شارك فى التحقيق : محمد الغزاوى - أسامه فؤاد - ايهاب عمر - مسعد رضوان - خالد سليمان - محى هنداوى - محمد مبروك سقوط قتيلين وإصابة العشرات فى بورسعيد والدقهلية قبل بداية الحملات الانتخابية ينذر بموسم دموى للانتخابات، وهو ما من الضرورى أن نلتفت له من الآن لزيادة حملات مصادرة الأسلحة وزيادة التواجد الأمنى خاصة فى الدوائر المشهورة بأعمال العنف فى مولد الانتخابات، التى يطلق عليها «دوائر الدم والنار» و«دوائر الموت»، والتى من المتوقع أن يزيد عددها مع احتدام التنافس بين المرشحين على الحصول على تمثيل الوطنى من ناحية، وبين الخصوم السياسيين والعائلات من ناحية أخرى، وتضاعف وتيرة المواجهات فى دوائر الخصومات الثأثرية التى منع المرشحون من الخروج فيها فى جولات. وبالطبع لهذه الأجواء الدموية المبكرة أسباب عديدة، نرصدها عن قرب من خلال شبكة مراسلينا فى المحافظات، حيث احتدم الصراع على مقاعد مجلس الشعب فى دوائر الدقهلية بصورة لم تشهدها المحافظة منذ سنوات طويلة، حيث سقط مبكرا ضحية لتلك الانتخابات فى قرية «البدالة» التابعة لدائرة مركز المنصورة، رغم أن المرشحين مازالوا فى طور الإعداد لخوض الانتخابات ولم يعلنوا وجهاتهم السياسية حتى الآن، مما أعاد للأذهان حمام الدم فى شمال الدقهلية الذى وقع فى انتخابات عام ,2005 وتحديدا فى دائرة «المنزلة» التى شهدت مصرع 3 قتلى وإصابة العشرات فى يوم الانتخابات. وتؤكد تلك البداية أن الصراع سيشهد مزيدا من القتلى والمصابين خلال الشهرين المقبلين، خصوصا مع وجود صراع داخل الحزب الوطنى للفوز بترشيح الحزب لأعضائه، وأيضا صراع التنظيميين الذين يدخلون الانتخابات كمستقلين وفرضت تلك الأحداث نفسها على قرية «البدالة» مركز المنصورة. حيث أعلن عدد غير قليل مقاطعة الانتخابات وعدم الذهاب للإدلاء بأصواتهم خوفا من تكرار أعمال العنف. ويقول إبراهيم أبوالعينين طه - مهندس زراعى والد محمد إبراهيم 22 سنة ضحية الانتخابات إن ابنه بعد انتهاء الدراسة سافر إلى السعودية، إلا أن الحظ لم يحالفه هناك ولم يجد عملا مناسبا وعاد منذ شهرين للقرية، وكان معظم وقته بين زملائه وأصدقائه من أبناء القرية، ولم تكن له أى اهتمامات سياسية أو انتخابية أو مساندة مرشح على آخر، إلا أن ابنه راح ضحية هذه الصراعات وأنه لن يتقبل العزاء فى ابنه حتى يحسم الأمر وينال المجرم عقابه مهما كان موقعه. وطالبت فادية فوزى حامد محمد - 45 سنة، والدة القتيل والتى تعمل إخصائية أولى بالتربية والتعليم - بإشراف المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام على التحقيقات حفاظا على سير التحقيقات التى تجرى الآن بصورة نزيهة، وأكدت أنها لن يهدأ لها بال حتى ترى القصاص العادل فيمن قتل ابنها. وطالبت والدته المسئولين بتوفير حماية للمواطنين من أنصار المرشحين والصراعات الدائرة بينهم وتأثيرها الضار على المواطنين دون ذنب لهم. ويقول محمد قاسم - خال الضحية - إن البلطجية تعمدوا بث الرعب والذعر فى أهالى القرية بإطلاقهم الأعيرة النارية من الأسلحة الرشاشة والبنادق الآلية، وأنه يجب أن تكون هناك قرارات اعتقال دون محاكمة لهؤلاء المجرمين. وفى دائرة «بسنديلة» حدثت مشاجرات دامية أمام محكمة القضاء الإدارى بالمنصورة للنظر فى طعن إلهامى عجينة الذى تقدم باستقالته فى الدورة الماضية بعد الطعن بازدواج الجنسية وحصول ابن خالته المنافس له نصحى البسنديلى على المقعد وأصيب شقيق إلهامى بإصابات خطيرة تحتاج أكثر من 21 يوما، تم نقله إلى مستشفى المنصورة الدولى. ومازال التوتر قائما بين العائلتين، والذى من المؤكد أن تشتعل الفتنة بينهما فى أية لحظة. دائرة المناخ والزهور ببورسعيد إحدى الدوائر التى تتسم بالدموية منذ قديم الأزل كلما أقدمت على انتخابات سواء مجلس الشعب أو الشورى وحتى المحليات لما لأهلها من نزعة العصبية، كما أنها أكبر الدوائر الانتخابية بالمحافظة، فهى الدائرة التى مات بها نائب الشعب السابق عبدالمنعم عتمان عندما اغتاله أحد الأشقياء على سلم منزله، وهى الدائرة التى اتسمت بالعنف لما ابتدعه بعض المرشحين السابقين أمثال عبدالوهاب قوطة والراحل سيد متولى وحسن عمار وبشرى عصفور وعبدالمنعم عتمان فى إغداق الأموال على العائلات الكبيرة لاستمالتهم نحوهم وكسب أصواتهم حتى أصبحت تلك الدائرة لا تتحرك إلا بالأموال ولمن يدفع أكثر! وفي مكان آخر كان داميا أيضا، فوجئ أهالى مدينة بورسعيد وخاصة سكان حى المناخ بأصوات طلقات الرصاص تملأ شوارع الحى وسط عويل وبكاء النساء والأطفال بالمنطقة السادسة بشارع كسرى مع انطلاق صوت المؤذن لأذان المغرب. وسرعان ما تحول الأمر إلى ساحة قتال بين أطراف عائلة «حويلة» بالمنطقة السادسة وعائلة «حمام» بالمنطقة السابعة سقط على إثرها وليد السيد عبدالغنى حويلة - 25 سنة - قتيلا وتم إحراق دراجته البخارية التى كانت تقله وقت الحادث، بالإضافة إلى قيام أولاد حويلة فى أعقاب علمهم بمصرع ابنهم بإحراق 5 شقق سكنية بالعمارة رقم 24 بالمنطقة السابعة يمتلكها كل من إبراهيم رشاد ومحمد صيام والسيد العليدى وشقتين لأولاد حمام، بالإضافة إلى تكسير 8 محال ومقهى بالمنطقة يمتلك أولاد حمام بعضها وسقوط 15 مصابا. ومع تطور الأحداث بسرعة البرق تم استدعاء وحدات الحماية المدنية بكامل أطقمها للسيطرة على الحرائق، بالإضافة إلى فصيلة أمن مركزى كاملة لإخلاء المنطقة بعد أن قطع سكانها الطريق على السيارات المارة وأحدثوا التلفيات بها، بالإضافة لاستدعاء فصيلة أخرى من الإسماعيلية لتأمين مستشفى آل سليمان الذى يوضع به جثمان المتوفى. أكد شهود العيان أن المعركة نشبت بعد أن حاول أولاد حمام فرض سيطرتهم على المنطقة إثر تلقيهم مبلغا ماليا كبيرا وبطا وطيورا داجنة من محمد منصور أحد المرشحين فى انتخابات الشعب المقبلة، والتى رفضها باقى أطراف العائلات الأخرى فنتج عنه الغدر بأحد أفراد عائلة حويلة التى رفضت تقبل العزاء فى ابنهم وقاموا باستدعاء أفراد عائلتهم من المطرية دقهلية للأخذ بالثأر! ويروى السيد إبراهيم رشاد - أحد المضارين من الحادث - أنه كان يجلس هو ووالده وإخوته وقت الإفطار ففوجئوا بأفراد يقومون بإلقاء الحجارة على مسكنهم والقفز من الشرفة، حيث إنهم بالدور الأرضى وتكسير جميع محتويات الشقة وسط ذهوله هو وأسرته وإحراق محتوياتها تحت تهديد السلاح، كما قاموا بفعل هذا مع جميع الشقق بالعمارة ورمى الأثاث بالشارع. ومازالت الأجواء غير مستقرة تنذر بكارثة فى الأرواح بعد أن فر جميع أفراد عائلة «حمام» من المنطقة تاركين الأهالى يتلقون ويلات ما قاموا به هم والنائب الذى أعطاهم المبالغ المالية ليبسطوا سيطرتهم على أهالى المنطقة. وقد تحولت جميع شوارع بورسعيد إلى ذعر شديد بين الأهالى، مما جعلهم يعاودون المطالبة بتشديد القبضة الأمنية وتطبيق قانون الطوارئ بكل حزم ومحاكمة هذا المرشح قبل الجناة بعد أن تم القبض على أربعة من القتلة ومازال البحث جاريا عن آخر وفرار جميع أفراد عائلة القاتل وأتباعهم من المنطقة خشية الأخذ بالثأر، ويكفى أن المنطقة منذ أول رمضان وحتى الآن قد تحولت بجميع شوارعها إلى ثكنات أمنية! انتخابات الدم والنار هذا ما يطلق على انتخابات مجلس الشعب بأسيوط خاصة فى المراكز التى تعيش فى ظل جرائم الثأر، وعلى رأسها مركز البدارى، فهناك خصومة ثأرية بين عائلة هريدى التى ينتمى إليها النائب الحالى عمر جلال هريدى وعائلة مكى التى منعت هريدى من أن يتقدم بأوراق الترشيح إلى أمانة الحزب الوطنى، حيث قام بإرسال موكل عنه فى اللحظات الأخيرة بعد أن أوهم الجميع بأنه لن يتقدم فى أسيوط وسوف يخوض الانتخابات على إحدى الدوائر فى القاهرة، وما فعله هريدى ما هو إلا تمويه حتى لا يتربص له أفراد العائلة الأخرى كما توجد خصومة ثأثرية بين عائلة عمار التى يتبع لها على إسماعيل كامل المرشح على مقعد العمال بالبدارى وإحدى العائلات الأخرى. وفى مركز أبنوب وتحديدا قرية المعابدة يخيم الحذر بين أنصار المرشحين عبدالنبى متولى عثمان من عائلة الخلابزة والعمدة محمد حسن من عائلة الطحاوية، حيث توجد خصومة ثأثرية بينهم منذ أكثر من 15 عاما، وفى مركز ديروط يخيم الحذر بين أفراد عائلتى كيلانى التى يتبع لها العضو الحالى شاهين كيلانى وعائلة عيون التى يتبع لها المرشح أبوالعيون لوجود خصومة ثأثرية بين العائلتين، وفى مركز أسيوط لم يعلن محمد أحمد حسين العضو الحالى عن ترشيحه خاصة بعد الهجوم المسلح الذى تعرض له أثناء حملته الانتخابية الدورة الماضية، حيث قامت مجموعة من المسلحين بالتربص له أثناء خروجه من مديرية أمن أسيوط بعد تقديم أوراق الترشيح من قبل أنصار أحد المرشحين أمامه من عائلة القللى، والذى نتج عنه إصابة محمد أحمد حسين بعدة طلقات ودخل على إثرها العناية المركزة، وفى مركز أبوتيج لم يقم العضو الحالى الحاج كامل مكى بجولاته تخوفا من حدوث صدام مع أفراد عائلة الزناتى بقرية باقور، حيث توجد بينهم خصومة ثأرية منعته من الجولات، وفى سياق متصل امتنع المرشحون فى مركز أسيوط عن زيارة قرية المطيعة ضمن جولاتهم الانتخابية لوجود خصومة ثأرية بين عائلتى الشويخة ومرعى فى القرية تحسبا لحدوث أية مشاكل. وفى الشرقية شهدت لجنة القطاوية التابعة لدائرة مركز أبوحماد مصادمات عنيفة من جانب أنصار السيد حزين مرشح المحظورة، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين ولم تخل انتخابات الشورى هناك أيضا من العنف، حيث لقى شخص مصرعه من أنصار بركات الطحاوى عندما أقدم على قتله أنصار محمد ضياء إسماعيل. وفى الغربية تشهد العديد من الدوائر بعض حالات العنف بين أنصار المرشحين والتى قد ينتج عنها قتلى وإصابات لمجرد التعصب من أجل شخص، وأشهر الوقائع فى هذا الصدد هو ما حدث فى انتخابات 2000 فى دائرة كفر الزيات التى شهدت مأساة دامية عندما اشتد الصراع بين أنصار د. محمد فتحى البرادعى مرشح مقعد الفئات وقتها ومحافظ دمياط الحالى وأنصار الدكتور طلعت عبدالقوى على المنافسة فى الانتخابات ونشبت العديد من المعارك بينهما استخدم فيها الأسلحة النارية والعصى الغليظة والشوم والسنج وكأنهم فى معركة حربية ونتج عن إحدى هذه المعارك سقوط 4 قتلى وإصابة عدد كبير فى صدام دموى لم تشهده الدائرة من قبل. وفى انتخابات 2005 اشتد الصراع بسبب التكتلات العائلية، وقامت معارك غريبة من نوعها بين أنصار مرشح فئات وآخر عمال، وهذا ما حدث فى دائرة برما بين أنصار المستشار إسماعيل الشرقاوى ومحمد وهيبة فى قرية شقرف حدثت معركة بين أنصار الطرفين نتج عنها سقوط قتيل وإصابة العديد من الأشخاص. وشهدت دائرة السنطة قيام أنصار الراحل توفيق زغلول النائب السابق على مقعد الفئات بالدائرة بالاعتداء على نقطة الشرطة بإحدى قرى الدائرة وتحطيم سيارة شرطة بدعوى تزوير الانتخابات والتلاعب فيها لصالح الراحل حسام عوض مرشح الحزب الوطنى حينذاك. وهناك بعض الدوائر الملتهبة التى اشتهرت بالعنف فى سوهاج خلال المعارك الانتخابية، وعلى رأس هذه الدوائر دائرة جهينة المشهورة بارتفاع معدلات التعصب القبلى، فهى دائرة مقسمة إلى 4 عائلات كبرى هى أولاد أحمد وأبوخير وحسام الدين وبنى رماد وشهدت أول حادث قتل فى الانتخابات عام ,1995 وأصيب آخران، كما تم العثور على جثة المرشح محمد خليل ولم يتم التوصل إلى الجناة فى انتخابات .2000 فى الناحية الشمالية على حدود أسيوط تقع دائرة «طما» وهذه الدائرة المعروف عنها العنف وأكثر حوادث الثأر وقعت فى هذه الدائرة، وقد شهدت «طما» خلال العامين الماضيين حادثا ثأريا كبيرا راح ضحيته ضابط شرطة وشقيقه فى جزيرة «طما» وحكم على المتهمين بالإعدام وهم من عائلة المعبدى التى ينتمى إليها النائب القديم مختار المعبدى أقدم نواب المحافظة فى مجلس الشعب ويشير الخبراء إلى أن تكون المعركة أكثر عنفا بسبب هذه الحادثة وما يترتب عليها من تصفية خلافات ستشهدها انتخابات الشعب المقبلة. فى دار السلام المنافسة بين أحمد قورة النائب الحالى وطارق رضوان نجل وزير الثقافة الأسبق على مقعد الفئات وكانت العائلتان شهدتا معارك راح ضحيتها بعض الأفراد بسبب النزاع على الأرض الزراعية منذ 6 سنوات، وأصبحت دار السلام على صفيح ساخن حتى الآن. وتلوح فى الأفق بوادر منافسة شرسة فى الانتخابات بين الأعضاء الحاليين فى مختلف الدوائر والمرشحين الجدد لشمال سيناء.. إلا أنها فى النهاية لن تصل إلى العنف.. نظرا لارتباط معظمهم بعلاقات قرابة حتى الدرجة الرابعة، ويزداد عليهم فى سيناء إلى الجد الخامس طبقا للعرف البدوى.. ولن يلجأ أحدهم إلى أى تصرف خارج قد يدينه أمام القبائل. وبالتالى لن تخرج المنافسة بين المرشحين عن حد التنافس الشريف، وأقصى ما يمكن أحدهم عمله هو حشد أبناء العائلة أو الفرع التابع له لتأييده ومحاولة جذب أصوات له من خارج العائلة أو القبيلة المنتمى إليها.. طبقا للتعاقدات والتحالفات السابقة. ففى الدائرة الأولى «العريش» هناك 5 مرشحين عن مقعد الفئات.. فى مقدمتهم المهندس حسن نشأت القصاص العضو الحالى صاحب لقب نائب الرصاص، وهو من عائلات قسم أول العريش. من أشهر الخناقات الدامية التى وقعت فى الانتخابات التى شهدتها الدائرة الأولى بمركز وبندر دمياط فى انتخابات عام 2000 لمجلس الشعب، وكانت على مقعد الفئات بين مرشح الوطنى ياسر الديب ومرشح الإخوان صابر عبدالصادق والمرشح المستقل ضياء بصل، حيث خرج ياسر الديب ابن قرية الشيخ ضرغام وعزبة البرج بمئات من مراكب الصيد تحمل المئات من أنصاره وساروا فى النيل من مدينة عزبة البرج رافعين اللافتات تأييدا للديب حتى وصلوا أمام مدينة دمياط ونزلوا إلى الشاطئ وتجولوا فى مسيرة تضم أكثر من 3 آلاف مواطن فى شوارع مدينة دمياط من سوق الحسبة حتى شارع أبوالوفا وتصادف مرورهم أمام مقهى البحرى الشهير التى يجلس عليها أنصار المرشح المستقل ضياء بصل، فقام أحدهم بإلقاء كرسى على المسيرة، وهنا حدث الشجار والمناوشات التى أزعجت المحافظة كلها وتم اعتقال عدد من أنصار المرشحين، ودافع كمال الشاذلى أمين التنظيم وقتها الذى ظل يدافع عن مرشح الوطنى الذى سقط فى النهاية وفاز مرشح الإخوان صابر عبدالصادق أمام المرشح المستقل ضياء بصل. وفى الانتخابات الماضية ببندر ومركز دمياط وقعت أحداث شغب فى قرية «الخياطة» التى تمثل معقلا للمحظورة التى كانت تساند مرشحها صابر عبدالصادق أيضا ضد مرشح الحزب سمير موسى، وأسفرت عن مقتل اثنين من شبابها وإصابة العديد من أبناء القرية، الذين دخلوا فى صراع مع أنصار المرشح الوطنى، وفى الدائرة الثانية كفر سعد بانتخابات 1990 شهدت الدائرة أحداثا مأساوية خاصة عندما أعلن مرشح العمال المستقل سرور شاهين قورة أمام مرشح الوطنى وقتها عوض شلبى قبل إعلان النتيجة الرسمية، مما أسفر عن أخطر أحداث شهدتها المحافظة والمعروفة بأحداث قرية ميت أبوغالب التى قام أهلها بإحراق نقطة الشرطة وشريط القطار والمصالح الحكومية وتم اعتقال أكثر من 80 مواطنا وقتها. وفى الدائرة الثالثة مركز فارسكور فى 1990 دارت المعركة بين أنصار محمد قويطة وأنصار ضياء الدين داود المرشح المعارض، حيث قام أحد أنصار داود بخطف استمارات التصويت من قرية الرحامنة، مما أثار الوقيعة بين الأهالى واشتعلت المناوشات وازدادت الإصابات وعند وصول قوات الأمن صعد الأهالى إلى أسطح المنازل وبدأوا يتعاملون مع الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة واستمرت المواجهة من الساعة 12 ظهرا حتى السادسة مساء أسفرت عن احتراق 6 سيارات للشرطة وإحراق نقطة الروضة وإصابة العديد من السكان ووفاة ثلاثة من الأهالى. وفى 2005 انقلب مرشح المحظورة محمد الفلاحجى من صفة عمال إلى فئات ليواجه مرشح الوطنى الدكتور محمد الدعدع والدكتور جمال الزينى المرشح المستقل، وحدث ما حدث من إغلاق لقرية دقهلة وحظر التجوال بها حتى لا يحدث ما حدث فى انتخابات 2000 وأسفر عن فوز المرشح المستقل الزينى. وشهدت الانتخابات فى الدورة الماضية أحداثا مؤسفة فى عدد من دوائر الإسكندرية، من المتوقع أن تلقى بظلالها فى الانتخابات المرتقبة، ففى دائرة الجمرك لقى سائق مصرعه بلا أى ذنب بعد إصابته فى صدره بمطواة خلال دفاعه عن السيارة التى يعمل عليها وكان السائق القتيل ينتظر صاحب العمل أثناء قيام مشاجرة من مجموعة بلطجية خلال الإدلاء بالأصوات. كما شهدت دائرة كرموز أعمال بلطجة وعنف سالت فيها الدماء، لكن لم يلق أحد مصرعه خلال الانتخابات التى شهدت فوز محمود عطية نائب المحظورة على مقعد الفئات وفواز شاهين «وطنى» عمال، كما شهدت دوائر مينا البصل والرمل أعمال شغب وبلطجة وانتهت بفوز مرشحى المحظورة. وتحتل قنا التى تضم 12 دائرة انتخابية المرتبة الأولى فى أحداث العنف فى الانتخابات على مستوى الجمهورية، حيث شهدت مصرع أكثر من 17 قتيلا من قبيلتى العرب والهوارة على مدى الانتخابات الماضية، وتعد الدائرة التاسعة «الرئيسية» أشرس دائرة انتخابية فى المحافظة، حيث تحسب لها الأجهزة الأمنية ألف حساب بمجرد بدء الدعاية الانتخابية قبل فتح باب الترشيح وحتى إعلان النتيجة نظرا لما تشتهر به من صراع قبلى بين القبيلتين اللتين تسيطران على الحياة النيابية هناك، لذلك أطلق عليها رجال الأمن «دائرة الموت». وآخر أحداث العنف فى قنا كان سببها عدد من الشباب من أنصار المرشح «أنور صبرة» والمرشح «محمد جاد المولى أبوشعيب»، الذين قاموا بإشعال النيران فى مداخل نقطة قرية «جراجوس» التابعة لمركز «قوص» واقتحموا نقطة الشرطة وكسروا أبوابها الأمامية بإلقاء الأحجار فى ظل غياب للقوة الأمنية داخل نقطة الشرطة لوجود أفرادها بمركز فرز الأصوات وتأمين المركز بقوص احتجاجا على إعلان النتيجة فى دائرة أخرى وتأخير إعلان نتيجة دائرتهم. ولم تشهد دوائر بنى سويف السبع صراعات بين المرشحين حتى الآن يصل لدرجة الخناقات، لكن كل شىء ممكن خاصة أن دائرة مركز ببا لا تنسى أحداث 1995 التى دارت وقائعها بين عائلتى مبروك وسليم، كان مرشحا للانتخابات من عائلة مبروك على عبدالله مبروك ومن عائلة سليم سعيد سليم وراح ضحيتها د. أحمد سليم مدير التأمين الصحى ببنى سويف، وابن عم نائب الشورى الحالى هشام سليم الذى كان مرشحا على المقعد فى ذلك الوقت شقيقه سعيد أحمد سليم وفاز بالمقعد مرشح العائلة الثانية على عبدالله مبروك لدورتين متتاليتين واتهم فيها شقيق النائب على عبدالله وحكم عليه بالسجن 10 سنوات وخرج، وتم التصالح بين العائلتين ولا توجد الآن أية خلافات خاصة أنهما من أكبر عائلات ببا وحاليا على عبدالله مبروك مرشح للفئات بالدائرة.