جددت مصر وشعبها الخروج إلي الميدان لإحياء الثورة من رقادها الطويل.. وتجديد العهد والوعد برفع وإعلاء شأن هذه الأمة التي تمشي برأسها للخلف وجسدها للأمام.. وكادت معالم ثورتها تضيع. عاد الشعب إلي الميدان المكان والرمز مطالباً بالإسراع في تحقيق أهداف الثورة.. بعد التباطؤ في تنفيذها خلال الخمسة شهور الماضية حتي كاد الناس يكفرون بها ويلعنونها.. لقد كاد اليأس يفتك بالشعب الذي يريد أن يعيش حياة كريمة قوامها العدل والحرية.. فبذل الدم والولد في سبيل تحقيق الحلم.. ولكنه أجهض لعدم اتخاذ الخطوات الحقيقية في سبيل ذلك. والآن أصبح المجلس العسكري والوزارة مطالبين بأخذ ما يحدث حالياً من اعتصامات وتظاهرات مأخذ الجد.. خاصة وأن المعتصمين يهددون بالعصيان المدني مالم يحدث تغييراً فعلياً وملموسا فالثورات تقوم لتغيير وجه الحياة علي الأرض تغييراً شاملاً.. لا لتبقي علي وتيرتها.. لقد استبد الغضب بالشعب وبعد أن كان المجلس العسكري الضامن لنجاح الثورة وتحقيق أهدافها صار عرضة للانتقادات الحادة من جموع الناس.. وأبلغ دليل علي ذمة المهلة التي حددتها "ثورة الغضب" لتنفيذ مطالبها.. وكذلك دعوة الدكتور عصام شرف إلي الميدان وتشكيل حكومة ثورة.. خاصة أن البيان الذي ألقاه يوم السبت الماضي كان أشبه بالمسكنات. الأمر جد خطير ويتطلب العمل الحثيث الدءوب للخروج من النفق المظلم التي تعثرت فيه الثورة لأن أي تأخير وتباطؤ في اخراجه من عثرتها.. يؤدي بنا إلي نكبات قد تنتهي بخراب البلاد.. فقد هدد معتصموا السويس بإغلاق المجري الملاحي لقناة السويس واحتلال مبني المحافظة.. ومعتصمو القاهرة أوقفوا العمل بمجمع التحرير وهددوا بإيقاف مترو الأنفاق ومحاصرة ماسبيرو.. ويسير علي نهجهم بقية الثوار كل في مكانه واقليمه.. مما يزيد معاناتنا الاقتصادية وتزداد خسائرنا المالية التي نحاول بقدر من الإمكان أن نعوضها. يجب علي المجلس العسكري اتخاذ خطوات جادة في محاكمة رؤوس الفساد محاكمات جادة.. وسرعة صرف تعويضات جرحي الثورة وقتلاها.. وتطهير الداخلية من الضباط الفاسدين والتعجيل بمحاكمة قتلة الثوار.. والنظر في رفع المستوي الأدني من المعيشة.. والعدالة في الأجور.. ولن يترك الثوار الميدان إلا إذا بدأت تتحقق مطالبهم. آخر الكلام: لقد أصبحت مصر علي حافة ثورة جياع بعد أن قارب الاحتياطي الاستراتيجي للسلع علي النفاد.. وزيادة أسعار السلع الأساسية بنسبة 200%.. والتحذيرات العالمية من زيادة نسبة التصحر من جراء تجريف الأراضي الزراعية التي اثمرت كتلا أسمنتية بدلاً من الزراعات الأساسية..!!