بعد أيام يرحل عنا عام 2014 بحلوه ومره.. ليأتي عام جديد نتمني ان يكون عاماً فيه يُغاث الناس وفيه يعصرون وليس كالأربع الشداد اللاتي أكلن كل ما قدمنا لهن. نعم.. في عام 2014 استردت مصر مكانتها اللائقة بها دولياً.. وانفتحت علي العالم كله شرقاً وغرباً.. واستسلم الكثيرون ممن ناصبونا العداء لإرادة شعبنا وان بقي ما في القلب في القلب.. وزاد التقارب العربي تجاهنا وأصبح هدفاً مفصلياً وسياسة استراتيجية لا مناص منها.. وحاصرنا الإرهاب في سيناء وجففنا معظم منابعه.. وخفت حدة التوتر بيننا وبين إثيوبيا بسبب سد النهضة.. وولدت مشروعات عملاقة قلبت الموازين رأساً علي عقب مثل قناة السويس الجديدة.. وأنجزت مشروعات أخري خاصة في مجال الطرق.. وأعلنت الحرب علي الفساد والتعدي علي أراضي الدولة وان لم يتحقق حتي الآن النتائج المرجوة.. وأصبح هناك شبه استقرار أمني بالشارع.. وغير ذلك من الانجازات التي نطمح في المزيد منها. لكن.. مازالت هناك اخفاقات ولدينا أحلام نتمني ان تتحقق معظمها في عام 2015: * ان نضع الخارج في حجمه الطبيعي.. لا نلتفت نحوه ونحن نتخذ القرارات ما دامت تتفق مع القانون.. فلا يعنينا أبداً انتقاد مُغرض من هنا ولا هجوم كريه من هناك.. وان نُعلي نبرة القوة ونبتر أية أصابع تحاول العبث في أمننا القومي أو تتدخل في شئوننا دون وجه حق. * ان نوفر لقمة العيش للفقراء والوظائف للشباب المتعطل الذي يضيع بعضه إما بالارتماء في أحضان الإرهاب أو بالموت في هجرة غير شرعية أو بالتحول إلي الإجرام والإدمان. * ان نُعلي قيمة الحرية المنضبطة والتعبير السلمي عن الرأي. * ان نرسي ثقافة الحوار لتكون منهج حياة بديلاً عن تقطيع الملابس حين الاختلاف وان نحترم الآخر مهما كان رأيه ما دام لم يكن ضد الثوابت القومية الوطن والأديان. * ان تكون هناك عدالة اجتماعية حقيقية وليست شكلية أو مجرد شعار لدغدغة المشاعر. * ان تكون الكرامة الإنسانية واقعاً ملموساً في دواوين الحكومة ومصالحها وفي المصانع والشركات العامة والخاصة والمستشفيات والمدارس والجامعات وأقسام الشرطة. * ان ينتهي الفساد إلي غير رجعة بكافة صوره من سرقة واختلاس ورشاوي ومحسوبية. * ان يكون لدينا علاج ناجع يراعي البسطاء ومستشفيات آدمية من يدخلها يخرج منها مولوداً لا مفقوداً.. وتعليم سليم يربي العقول والأبدان.. وغذاء صالح للاستهلاك الآدمي ومياه شرب نقية حماية للإنسان من أمراض ضربنا في الإصابة بها كل الأرقام القياسية. * ان يكون المسئول مسئولاً فعلاً ومن يفشل يجب اقالته فوراً لا ان يستمر رغم أنف الشعب. * ان يكون لدينا إعلام وطني لا يطبل لمسئول ولا يلمع رجل أعمال علي حساب وطن لا يستحق التمزيق وشعب عاني كثيراً وحان الوقت ليستريح ويقنع بأن دماء أولاده لم تذهب هباء وان غضبته لم تكن صراخاً في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء. هذا بعض من كل الأماني والأحلام التي ننشدها في عام 2015 وندعو الله ان تتحقق.. فمصر تستحق أكثر مما هي فيه وشعبها من أبسط حقوقه ان يحيا حياة آدمية وفي كرامة.