آلاف الأفدنة من الأراضى الزراعية بمركزى الخانكة وبنها بمحافظة القليوبية معرضة للبوار وتعانى العطش بعد انقطاع مياه الرى عنها بسبب نقص مياه الترع أو وجود إعاقات فى الترع المؤدية إلى تلك الأراضى. ففى الخانكة ورغم مرور ترعة الإسماعيلية والتى تعد واحدة من كبرى الترع التى تنقل مياه النيل إلى المحافظات وسط الأراضى الزراعية بالمركز إلا أن هذه الأراضى لا تصل إليها المياه. ويؤكد المزارعون أن تضارب القرارات هو السبب الأول فى تدهور حال الأراضى الزراعية فيشير محمد عودة مزارع من الخانكة إلى أن أرضه كانت تروى من مياه النيل وفجاءة انقطعت عنها المياه فلجأ إلى الرى من المصرف المجاور للأرض ليفاجأ بقرار رئيس الوزراء بمنع الرى من المصرف دون وضع أى بديل أو حل للمشكلة أو مراعاة لحاجة الزرع إلى الرى. يضيف السيد محمد أن المشروعات غير المدروسة كانت السبب فى معاناة الأهالى من نقص مياه الرى لأنه فجاءة تمت تغطية ترعة كشمير اليمنى مصدر رى أراضى سرياقوس من ترعة الإسماعيلية مما تسبب فى أن تقل المياه شيئا فشيئا حتى انعدمت تماما وأصبحت الأراضى تروى بمياه الصرف الصحى. ويستغيث الحاج خالد مصلح من انعدام مياه الرى بترعة كشمير اليسرى التى كانت مصدر الرى لأرضه بعرب العليقات وفجاءة انقطع عنها الماء كما تم منع استخدام مياه المصرف المجاور للأرض ليهلك المحصول من العطش. ويؤكد منسى محمد مزارع أن رى الأراضى أصبح مكلفا للغاية حيث تروى الارض ب3 ماكينات مما أدى لعزوف عدد كبير من المزارعين عن الزراعة، الأمر الذى يهدد بتصحر الأراضى والتعدى عليها بالبناء وفقدان الرقعة الزراعية. وأكد عدد من المزارعين أن محاصيلهم من الفاكهة والخضر تهالكت بسبب نقص مياه الرى. من جانبه كشف محمد بركات عضو مجلس محلى القليوبية أن خليج الزعفرانى المؤدى الى قرية عرب العليقات والذى يروى أكثر من 1000فدان لم تصله المياه منذ عدة شهور ورغم ذلك تمنع الاجهزة المحلية وإدارات الرى المزارعين من استخدام مياه الصرف لرى المزروعات متسائلا: ماذا يفعل الفلاح؟ وأوضح بركات أن هذه الأزمة تسببت فى تدهور احوال المزروعات وأصبح المزارعون لا يستطيعون سداد إيجار الأراضى مما يعرض الاراضى للبوار وبالتالى تتحول إلى مساكن فى ظل غياب الرقابة. ويشير جمال زكى عضو محلى القليوبية إلى أن هناك أكثر من 7 آلاف فدان بالخانكة والجبل الأصفر معرضة للبوار حيث لم تصلها المياه منذ أشهر وطالب بسرعة تدخل المسئولين لحل الازمة قبل أن تتحول لكارثة. وفى بنها أكدت صباح محمد عضو محلى المحافظة أن الترع المؤدية إلى الأراضى الزراعية تعانى الإهمال فى إزالة المخلفات التى تعوق وصول مياه النيل للأراضى وتسببت فى تلوث مياه هذه الترع وجعلتها غير صالحة للرى مشيرة إلى أن عمليات تغطية الترع تتم بصورة عشوائية وتتسبب فى إعاقة وصول مياه الرى للأراضى وضربت مثلا بتغطية ترعة قرية نقباس مركز بنها وطالبت بضرورة العمل على التخلص من المخلفات وتطهير الترع حتى تصل مياه الرى خاصة بعد منع الرى بمياه الصرف. من جانبه أكد علاء رشاد وكيل وزارة الرى أن مشكلة نقص المياه فى هذه الفترة يرجع إلى أن فيضان النيل هذا العام جاء أقل من المتوسط مما يتطلب بذل جهد مضاعف لتوصيل المياه إلى جميع أراضى القليوبية, مشيرا إلى ضرورة وجود خطة قومية لإعادة ترشيد استهلاك المياه وتعميم خطط الوزارة لتطوير نظم الرى لترشيد استهلاك المياه.