لم يختلف مشهد معاناة مزارعي القليوبية كثيرا عن باقي المحافظات حيث اجتاحت حالة من الغضب العارم جميع قري المحافظة بسبب عدم وصول مياه الري للاراضي الزراعية فبداية من ترسا والحسانية وقها بطوخ ومرورا بأجهور وقرنفيل بالقناطر ونهاية بسرياقوس والجبل الاصفر في الخانكة كلها قري باتت مهددة ببوار المزيد من أراضيها.. المزارعون اصبحوا في حيرة شديدة من أمرهم فقد لجأوا للري بمياه الصرف الصحي عوضا عن مياه الترع التي لا تصل لهم الا ان الحكومة اصدرت قرارا بمنع استخدام مياه الصرف في الري حتي جفت الارض وتلف المحصول وهو ما دعا الكثير منهم إلي هجرة الأراضي والعمل في مهن أخري.."روزاليوسف" التقت بالمزارعين واستمعت لشكواهم. في البداية يقول حسني مطر وامين الفلاحين بالحزب الوطني في قرية ترسا ان مياه الري لم تصل الي ترعة السبيل التي تروي حوالي 500 فدان منذ شهر تقريبا ويقوم المزارعون بالري عن طريق المواسير الارتوازية الخاصة بالاهالي مقابل 10 جنيهات للساعة مما يكلفهم مبالغ باهظة ويزيد من اعبائهم لافتا الي ان هذه المشكلة موجودة في كل قري المحافظة حيث قام المزارعون في قرية الحسانية بري اراضيهم من المصرف المار بها مؤكدين ان المياه لا تنقطع في هذا المصرف فلماذا لا نستغلها في ري اراضينا طالما انه لاتوجد مياه نظيفة كما ان الري بالمياه الارتوازية يكلفنا. مبالغ كبيرة ويوضح جمال عبد النبي "مزارع" ان ترعة السبيل يوجد في بدايتها ماسورة مياة تابعة للري و بها عمال ودور هذه الماسورة انها تعمل في حالة تأخر المياه ولكن العمال لا يقومون بتشغيلها الا اذا اعطاهم المزارعون الاتاوة وتفتح لفترة بسيطة لا تسمح للري. ويشير وحيد حسن الي ان الحكومة منعتهم من زراعة الارز بحجة توفير المياه ورغم ذلك لم تأت المياه لمدة شهر في الترع مما ادي الي تلف المحصول.. وتساءل لماذا لم تلتزم الحكومة وتوفر لنا المياه؟ ويلفت محمد خالد مزارع من الخانكة الي انه يمتلك قطعة ارض زراعية كانت تروي من مياه النيل ولكن منذ شهور لم تصلها المياه فقام بالري من المصرف الذي يمر بجوار ارضه ولكن صدور قرار من رئيس الوزراء بمنع الري من المصرف ولكي لا يتعرض للمخالفة امتنع عن الري من مياه الصرف حتي اصبحت الارض بوراً بدون مياه رغم انها مصدر الرزق الوحيد له. ويضيف شديد عبدالقوي ان ارضه كانت تروي من ترعة كشمير اليمني التي تأتي من ترعة الاسماعيلية وتمر داخل قرية سرياقوس ولكن فجأة وبدون سابق انذار تم تغطية تلك الترعة لمسافة اكثر من 150 متراً داخل القرية وكانت هذه بداية المشكلة حيث بدأت المياه تقل شيئا فشيئا حتي انعدمت تماما واصبحت الارض تروي بمياه الصرف الصحي ولكن لعدم صلاحيتها منع ري الارض بها. ويري محمد بركات عضو مجلس محلي القليوبية ان مشكلة مياه الري بدأت في مركز الخانكة منذ فترة واضطر المزارعون الي ري اراضيهم بمياه الصرف ولكن تم منع الري بقرار من رئيس الوزراء وتم عمل مخالفات للمخالفين وتم تشديد الرقابة علي المزارعين ولكن ماذا يفعل الفلاح موضحا ان هناك خليج الزعفراني المؤدي الي قرية عرب العليقات والذي يروي اكثر من 1000 فدان لم تصله المياه منذ عدة شهور واصبح المزارعون لايستطيعون سداد ايجار الارض مما يعرض الارض الزراعية للبوار وبالتالي تتحول الي اراض معدة للبناء في ظل غياب الرقابة. ويضيف جمال زكي عضو مجلس محلي المحافظة ان هناك اكثر من سبعة آلاف فدان بالخانكة والجبل الاصفر معرضة للبوار حيث لم تصلهم مياه النيل منذ سنوات وهناك اعاقة للمياه في قرية سرياقوس التي تم تغطية جزء من الترعة المارة بها. من جانبه اكد المهندس علاء الدين رشاد وكيل وزارة الري بالقليوبية ان مواعيد ضخ المياه في الترع ثابتة ولا توجد اي مشاكل تمنع ضخها كما يدعي البعض لافتا الي انه تلقي شكاوي من الاهالي في قري مركز طوخ بسبب عدم وصول المياه الي الترع وربما يرجع ذلك الي وجود سدود فيها.. اما ترعة السبيل فانه كلف مدير الري بطوخ والقناطر للمرور علي الترعة للتأكد من عدم وجود سدود بها وتطهيرها.