الفساد في مبني اتحاد الإذاعة والتليفزيون الشهير ب "ماسبيرو" لم يصل للركب فقط بل وصل للرقبة.. وأصبح كابوسا مزعجا للحكومة والأجهزة الرقابية.. بعد أن وصلت ميزانية الأجور فقط به الي 220 مليون جنيه شهريا.. بينما ايراداته هزيلة للغاية ورغم كل الجهود التي تبذل لإصلاح "ماسبيرو" إلا ان الاهمال والفساد أقوي من كل شيء..!! في هذا التحقيق تكشف "المساء الاسبوعية" بالمستندات وقائع جديدة في مسلسل الفساد المستمر في "ماسبيرو" منذ سنوات دون ان يتحرك أحد من المسئولين للتصدي له ومواجهته.. البداية كانت مع كارثة انقطاع البث التليفزيوني التي وقعت يوم 9 مايو الماضي عندما "اسودت" جميع شاشات التليفزيون المصري ماعدا قناتي نايل كوميدي ونايل سينما وذلك لأول مرة في تاريخ التليفزيون المصري منذ بدأ العمل في عام .1961 في هذا اليوم كان فتحي عبدالسلام المشرف علي إدارة البروموهات بقطاع القنوات المتخصصة متواجدا داخل مبني ماسبيرو وشهد علي هذه الواقعة التاريخية حيث شاهد مع مجموعة من زملائه انقطاع البث عن القنوات التليفزيونية أولا قبل انقطاع الكهرباء! يقول عبدالسلام: حاولت الوصول لجميع المسئولين بقطاع القنوات المتخصصة وقمت باخبارهم بما حدث وطلبت مقابلة رئيس الاتحاد مرارا وتكرارا ولم يسمح لي بمقابلته فقمت بارسال رسالة علي الموبايل الخاص به بعد ان حصلت علي رقمه من أحد الأشخاص وشرحت الموضوع باختصار وانتظرت أن يرد عليّ أو يحدد لي موعدا لمقابلته إلا انه لم يفعل.. فقمت بتقديم بلاغ لمباحث التليفزيون ومباحث الاموال العامة وطلبت فيه اثبات شهادتي بشكل رسمي وأضفت ان الأجهزة والمعدات بمبني التليفزيون تحتاج صيانة عاجلة بعد أن تم اهمالها وتركها في الكراتين منذ عدة سنوات دون استخدامها وطلبت عن رئيس مباحث التليفزيون ان يعطيني رقم المحضر الا انه رفض وقال: سيتم التحقيق أولا في أقوالك لنعرف مدي صحتها!! وفي 2 يونيو الماضي أي بعد 5 أيام من تقديمي البلاغ فوجئت بصدور قرار من حسين زين رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة باستبعادي من ادارة البروموهات بالقطاع وتكليف نجلاء بهذا العمل بدلا مني عقابا لي علي تقديم بلاغ لمباحث التليفزيون فتقدمت بتظلم رئيس الاتحاد عصام الامير ضد القرار فقال لي بالحرف في مذكرة مكتوبة "بلغت المباحث.. خليك معاهم". أشار إلي انه تقدم بتظلم الي لجنة التوفيق في المنازعات بماسبيرو وأوصت اللجنة في الجلسة التي عقدت بتاريخ 15 يوليو الماضي بأغلبية الآراء بإعادته الي الاشراف علي ادارة البروموهات بقطاع القنوات المتخصصة مع ما يترتب علي ذلك من آثار.. ومع ذلك لم ينفذ رئيس الاتحاد قرار اللجنة!! أضاف: صدر قرار إلغاء تكليفي بعد ان تقدمت لمباحث التليفزيون ومباحث الاموال العامة للأخذ بشهادتي في قضية انقطاع الكهرباء عن ماسبيرو وان هناك معدات بملايين الجنيهات تم استيرادها من الخارج لم يتم عمل صيانة لها منذ أكثر من 4 سنوات ولكني لم اتهم احداً من المسئولين سواء داخل القطاع أو غيره.. وكشفت ان ادارتي بها أجهزة مثل SMOKe ثمنه حوالي 4 ملايين جنيه للجهاز الواحد وتم تركه 4 سنوات ولم يتم عمل صيانة له ووصل الامر الي تسرب المياه الي داخل الجهاز وارسلت الشركة الموردة للجهاز فاكسات للقطاع لتوفير ألف جنيه فقط لعمل الصيانة خلال شهري سبتمبر واكتوبر الماضيين وتم عرضها علي رئيس القطاع ورئيس الادارة المركزية للخدمات الفنية وطوال عام كامل لم يحدث أي تحرك لانقاذ الاجهزة حتي تحولت الي خردة!! كشف "عبدالسلام" ان وحدة التخزين الخاصة بالإدارة تعرضت لعطل كبير وتم فقد كل البروموهات التي قمنا بعملها طوال عامي 2013 و2014 وحتي 15 مايو الماضي وقمت بابلاغ المسئولين فكان ردهم اشتغل غيرهم مفيش مشكلة. أضاف: الغريب انه تم اصدار قرار باستبعادي من الاشراف علي إدارة البروموهات دون أن يتم تحديد عمل محدد لي.. يكشف فتحي عبدالسلام العديد من وقائع الفساد الاخري داخل مبني ماسبيرو والتي أدت الي اهدار عشرات الملايين من الجنيهات. يقول: منذ ثلاث سنوات تم شراء أجهزة ومعدات حديثة للتليفزيون لدعم القنوات الاقليمية بحوالي 3 ملايين جنيه الا ان معظم هذه الاجهزة مازال في مخازن أبو زعبل وداخل الكراتين وقد تقدمت ببلاغ لوزيرة الاعلام السابقة حول هذه المخالفات فقالت انها سيرسل لجنة من الوزارة للتأكد من حقيقة هذه الاتهامات واذا ثبت عدم صحتها ستتم إحالتي للنيابة الإدارية وفصلي من التليفزيون فقلت لها مستعد للمحاسبة وبالفعل تم تشكيل لجنة من مسئولين بالتليفزيون وقطاع الامن وتأكدت اللجنة من صحة معلوماتي الا انه حدث تعديل وزاري مفاجئ وتم استبعاد الوزيرة فتوقف كل شيء!! أشار إلي أن هناك معدات بحوالي 15 مليون تم استيرادها من البرتغال وتم وضع جزء منها بالدور التاسع إلا أن هذه الأجهزة مازالت داخل الكراتين بل تحولت الي مائدة طعام يأكل عليها الموظفون الفول والطعمية!! أضاف: في عهد اسامة هيكل وزير الاعلام الأسبق تم شراء 35 تابلت لتغطية الاحداث المهمة بشكل مباشر دون الاستعانة بالعربات الكبيرة للاذاعة الخارجية ولمواكبة العصر وتم توزيع هذه الأجهزة علي القطاعات للعمل بها الا ان الذي حدث ان رؤساء القطاعات حصلوا علي هذه الأجهزة واعتقدوا انها مكافأة لهم فقاموا باستخدامها بشكل شخصي في مشاهدة الالعاب ال Games!!