قرر الدكتور محمد القناوي رئيس جامعة المنصورة انشاء وحدة لزراعة النخاع بمركز الاورام لعلاج مرضي سرطان الدم وفشل النخاع واورام الغدد الليمفاوية وبعض الاورام الوراثية.. تتضم الوحدة "8" كبائن للمرضي وذلك لاجراء "96" عملية زرع سنوياً.. وتبلغ تكلفتها حوالي "25" مليون جنيه وتعد من أكبر وحدات زرع النخاع في مصر. يضم المركز مجموعة من الكوادر الطبية المؤهلة لاجراء هذه العمليات بالاضافة إلي تجهيز فريق آخر من شباب الاطباء لإيفادهم إلي الولاياتالمتحدةالامريكية وفرنسا للتدريب.. وتبلغ تكلفة عملية زرع النخاع ما بين 100-120 الف جنيه للمريض يتحملها التأمين الصحي او قطاع العلاج علي نفقة الدولة.. ** الدكتور أحمد ستيت استاذ جراحة الاورام مدير مركز الاورام بجامعة المنصورة اشار إلي اننا بصدد تجهيز "5" كبائن كمرحلة اولي بالطابق الأخير بالمركز بمعرفة شركة ألمانية مخصصة في هذا المجال بتكلفة قدرها "16" مليون جنيه إضافة إلي "5" ملايين جنيه للتجهيزات وبعد ذلك سيتم اضافة ثلاث كبائن اخري نظرا لاننا نعتمد حاليا علي تبرعات أهل الخير. ** الدكتور محمد نصر معبد استاذ ورئيس وحدة أورام الدم بجامعة المنصورة اشار إلي انه من المعروف بأن الخلايا الجذعية الكائنة بنخاع العظام تعمل علي تكوين كرات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية بحيث يظل عددها ثابتا ويتمحور عند المعدلات الطبيعية ما بين "4-11" الفاً بالنسبة لكرات الدم البيضاء مثلا اما في حالة لاقدر الله واصيب الشخص بسرطان الدم فان كرات الدم البيضاء تتكاثر بصورة غير طبيعية فيزيد حجمها وتتضاعف أعدادها لتصل إلي "150" ألفاً ومن ثم فان ذلك لايسمح بتكوين كرات دم حمراء ولا صفائح دموية ولا كرات دم بيضاء طبيعية ومن هنا تبدأ صحة المريض في التدهور.. ويرجع الدكتور محمد نصر اسباب المرض إلي التلوث البيئي والافراط في استخدام المبيدات الزراعية والاصابة ببعض الفيروسات وينقسم سرطان الدم إلي حاد وهو الذي يظهر بشكل مباشر خلال ايام اما المزمن فيظهر خلال عدة اشهر وتفيد عمليات الكشف المبكر في السيطرة علي الخلايا السرطانية من غزو الانسجة العصبية وكذا السيطرة علي منع حدوث النزيف وفيما يتعلق بعملية زرع النخاع فانها تتضمن ببساطة فصل خلايا الدم السرطانية عن الخلايا السليمية "الجذعية" التي يتم حقنها ثانية في المريض واذا لم تكن حالة المريض تسمح بذلك يمكن الحصول علي هذه الخلايا من متبرع أو من خلايا الحبل السري لمولود شرط ان يكون هناك توافق نسيجي بين المتبرع والمريض وهذه العملية اشبه تماما حسب وصف الدكتور محمد نصر بتجهيز الارض الزراعية قبل الزراعة وبذر الحبوب بها.. حيث يتم تجهيز المريض بتفريغ الخلايا بشكل عام داخل الدم من النخاع لمدة اسبوع تكون مناعة المريض خلالها صفر ثم يعطي المريض بعد ذلك كيس النخاع مثل كيس الدم الذي يذهب تلقائيا للناخ ليبدأ في التكيف والتأقلم مع الجسم خلال ثلاثة أسابيع ويظل المريض خلال فترة شهر كامل بداخل الكابينة المعقمة ثم يبدأ في تناول أدوية المناعة المثبطة لمدة "6" أشهر وهي مدة كافية لإحداث التوافق بين الخلايا المنقولة وخلايا المريض ثم يتوقف عن تعاطي الادوية المثبطة علي خلاف عمليات زراعة الاعضاء وما يحدث خلالها من تناول المريض للادوية المثبطة للمناعة دائما وتشير النتائج إلي نجاح عمليات زرع النخاع لعلاج انميا البحر المتوسط بنسبة 90% اما في سرطان الدم فتصل نتائجها إلي حوالي 60% فهناك مرضي يعيشون حياتهم بشكل طبيعي وصحي بعد مرور ثلاث سنوات من اجراء عمليات الزرع لهم.. وفيما يتعلق بالشخص المتبرع فلا توجد ثمة خطورة من تبرعه الذي لايعدو عن كونه تبرعا بكيس دم نظرا لان المريض يحتاج إلي "5" ملايين خلية من كرات الدم لكل كيلو جرام من وزنه.. ومن خلال الاحصاءات التي تم رصدها لاعداد المرض المترودين علي مركز الاورام خلال السنوات الثلاث الاخيرة يتضح ان هناك "166" مريضا يحتاجون لزرع النخاع سنويا وتبلغ معدل تكلفة الزرع "120" الف جنيه من متبرع لمتلقي و "100" ألف من مريض لذاته.. الدكتور محمد القناوي رئيس جامعة المنصورة أكد ان الجامعة من خلال مركز الكلي والمساك البولية اصبح لها ريادة في زراعة الكلي علي مستوي الشرق الاوسط فأكثر من ثلاثة آلاف عملية زرع كلي وكذا نجاح مركز جراحة الجهاز الهضمي في زراعة مئات الحالات في زرع الكبد وينضم مركز الاورام لاستكمال منظومة الزرع بعمليات زرع النخاع ومن هذا المنطلق فإن الجامعة حاليا بصدد التوسع في عمليات زراعة الاعضاء بادخال برنامج دراسي بهذا الخصوص بكلية الطب ليتوج هذا العمل بانشاء مركز متخصص لزراعة الاعضاء علي الطريق الدولي الساحلي بجمصة لتخطو جامعة المنصورة خطوة عالمية في هذا المجال.. وانشاء فندق 5 نجوم ومدرج طائرات لاستقبال المرضي وذويهم من جميع الأنحاء.