في كل بلاد العالم حتي في الصومال وبلاد الواق واق لا توجد مشكلة خبز ولا بيع العيش بالبطاقات إلا في مصر.. المشكلة موجودة منذ سنوات طويلة والسبب وجود أكثر من سعر للرغيف فهناك رغيف ب 5 قروش وآخر ب 10 وثالث ب 25 ورابع ب 50 قرشا.. وطالما هناك اكثر من سعر لسلعة واحدة يظهر التلاعب وتنتشر السوق السوداء!! وعندما طبق د.خالد حنفي وزير التموين منظومة الخبز الجديدة وبدأ بيع الخبز ببطاقات التموين الذكية اختفت الطوابير بالفعل أمام المخابز وتمكن الملايين من المواطنين من الحصول علي احتياجاتهم بسهولة ويسر ولكن ظهرت مشكلة اخري للمواطنين الغلابة الذين ليس لهم بطاقات تموين وعددهم بالملايين أيضا حيث رفض أصحاب المخابز صرف الخبز لهم رغم أن الوزارة منحتهم كارتا ذهبيا لصرف الخبز لهؤلاء المواطنين إلا أن أصحاب المخابز اعتبروا هذا الكارت هدية من الوزارة لهم وصرفوا الحصص لحسابهم الخاص في غياب تام لأجهزة الرقابة.. وتحول هؤلاء المواطنون إلي شحاتين للخبز حيث يقفون أمام المخابز يتسولون الخبز من أصحاب البطاقات الذكية!! أما المسئولون بوزارة التموين وعلي رأسهم الوزير فانهم لا يتحركون وإنما اكتفوا بالحديث عن الانجاز العظيم الذي حققته المنظومة بينما المنظومة تنهار يوما بعد يوم وتكبد الدولة المزيد من مليارات الجنيهات التي يذهب نصفها علي الأقل أعلي أصحاب المخابز والمطاحن وأصحاب شركات البطاقات الذكية.. والدليل علي ذلك العدد الكبير من المواطنين بالتموين وشركات البطاقات الذين تم القبض عليهم وحبسهم في قضايا التلاعب برغيف العيش! في رأيي ان هذه المشكلة التي لن تنتهي إلا بإلغاء الدعم الذي يصل إلي 22 مليار جنيه وزاد بعد تطبيق المنظومة ليصل 35 مليار جنيه! إننا الدولة الوحيدة في العالم التي تدعم رغيف الخبز ولا تتركه للعرض والطلب علينا أن نبدأ الخطوة الأولي وأن نطبق التجربة في إحدي المحافظات ولتكن السويس أو بورسعيد ثم ندرس آثار التطبيق ونعمل علي إصلاح السلبيات التي تظهر وبغير ذلك ستستمر مشكلة الخبز وسيستمر التلاعب بأموال الدعم. حماية الفاسدين رغم مرور ما يزيد علي أسبوعين علي فضيحة الفساد التي ظهرت بوزارة التموين وأدت لاستبعاد محمد سعيد مساعد وزير التموين الذي كان يريد توزيع الكافيار علي بطاقات التموين مازال "حنفي" يرفض حتي الآن إعلان أسباب الاستبعاد ويمتنع عن ذكر الجرائم التي ارتكبها هذا المساعد رغم تردد كلام كثير عن وجود صفقات مشبوهة ورشاوي جنسية!! نريد أن نعرف الحقيقة.. وان ينال الفاسد جزاءه.. وخاصة اننا نعيش عصرا جديدا نبني فيه مصر الجديدة! وفي اعتقادي أن الوزير لن يعلن الحقيقة طالما ظل يقيم بجناح في فندق ال 5 نجوم مقابل حوالي 150 ألف جنيه شهريا ولا نعرف حتي الآن من يدفع قيمة الإقامة الفاخرة للوزير!