أعلم أنك رفضت الموافقة - في البداية - علي سفري لاستكمال علاجي في الخارج. كان رأيك - الذي أحترمه - أن ما أعانيه ليس من الأمراض التي تأذن الدولة لأصحابها بالعلاج خارج مصر. ولعلي أوافقك أن الكفاءات - عدا تخصصات نادرة - موجودة. والكثير من أطبائنا بلغوا مكانة عالمية. المشكلة أني لا أعاني المرض. وانما أعاني تأثيرات العملية التي أجراها طبيب شهير لإزالة الغضروف من النخاع الشوكي. أذكر قول طبيب العظام النابغة الدكتور يسري الهواري - بعد أن تأمل أشعة ما بعد العملية - إنها ناجحة تماماً. لكن العظام "مقلقلة". ذلك هو التعبير الذي وصف به ما حدث من تأثيرات سلبية. ترددت علي العديد من كبار الأطباء. طلبوا معاودة الأشعة. وأبدوا ملاحظات. ونصحوا بأحزمة تكتم عظام العمود الفقري. وتكتم أنفاسي. حينما طالت الأعراض بلا نتيجة. وضع الأطباء أصابعهم في الشق. أشاروا باستكمال العلاج في الخارج. وحذروا من التردد أو الإهمال. المهم أن قرار رئيس الوزراء صدر بعلاجي في كلينك بمدينة ميونيخ الألمانية. للأطباء الألمان - كما قيل - سمعة طيبة في مجال جراحة العظام. تنقلت زوجتي بين الجهات الحكومية المسئولة: رئاسة الوزراء. وزارة الخارجية. وزارة الصحة. المستشفيات المختلفة. حتي أبلغها مسئولو العلاقات العامة بوزارة الصحة أن الأوراق استكملت. وأن انتظار دعوتي للسفر مجرد أيام! مضي علي إجراء العملية الناقصة أكثر من عام ونصف العام. في حين بدأت إجراءات السفر إلي الخارج قبل ثلاثة أشهر. واضطررت للزوم البيت في الشهرين الأخيرين. أبعث رسائلي إلي "المساء" بواسطة مواقع الاتصال الإلكتروني. وأعاني زيادة الآلام. كل يوم تزداد تأثيرات العملية الناقصة علي العظام. ألحظ - بلا حيلة - نظرات الاستغراب في أعين المحيطين بي لتعالي اصطحكاك العمود الفقري. لم أتخذ قرار السفر. أصحاب القرار أطباء متخصصون. تبينوا خطورة الحالة. وأنها - ما لم تخضع لعملية ثانية - قد تتفاقم. فتصبح الحركة مستحيلة. أخشي أن تكون إضاعة الوقت بهدف الحرص علي أسرتي وأحبائي من النتائج السلبية التي قد تنتهي بها عملية التثبيت. لكن الآلام القاسية التي لازمت جسدي تحضني علي قبول ما أؤمن به فعلاً. وهو أن حياتنا وديعة من الله. يستردها متي يشاء.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.