صدق أو لا تصدق.. فرغم أن مصر هبة النيل واحدي دول المصب إلا أن أغلب زراعات القليوبية مهددة بالبوار والتصحر.. ففي الخرقانية بالقناطر الخيرية والتي تقع أراضيها الزراعية علي مسافة كيلومتر واحد فقط من نهر النيل يشكو المزارعون من ندرة مياه الري بترعة الساحل التي تتبع ري قليوب. فضلا عن تلوثها بمياه الصرف الصحي وصرف الشركات الواقعة بالقرب منها بشكل أدي إلي تدمير المحاصيل وبوار أكثر من 300 فدان منذرعة بالمحاصيل الشتوية من البرسيم والخص والكرنب والبسلة واللفت والفلفل فضلا عن محاصيل الغلة من الأرز والذرة والقمح.. ليس هذا فقط بل أدي تلوث الترعة إلي تدمير الفلاحين أنفسهم وإصابتهم بالأمراض. المشكلة كما أكدها الأهالي ل "المساء" تنحصر في ترعة الساحل التي تسببت في بوار 300 فدان من أجود الأراضي الزراعية الخصبة.. حيث لم تصل مياه الري إليها منذ شهرين تقريبا. وأدي تقاعس المسئولين عن تطهيرها وصيانتها إلي تراكم القمامة والمخلفات الزراعية بها بشكل أعاق مجري المياه وأصاب حياة المزارعين بالشلل التام. أكد يوسف ربيع مزارع: نعاني الأمرين كل نوبة ري.. فالمياه لا تصل إلي ترعة الساحل بالخرقانية. حتي هلكت المحاصيل بسبب ريها من مياه المجاري المارة بالترعة.. واضاف: شكونا للمسئولين بري قليوب وبنها ووزارة الزراعة. لكن لم يسأل عنا أحد حتي تعقدت المشكلة ولجأنا إلي المياه المعين "الارتوازي" التي أضرت بالزراعة ابلغ الضرر. حسن دوريش ومحمد سلامة أكدا أن ترعة الساحل المتفرعة من ترعة الشرقاوية تم ردمها بالقمامة والمخلفات الزراعية والحيوانات النافقة.. دون أن يتحرك أحد من ري قليوب. لدرجة أنها تحولت إلي مقلب لجرارات الكسح وصرف الشركات ولم يتم تطهيرها من الحشائش والمخلفات منذ قرابة خمس سنوات. أشار إلي أنه لم يتبق بالترعة من المياه سوي مياه الصرف الصحي مما جعل لون المياه يتحول إلي اللون الأسود المخيف القاتل للإنسان والنبات. يقول أحمد عبد الخالق: امتلك ثلاثة أفدنة علي الترعة المشئومة وأقوم بزراعتها بسلة وفلفل وكرنب ولفت وبرسيم. لكن هذه الزراعات ماتت بسبب العطش والاعتماد علي الماكينات الارتوازية التي كلفتنا أمولا باهظة حيث بلغ سعر تكلفة الماكينة الواحدة 15 ألف جنيه وايجار ساعة الري ب 12 جنيها. اقتراح اقترح علي عبد الحميد حلا للمشكلة بوضع ماكينة لرفع المياه من ترعة الباسوسية التي تحصل عليها مباشرة من نهر النيل إلي ترعة الساحل كما حدث في بلدة الشرقاوية عندما تم رفع مياه النيل للترعة الفرعية الخاصة بهم. اضاف سعد عطية ان الخرقانية لم تعان من مياه الري وتدمير الزراعات فقط.. بل ان مشروع الصرف الصحي بالقرية متوقف وتحت الإنشاء منذ اغسطس عام 2008 ولم يتم الانتهاء منه حتي الآن وهو يهدد أرواح الأطفال الأبرياء بالخطر لانتشار بيارات الصرف والبالوعات المفتوحة بالشوارع دون أغطية مما حولها إلي مصيدة للمارة. أشار أيمن محمود إلي أن تقاعس المسئولين بالمحليات واهمالهم أدي إلي عدم استكمال إنارة طريق ترعة الساحل الممتد من مدخل القناطر الخيرية والخرقانية اللخميي بطول 13 كيلومترا رغم انه ممر حيوي يخدم المواطنين وهذا أدي إلي كثرة حوادث السرقة عليه ليلا مما أصاب الأهالي بالرعب والهلع خوفا علي ممتلكاتهم وأولادهم.