ما يحدث الآن في مصر من انفلات أمني واحداث بلطجة وإثارة للفتنة الطائفية والوقفات الاحتجاجية التي أصبحت مملة.. وتراخي الاجهزة علي مختلف أنواعها ليس بالأمر الغريب أو المستغرب.. فكل الحكومات الديكتاتورية التي يحكمها الفرد الواحد "الديكتاتور" تصنع سيناريوهات لتأمين تواجدها طالما بقيت في السلطة حاكمة ومتسلطة وبالطبع الحاكم الديكتاتور بجبروته لايخشي شيئا وهو علي عرش الفرعون سوي مؤامرة اغتيال أو حدوث انقلاب لذلك تجده يضع بمعاونة انصاره والمستفيدين من ديكتاتوريته سيناريوهات لإحداث الفوضي بعد رحيله سواء بالاغتيال أو الانقلاب.. وقد يوكل بتنفيذ هذا المخطط لشركات كبري معروفة عالميا.. تضع له خططا للانتقام من شعبه الذي تخلي عنه وبالطبع لايهمه أمن افراد أو صالح دولة.. المهم سريان الفوضي واستشرائها في كل المناحي.. وهذا ما حدث في تونس بعد هروب الطاغية زين العابدين بن علي بعد انفجار ثورة الياسمين.. ألم يستخدم البلطجية سيارات الاسعاف وسيارات الاجرة في ترويع وقتل المتظاهرين.. ألم يسرقوا ويحرقوا المنشآت والمرافق بعد هروب "الزين" نفس السيناريو الذي نفذ وينفذ في مصر الآن.. انه سيناريو صاغه ودفع ثمنه ومازال يشرف علي تنفيذه الديكتاتور الاوحد السابق.. أنسيتم ما قاله في احدي خطبه قبل ان يرحل بأنكم يجب ان تختاروا ما بين الاستقرار أو الفوضي انه كان يقصد البدء في تنفيذ سيناريو البلطجة الذي يديره اعوان ومستفيدو النظام العفن السابق وثمنه دفع ومازال يدفع من أموالنا.. واضرب مثالاً آخر بما يحدث في الشقيقة سوريا من قيام من يطلق عليهم أهالي سوريا "الشبيحة" وهي الكلمة المرادفة لكلمة البلطجية الذين كانت ومازالت الداخلية المصرية تستخدمهم.. ولننظر إلي ما يحدث في ليبيا وما تفعله "كتائب القذافي" من قتل وترويع واغتصاب ونهب وحرق وترويع كنوع من التأديب للشعب لانه تجرأ وطالب بحقه في حياة كريمة بعد استبداد أربعة عقود ويزيد. كما ان ما يحدث في اليمن والاسلوب القمعي الذي يتبعه علي عبدالله صالح هو نفس السيناريو مع اختلاف المكان. يا هؤلاء مصر لاتعاني من انفلات أمني.. مصر تعاني من غفلة عن معرفة حقيقة ما يحدث وربما هي غفلة مقصودة.. ان تقاعس الحكومة في تبني مطالب الثورة وأهدافها التي من اجلها قامت يساعد علي السير في مخطط التخريب والارهاب في البلاد.. كما ان الاستخفاف بالمطالب أيضا يؤجج حجم الكره والحقد والتباطؤ في العدالة الناجزة أيضا يساعد علي الاحساس بالاحباط.. وقد يأخذنا إلي الشعور بالاغتراب كما ان المماطلة والتطويل والاسهاب في أشياء لا تحتاج إلي ذلك يجعل المواطن يصاب باللامبالاة.. وإصابة المواطنين بهذه الآفة لن يكون إلا لانجاح الثورة المضادة التي تريد لثورتنا الفشل والعياذ بالله.. ألم يكن اخلاء سبيل المتهمين بقتل الثوار في السويس استفزازاً لمشاعر مصر كلها قبل ان يطعن النائب العام علي قرار الاخلاء.. إني اري ان قرار الافراج كان بالونة اختبار لقياس مدي تقبل الشعب للحكم تمهيدا لاصدار احكام اخري قد تكون سببا في إثارة العديد من القلاقل في ربوع المحروسة.. ودعوتي للجميع ان نفوت الفرصة علي منفذي سيناريو التخريب وان نقتلع جذور التراخي من النفوس ونبدلها بأمل ان الغد سيكون أفضل لو انتبهنا إلي سيناريو الفوضي الذي تركه الديكتاتور وأعوانه من خلفهم. همسة قال الشاعر عباس بن الأحنف كيف احترس من عدوي إذا كان عدوي بين أضلعي