وقع "السائق" ضحية الطمع الذي قاده إلي الزنزانة عندما استجاب لإغراءات تاجر المخدرات الذي وعده بالارباح الكبيرة وحياة الأبهة ومكاسب العمل معه في ترويج المزاج ونقل الصنف إلي عملائه باستخدام السيارة النقل التي يعمل عليها. بدأ "السائق" رحلته مع الضياع عندما تعرف علي أحد التجار في سهرة خاصة كان فيها ينفق ببذخ علقت النظر لكنه لم يعرف ان التاجر يعمل في تجارة المخدرات جمعت بينهما عدة لقاءات وتوثقت علاقتهما وكان "السائق" يفضفض مع صديقه عن عمله وخلافاته مع الزبائن ومشكلاته العائلية بسبب قلة دخله ومكاسب عمله التي تكفي مصاريف أسرته بالكاد. عرض عليه "التاجر" ان يساعده بمنحه بعض الرحلات ينقل فيها بضاعته لتوصيلها إلي عملائه وأغراه بملبغ مالي ضعف ما يتقاضاه من غيره وجدها "السائق" فرصة عليه استغلالها وأعلن موافقته السريعة علي العمل مع "صديقه" وشكره علي تقديره له وثقته فيه. بدأ "السائق" رحلاته المكوكية لنقل بضائع التاجر وجني أرباح العمل معه دون ان يعلم نوع البضاعة التي ينقلها حيث كان العمال في مخازن "التاجر" يتولون تحميل السيارة من المخازن وتفريغها لدي الزبون بينما "السائق" يتولي قيادة السيارة دون التدخل في عملهم. بالصدفة اكتشف "السائق" ان صديقه يتاجر في المخدرات وان البضاعة التي ينقلها لحسابه ما هي إلا نبات "البانجو" المخدر وانه تحول من "سائق" إلي تاجر مخدرات يروج السموم بين مدمني الصنف وأصحاب المزاج وان صديقه خدعه بالمال واستغل سيارته وسذاجته واستقطبه للعمل معه دون ان يخبره بطبيعة عمله حتي يأخذ حذره في الطريق. أفاق "السائق" من صدمته علي اتصال تليفوني من صديقه يطلب منه الحضور لتوصيل بضاعه إلي أحد عملائه بفاقوس الشرقية وراح يفكر في مستقبله وحياته التي اكتشفها والأفكار التي تراود عقله برفض هذا العمل خوفاً علي سمعته ومستقبل أولاده والأخري التي تناديه بالاستمرار سعياً وراء المال واستقرار حياته العائلية بعد التقلبات التي شهدتها قبل عمله في ترويج المخدرات. أخيرا استجاب "السائق" لنداء الشيطان وقادته نفسه الضعيفة لقبول العمل والاستمرار مع صديقه "تاجر المزاج" سعياً وراء المال وتوفير مصاريفه الخاصة ونفقات أسرته التي أعتادت علي وضع جديد مع توافر الأموال وتلبية كافة احتياجاتها وطلباتها. استقل "السائق" سيارته النقل وتوجه إلي مخزن "صديقه" وتم تحميل البضاعة علي سيارته ولأول مرة يشعر "السائق" بالخوف والرهبة وهو يقطع الطريق إلي الزبون لتوصيل السموم وكلما شاهد عربة شرطة علي الطريق ارتجف قلبه وكلما مر علي كمين تجمدت أطرافه خشية السقوط في قضبة رجال الأمن بالبضاعة والزج به خلف القضبان. بالفعل وكأن قلبه كان يشعر بنهاية رحلته اشتبه فيه رجال المباحث وعندما استوقفوا سيارته وفحصها اكتشفوا وجود عدة أجولة بداخلها كميات كبيرة من نبات "البانجو" المخدر مغطاة ببعض أجولة الخضراوات. تم القبض علي السائق وأصطحابه بسيارته إلي وحدة مكافحة المخدرات بالشرقية وبسؤاله في المحضر تعلثم في اعترافاته محاولاً الانكار وفي نهاية التحقيق اعترف بحيازة المخدرات بقصد ترويجها بين عملائه من تجار التجزئة بعد ان أنكر "صديقه" علاقته بالبضاعة المضبوطة. تحرر محضر بالواقعة وتم تحريز المضبوطات والسيارة النقل وأخطرت النيابة التي قررت حبسه 4 أيام احتياطياً علي ذمة التحقيق.. ليتم الزج به خلف القبضان ليكتشف خلاله وحدة لياليه وبرودتها ان "صديقه" خدعه بالمال وضيع مستقبله وان الشيطان قادة إلي نهاية مظلمة حولته إلي مجرم وضيع سمعته بين أهله وزملاء المهنة وأيضا ضيع مستقبل أولاده وهدم اركان أسرته.