزب في الوقوف خلفها. لا توجد فرصة حقيقية أمام باقي الأحزاب في مختلف الدوائر أو حتي علي مقعد الكوتة "للفئات" أو "العمال" لعدم قدرة المرأة المرشحة علي تحقيق قدر كبير من الدعاية الانتخابية لها بين الناخبين. أما جماعة الإخوان المحظورة فتخوض انتخاباتها بثلاثة مرشحين "رجال" وامرأة علي مقعد الفئات بالكوتة وهم "صبحي صالح" "رمل/ فئات" و"محمود عطية" "كرموز/ فئات" و"حمدي حسن" "فئات/ مينا البصل" بالإضافة إلي "بشري السمني" "كوتة". اللحظات الأخيرة هي لحظات الخيانة الانتخابية فدائماً وأبداً يجري من خلالها صفقات واتفاقيات من أجل الفوز بالمقعد علي حساب جميع التعهدات السابقة.. ومن هنا ستأتي الإعادة في العديد من الدوائر.. فدائرة "المنتزه" يخوض علي سيف نائب الدائرة ومرشح الوطني علي مقعد "الفئات" معركة حامية الوطيس مع الأقرب للتنافس معه وهو "حسني دويدار" "مستقل" بالإضافة إلي "22" مرشحاً مستقلاً وأحزاباً.. مشكلة "علي سيف" أنه في الدورة السابقة كان مستقلاً فتحالف مع مرشح الإخوان علي مقعد "العمال" الذي تم استبعاده من الكشوف الانتخابية ويتردد في الدائرة أن الإخوان يفضلون "حسني دويدار" هذه المرة لأن ليس لديهم مصلحة في الدائرة بعد خروجهم منها بالرغم من الكتلة التصويتية الكبيرة لهم بالدائرة.. وهو ما جعل موقف "علي سيف" صعباً وكذلك الحال بالنسبة لزميله علي مقعد "العمال" "إبراهيم شريف" الذي تعد هذه هي ثالث دورة يترشح فيها باسم الحزب الوطني ولا ينافسه هذه المرة سوي مرشح التجمع فقط فهل يكسر "إبراهيم" حظه العاثر؟! وفي دائرة الرمل يواجه اللواء "محمد عبدالسلام المحجوب" "مرشح الحزب الوطني/فئات" "18" مرشحاً علي المقعد أقواهم هو نائب الدائرة "صبحي صالح" مرشح المحظورة ولا يمكن أن يتنبأ أحد بأفعال المحظورة بالرغم من قوة "المحجوب" وشعبيته. أما دائرة سيدي جابر فقد سبق وأن ذكرنا أن مرشح الوطني "فئات" "طارق طلعت مصطفي" فائز لا محالة بأصوات عمال شركاته المقيدين بالدائرة وعدم وجود منافس له.. أما "محمود الشاهد" فدعم "طارق" له هو سر قوته. أما لو كان ما يدعيه "الوفد" حقيقة فأن المقعد من نصيبهم. وفي دائرة باب شرقي يواجه مرشح الحزب الوطني "أحمد الزهيري" مقعد "العمال" وهو نائب الشوري السابق مرشح حزب الوفد "حسن عبدالعزيز" الذي تم تحويله إلي "فئات" وبالقطع سيطعن أمام القضاء الإداري و"أكرام لبيب" مرشح التجمع وبالطبع تطمع أحزاب المعارضة بكل قوة في هذا المقعد ويعاونهم في ذلك بعض الخارجين علي منظومة الحزب الوطني من أبناء الحزب في تحد واضح بكل ما هو حزبي بالدائرة. أما دائرة العطارين فبالرغم من مواجهة "خالد خيري" مرشح الوطني ونائب الدائرة "فئات" لخصمه المعتاد "علي فرج" "مستقل" ومرشح الوفد "مصطفي أحمد" إلا أنه يبقي "خالد خيري" الأقوي بتواجده الدائم بالدائرة وخدماته المعروفة ويبقي مقعد العمال والذي يتنافس عليه مرشح الحزب الوطني "أحمد أمين" مع خصم قوي وعنيد وهو المرشح المستقل الناصري السابق كمال أحمد بالإضافة إلي مرشح التجمع "جمعة صرصار" عضو المجلس المحلي للمحافظة.. ولكن يبقي "كمال أحمد" هو الأقوي وتبقي مشكلة مرشح الحزب الوطني الذي سانده أبناء اللبان بكل قوة وزملائه بالمجلس المحلي إلا أنه لا يجيد فيه الحديث أو الاختلاط بالناس واجتذابهم عكس "كمال أحمد" السياسي المخضرم. ومن ثم فهذا المقعد الأقرب للمستقلين. وفي دائرة محرم بك فالصراع فيها بين العمال والفلاحين من أبناء الوطني والعمال يمثلهم "فتحي عبداللطيف" رئيس اتحاد عمال الاسكندرية و"السيد غنيوة" ممثل جيل الشباب الريفي حيث لم يتجاوز سنه السابعة والثلاثين ونجل نائب الدائرة الأسبق الذي تسبب في سقوط "فتحي" في الدورة الماضية. دائرة "غربال" الدائرة الأقرب للإعادة لكونها دائرة مفتوحة بالحزب الوطني والتحالفات فيها عديدة ولعل أغرب ما تردد فيها هذه الأيام أن سعر الصوت الانتخابي وصل إلي "250 جنيهاً" قبل أن تبدأ الانتخابات فهي دائرة تمتلك رأس المال ليس للمرشحين فحسب ولكن لمؤيديهم والراعين للمرشحين.. ويتنافس علي مقعد الفئات "ممدوح حسني" نائب محرم بك و"عمرو كمال" الذي خاض الانتخابات كمستقل عدة مرات ولم يحالفه الحظ.. وعلي مقعد "العمال" عبدالرحمن إيريرا ومجدي الحلواني وبالرغم مما تردد عن تحالف "ممدوح حسني" مع "إيريرا" إلا أن الأقرب للفوز بالإعادة هو "مجدي الحلواني" مع المرشح المستقل "عامر فكري" الذي يسير بسرعة الصاروخ بالدائرة. دائرة "المنشية والجمرك" فبالرغم من تنافس الأحزاب علي مقعد "الفئات" إلا أن المنافسة الأقوي تبقي بين "آمر أبوهيف" مرشح الحزب الوطني وبين "أشرف عبدالحميد" المرشح المستقل.. بينما لا يوجد سوي اثنين يتنافسان علي مقعد العمال بقوة وهما: ناشد المالكي مرشح الحزب الوطني وعباس السيد المرشح المستقل وأمين دائرة المنشية الأسبق. أما دائرة "كرموز" فهي دائرة مرشحة للعنف والإعادة معاً لوجود تنافس شرس بين مرشحي الحزب الوطني "شريف بقطر" و"محمد البلشي" علي مقعد الفئات ثم تنافسهما معاً ضد "محمود عطية" ومرشح الإخوان ودائرة كرموز هي أكثر الدوائر التي شهدت توزيع منشورات ضد المرشحين وبعضهم البعض في دائرة تعد مشكلة حقيقية في الانتخابات.. في الوقت الذي يتنافس فيه مع مرشح العمال للحزب الوطني "فواز شاهين" وأمامه المرشح المستقل "وجدي بخيت" ومرشح التجمع "محمد حبشي" وأيضاً حمادة منصور المرشح المستقل علي مبادئ حزب الوفد وأحد أعضاء الحزب والتحالفات السرية في هذه الدائرة هي التي ستحسم معركة كرموز وليست التحالفات المعلنة. ولا تختلف دائرة مينا البصل كثيراً في توقع أحداث العنف فيها بين مرشح الحزب الوطني "عبدالحليم علام" "فئات" وبين مرشح الإخوان والنائب الحالي "حمدي حسن". وتأتي دائرة العامرية والدخيلة وبرج العرب والتي حاول مرشح الحزب الوطني "عبدالمنعم راغب" "فئات" أن يكون محايداً مع زميليه المتنافسين علي مقعد "العمال" صابر عبدالكافي ورمضان توفيق.. ولكن ستظل القبائل والعلاقات الأسرية هي التي ستحسم هذه المعركة في النهاية. وأخيراً مع ضعف منافسة الأحزاب فإنه من المتوقع وبقوة فوز مرشحي الحزب الوطني بأغلبية ساحقة بمقاعد المجلس النيابي وحتي مع الإعادة في بعض الدوائر فإن الحزب الوطني سيكون أحد طرفيها.