* مضيق باب المندب بات في متناول الحوثيين وقد أعلنت القوات اليمنية التي تحمي المضيق ولاءها لجماعة الحوثي. الأمر الذي دعا وزير الخارجية السعودي للقول إن دول الخليج سوف تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المنطقة ضد عدوان جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران..! إيران هي الحاضر الغائب في المشهد العربي. وهي تحاول اللعب بورقة النووي لتحقيق مكاسب علي حساب العرب. ويجب ألا يشغلنا ملفها النووي الذي يؤرق إسرائيل أكثر منا.. أما ما ينبغي أن يشغلنا فهو القوة التقليدية لإيران وما تسعي لتنفيذه عبر أذرعها وأشياعها في الدول العربية بعد أن صار لها اليد العليا في أربع عواصم منها. فطهران لم تهدد باحتلال العراق بالقوة النووية ولم تسيطر علي مفاصل القوة في لبنان نووياً. ولم تحتل صنعاء أو دمشق نووياً. ولا تهدد استقرار البحرين نووياً بل ثمة من يحارب معركتها بالوكالة علي أراضينا وهم للأسف من بني جلدتنا وقوميتنا لكن ولاءهم الحقيقي لطهران. الاتفاق النووي المزمع بين إيران والدول الست الكبري لا يعدو مجرد صفقة أمريكية إيرانية تتنازل بموجبه واشنطن عن حصة لطهران في ضمان استقرار المنطقة وهضم ما ابتلعته من الجسد العربي مقابل تخلي الأخيرة عن برنامجها النووي.. وهو الظن الذي يعززه ما قاله مايكل موريل النائب السابق لمدير المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" إن إيران تريد تصدير الأفكار الراديكالية وأن تكون القوة المسيطرة في الشرق الأوسط وتحاول قلب أنظمة الحكم العربية. ماذا يعني سيطرة الحوثيين علي باب المندب؟! معناه أن إيران يمكنها التحكم في المضايق الأساسية في المياه الإقليمية بعد سيطرتها علي مضيق هرمز في الخليج العربي. وهو ما يعني التحكم في مستقبل نقل الطاقة. الأمر الذي ينذر بإشعال المنطقة كلها.. وهو ما يزيد التحديات جسامة أمام القمة العربية الوشيكة في شرم الشيخ. والسؤال هل يأتي تطور علاقات أمريكا بطهران علي حساب العرب وأمنهم ومستقبلهم.. وماذا يفعل العرب إزاء تراجع المد القومي لصالح المد الديني أو المذهبي إن صح التعبير. فالقوي المناوئة الرئيسية الثلاثة في المنطقة تتبني خطوطاً أيديولوجية متباينة. إسرائيل تعزف علي وتر الدولة اليهودية الخالصة والحزب الحاكم في تركيا ينحدر من أيديولوجية جماعة الإخوان ومرجعيتها ويعادي مصر بعد 30 يونيو.. وإيران تغرد منفردة بالمذهب الشيعي وتغازل به أشياعها في الدول العربية وتكسب أرضاً جديدة كل يوم حتي تحول الهلال الشيعي إلي "بدر شيعي كامل" بحسب تعبير د.مأمون فندي.. بينما العرب تضيع منهم وحدة أقطارهم. وتتهددهم الأخطار من كل جانب دون تحرك فعلي يلبي الطموحات ويردع الطامعين ويوقف النهش المنظم في الجسد العربي.. أتمني أن تتدارك القمة العربية ما تبقي من توحد عربي في مواجهة هذه الهجمة الشرسة التي تسعي لتقاسم الأرض العربية.