سيطرت حالة من الهدوء الشديد على دوائر الإسكندرية الأربع التى تجرى فيها انتخابات الإعادة، ولاسيما بعد إعلان حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين انسحابهما، لتستمر المنافسة بين حزبى الوطنى والتجمع فقط، على مقعد واحد بدائرة المنتزه، فى حين ينافس الوطنى نفسه أو المنشقين عنة بباقى الدوائر. وظهر الهدوء فى عزوف المواطنين عن المشاركة فى جولة الإعادة فى الوقت الذى اتخذ فيه الأمن موقف المشاهد ولاسيما أن العنصر الأبرز فى تلك المرة تم تركه لمرشحين الوطنى الذين أعلنوا فى دوائرهم انتهاء جولة تدخل الأمن وبداية مشهد جديد شعاره الأموال سيد الموقف. وشهدت دائرة المنتزه التى ينافس فيها الحزب الوطنى فى انتخابات الإعادة بمرشحة على سيف «فئات»، مرشح التجمع عبدالفتاح محمد عبدالفتاح «عمال»، حالة من الحراك الانتخابى دون غيرها من باقى الدوائر، خصوصا أنها الوحيدة التى يوجد بها منافس من حزب معارض «التجمع» للوطنى، إذا ما قورنت بالمرحلة الأولى. وقال عدد من أنصار مرشحى الحزب الوطنى، إن قيادات الحزب أجبرتهم على الإدلاء بأصواتهم لصالح مرشح حزب التجمع عبدالفتاح محمد عبدالفتاح، مبدين تخوفهم من تسويد اللجان لصالحه، مجاملة لرئيس الحزب رفعت السعيد والذى لم ينسحب من انتخابات جولة الإعادة. وهدد عبدالفتاح محمد عبدالفتاح مرشح حزب التجمع بالدائرة «عمال» بالانسحاب من المعركة عقب تقدمه بطعن إلى المستشار عبدالمحسن عبدالعزيز رئيس لجنة الانتخابات الرئيسية عن الدائرة يطلب فيه التحقيق فى تسويد بطاقات لصالح مرشح الحزب الوطنى فى لجان مدرسة عاطف السادات بالطابية وحنفى محمد بأبوقير وابن خلدون فى الساعة فيكتوريا ومنطقة خورشيد. وأمام مدرسة ابن خلدون الابتدائية بميدان الساعة حصلت «الشروق» على تسجيل صوتى من الناخبة كريمة أحمد عبدالسلام، قالت فيه إنها تحصل على إعانة شهرية من مكتب طارق طلعت مصطفى وإنه أعطاها بطاقة بيضاء عليها صورة على سيف مرشح الحزب الوطنى لتصوت له وإلا سيقطع الإعانة، وشوهدت سيارة تحمل سيدات أمام مدرسة عمر مكرم الابتدائية حيث كانت كل سيدة تحمل بطاقة انتخابية مقابل منحها مبالغ مالية لتتوجه إلى داخل اللجان. ورصد مراقب المنظمة المصرية لحقوق الإنسان قيام أنصار مرشح الحزب الوطنى «على سيف» متجمهرين أمام مركز شباب الحرمين بالمندره وهو أحد مقار على سيف التابع لمديرية الشباب والرياضة، وتجمع مئات من السيدات تحملهن سيارات ميكروباص يحصلن على «أظرف» مغلقة ووجبة غذائية وكارت يحمل اسم المرشح. بينما شهدت دائرة غربال: والتى يتنافس فيها 4 مرشحين هم: ممدوح حسنى المرشح الرسمى للحزب الوطنى «فئات»، وعمرو كمال الدين وطنى «فئات»، وعلى مقعد العمال كل من محمد عبد السلام الحمادى «مستقل»، فى مواجهة عامر فكرى إسماعيل «مستقل»، إقبالا ضعيفا منذ الصباح الباكر، إلا أن «الشروق» رصدت من جانبها محاولة عدد من البلطجيه فرض هيمنتهم على بعض اللجان الانتخابية، داخل الدائرة وتحديدا بالقرب من مدرسة محرم بك «بنات»، حيث تعتبر تلك اللجان مقر الكتلة التصويتية لأهالى عزبة الصيادين ممن يؤيدن مرشح الحزب الوطنى على مقعد العمال «عبد السلام حمادى». كما رصدت أيضا ظهور عدد من السماسرة مهمتهم جلب الأهالى «الناخبين»، مقابل مبالغ مالية تراوحت ما بين 50 و 100 جنيه للصوت الواحد، لصالح مرشح الحزب الوطنى على مقعد الفئات ممدوح حسنى، وأمام عدد من اللجان مثل مدرسة السلام، تم رصد عدد من الخلافات بين السماسرة والناخبين بسبب عدم دفعهم المبالغ المتفق عليها. كما رصد محرر الجريدة استغلال مرشحى الحزب الوطنى على مقعد الفئات، سيارات السيرفيس والتى تفرغت لعمليات النقل الجماعى لأنصار المرشحين مقابل مبالغ مالية، وما كان لافتا للنظر وجود بعض التحالفات المزدوجة ظهرت بشكل كبىر أمام اللجان الانتخابية، كان أبزها تحالف «النشطة مع النجمة»، ضد «ممدوح والمحمدى». أما دائرة المنشية والجمرك»: والتى يتنافس بجولة الإعادة فيها على مقعد الفئات كل من آمر أبوهيف وطنى «فئات»، فى مواجهة أشرف محمد عبدالحميد «مستقل»، وعلى مقعد العمال يتنافس كل من ناشد محمود المالكى «وطنى»، وعباس السيد على «مستقل»، فشهدت منع مندوبى المرشحين من دخول اللجان فى مجمع مدارس رأس التين بالدائرة، والذى شهد توزيع رشاوى انتخابية، وقيام عدد من المرشحين بدفع مبالغ تصل إلى 100 جنيه مقابل الحصول على الصوت الانتخابى الواحد، من بينهم أبوأشرف فى دائرة بحرى، وشريف بقطر فى دائرة كرموز. وطالب أنصار آمر أبوهيف مرشح الحزب الوطنى «فئات» الناخبين بإبراز التوكيلات فى مدرسة المرصد بالجمرك، وعندما رفضوا قالوا لهم «اليوم يوم البلطجة» مؤكدين فوز مرشحهم ولو بالقوة، كما شهد شارع فرنسا تجمعات من الأهالى انتظارا لتلقى الرشاوى الانتخابية والتى وعد بها مرشحو الدائرة حسب قول عدد منهم. ورصدت «الشروق» قيام شقيق المرشح أكرم محمد عبدالحميد بعمل بطاقة دوارة أمام مدرسة «التراندير»، وتم منع مصور «الشروق» خارج اللجنة، وإبعاده عن المنطقة، كما رصد قيام عدد من البلطجيه بالاعتداء على مندوبى المرشح ذاته، ومنعهم من دخول اللجان، فى الوقت الذى منعت فيه عناصر أمنية دخول وجبات الإفطار لداخل اللجان الفرعية. ورصدت «الشروق» استخدام مقر الشركة المصرية للملاحة البحرية «قطاع عام»، كمقر انتخابى، وذلك للمرة الأولى، وبداخل مستوصف الصيادين تم توزيع رشاوى انتخابية لصالح آمر أبو هيف تراوحت ما بين 50 جنيها صباحا و 100 جنيه ظهرا، وفى مدرسة الحجارى الخاصة تم منع دخول مندوبى المرشحين والمستقلين. أما دائرة كرموز: فقد شهدت هدوءا نسبيا بعدما انقلبت بها الموازين عقب إعلان جماعة الإخوان المسلمين انسحابها، وكان يمثلها على مقعد الفئات محمود عطية، والذى حصل على 5056 صوتا فى الجولة الأولى، وبإعلان اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات عدم شطب أسماء المنسحبين من بطاقات التصويت، ظل «عطية» منافسا على الأوراق فقط، لمرشح الحزب الوطنى شريف فخرى بقطر على مقعد الفئات، بينما مقعد العمال فنافس عليه مرشح الحزب الوطنى فواز عبدالحليم شاهين، وحمادة منصور «مستقل». وبدعوى عدم وجود توكيلات بها «خاتم» مأمور قسم شرطة كرموز منع دخول مندوبى ومراقبى المرشحين من دخول اللجان الانتخابية بمدرسة كرموز الإعدادية، والتى شهدت وجود حشود أمنية أمام عدد كبير من اللجان الانتخابية خاصة فى دائرة كرموز، بجوار شارع الرحمة ومقابر «العمود»، وذلك رغم الإقبال الضعيف من قبل المواطنين على اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم. ورصدت «الشروق» قيام مرشحى الحزب الوطنى بمرافقة بعضهم أثناء المرور على اللجان، وقيام أنصارهم بتوزيع وجبات من احد المطاعم الشهيرة، على الناخبين بالإضافة إلى مبلغ 50 جنيها، كما عدد كبير من السيارات الميكروباص التى تحمل سيدات، يمرون على عدد كبير من اللجان. وأدان تقرير لمركز الشهاب لحقوق الإنسان، صدر أمس حول «مرحلة الإعادة فى انتخابات مجلس الشعب 2010» والتى أجريت صباح أمس فى ظل عدم تنفيذ اللجنة العليا للانتخابات، لأحكام القضاء والخاصة بإلغاء الانتخابات فى عدد كبير من الدوائر الانتخابية. وحول التدخل فى سير العملية الانتخابية، رصد المركز أن عددا من أنصار الحزب الوطنى ذكروا لمراقبى مركز الشهاب، أن قيادات الحزب أجبرتهم على الإدلاء بأصواتهم لصالح مرشح حزب التجمع عبدالفتاح محمد عبدالفتاح، متوقعا تسويد الاستمارات لصالحه. أما عن منع مندوبى ووكلاء المرشحين، فقد رصد مركز الشهاب لحقوق الإنسان، منعهم فى عدد من الدوائر الانتخابية، بدعوى عدم وجود توكيلات عليها «خاتم» مأمور قسم شرطة كرموز مثل اللجنة الانتخابية بمدرسة كرموز الإعدادية، ومجمع مدارس رأس التين فى دائرة المنشية والجمرك. ورصد المركز توزيع رشاوى انتخابية، وقيام عدد من المرشحين بدفع مبالغ تصل إلى 100 جنيه مقابل الحصول على الصوت الانتخابى الواحد، من بينهم «أبو أشرف» فى دائرة بحرى، وشريف بقطر فى دائرة كرموز. كما رصد المركز، وجود حشود أمنية أمام عدد كبير من اللجان الانتخابية خاصة فى دائرة كرموز، بجوار شارع الرحمة ومقابر «العمود»، وذلك رغم الإقبال الضعيف من قبل المواطنين على اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم. شارك فى التغطية : عصام عامر وصفوت صلاح وعبد الرحمن يوسف وأحمد محروس