كنت أتمنى أن يبادر عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والقائم باعمال وزير الإعلام بتقديم استقالته بعدما أثبتت تحقيقات النيابة العامة أن السبب الرئيسى فى حادث انقطاع الكهرباء وتسويد شاشات التليفزيون المصرى كان من داخل ماسبيرو , وأتصور أن قيام الأمير بتنفيذ تهديده بتقديم استقالته اذا ثبت مسئولية ماسبيرو عن هذه المهزلة كانت سيقابل بتقدير الكثيرين مثلما حدث عندما قدم استقالته من قبل وقتما كان رئيساً لقطاع التليفزيون فى عهد المعزول محمد مرسى اعتراضا على اسلوب إدارة البلاد . أما استمرار الأمير فى التبرير وترديد الأكاذيب ورفضه تقديم استقالته فسوف يكون بمثابة النهاية السوداء له داخل هذا المبنى لأن قرارات ابعاده هو وبعض قيادات المبنى قد تم تجهيزها بالفعل وسوف يتم اعلانها قريباً . فى هذا السياق أقول إننى قد أصبت بالدهشة بسبب ما جاء على لسان الامير فى التحقيقات التى اجراها المستشار محمد نبوي رئيس نيابة وسط القاهرة الكلية باشراف المستشار وائل شبل المحامي العام الاول للنيابة في واقعة انقطاع التيار الكهربائي عن ماسبيرو والتى كشفت أن عدم إجراء اختبارات علي البطاريات كان سببا في انقطاع التيار.. حيث قال الأمير في التحقيقات انه اخطر من المسئولين في ماسبيرو بانقطاع البث نتيجة حدوث هزة في الكهرباء وعطل لإحدي أجهزة محطات الكهرباء وانه كان هناك بطاريات تالفه وغير صالحة , ونفي الأمير ما إنتهت اليه لجنة الإعلام المشكلة من قبل اساتذة الاعلام من وجود إهمال وتقصير في إدارة الاتحاد والتخبط والعشوائية وعدم التنسيق بين الادارات مؤكدا انها ليست مسئوليته كما انه لم يخطر من قبل الجهات الرقابية بوجود إهمال لدي أى مسئول وإلا كان اتخذ الاجراءات اللازمة ضده , مشددا علي ان أى طلبات بشأن احتياجات ماسبيرو كان يتخذ الاجراءات بشأنها فورا وقرر انه لم يسبق إخطاره بتلف البطاريات التي كان لها دور رئيسي في إنقطاع التيار عن ماسبيرو. وهنا أقول للامير : هذا عذر اقبح من ذنب , فإذا كنت تتصور أنك بهذا الكلام وتلك الأقوال سوف تنجو بنفسك وتظل فى منصبك فأنت واهم , لأنك بذلك تؤكد أنك (مغيب ) بالفعل عما يحدث ويدور فى المبنى الذى تتباهى أنك عملت فيه لمدة 30 سنة متواصلة , وأنك لا تفتح باب مكتبك أو ترد على اتصالات سوى المقربين اليك من ( الشلة ) والمحاسيب الذين ينقلون اليك ما يرضيك وليس الحقيقة كما هى على أرض الواقع ؟ وأتصور أن أفضل رد على ما جاء فى أقوالك فى التحقيقات ما كشفه فتحى عبدالسلام رئيس إدارة التنويهات بقطاع القنوات المتخصصة، الذى قام بتحرير محضرًا بمباحث التليفزيون بتاريخ 30 مايو 2015، كشف فيه أن سبب انقطاع البث لا يمكن إلقاؤه على أخطاء بوزارة الكهرباء، مؤكدًا أن جميع ماكينات التليفزيون بحاجة إلى صيانة منذ سنوات ، وأنه تقدم بالعديد من المذكرات والشكاوى الرسمية لرؤساء القطاع السابقين والحالى حسين زين، وأيضا إلى عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ولكن بدون جدوى , وقال إنه حذر مراراً وتكراراً من حجرة تفريغ للتكييف بجانب أجهزة هامة تقدر ب4 ملايين جنيه ولكن ضرب المسئولون بتحذيراته عرض الحائط حتى وقعت الكارثة وامتلأت حجرة التكييف بالماء وتسببت فى إتلاف وإهدار الملايين كما أن هناك ما يكذب كلامك حول عدم ابلاغك من الجهات الرقابية بوجود إهمال أو تقصير بدليل أن هيئة الرقابة الإدارية قدمت للنيابة العامة تقارير وتحريات تؤكد عدم إجراء الاختبارات علي البطاريات لمدة 4 سنوات . ورداً على قولك بأنه لم يسبق إخطارك بتلف البطاريات التي كان لها دور رئيسي في إنقطاع التيار عن ماسبيرو أسألك : ما رأيك فيما كشفته تحقيقات النيابة العامة حول حدوث انقطاع للكهرباء داخل المبنى يوم 5 نوفمبر الماضى ولم يشعر به أحد لنظراً لحدوثه فجراً .. فهل لم يبلغك أحد أيضاً بهذا الإنقطاع أم أنك كالعادة (شاهد ما شفش حاجة ) ؟!! , واذا كان قد تم ابلاغك بما حدث فلماذا لم تتحرك لإتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع حدوث انقطاع الكهرباء وتسويد شاشات التليفزيون بشكل أساء لمصر وسمعتها فى الخارج ويشكل خطراً على أمنها القومى فى الداخل ؟ .