هذه المساحة خصصتها "المساء" للمواطنين البسطاء يعبرون فيها عن أحلامهم البسيطة مثلهم .. انهم يحلمون ونتمني ان تتحقق أحلامهم. رائحة الفقر والمرض تنبعث من كل مكان رائحة يعرفها جيدا سكان العشوائيات الذين يعيشون في العشش أو في حجرات فوق بعضها في حارات ضيقة من بينهم نساء عجائز ليس لهن عائل وشيوخ لاحول لهم ولاقوة واطفال كل ذنبهم أنهم ولدوا لأسر فقيرة ليس لهم الحق في التعليم أو الصحة !! وقد يقتلهم الجوع والحرمان . وسط هذه الأجواء تقابلنا معه انه علي عبدالرحمن 37 عاما قال : اعيش بغرفة صغيرة كحجر الفئران مساحتها لاتزيد علي مترين طولاً ومتر ونصف عرضاً في منطقة الوايلي الكبيرة حياة لا تصلح لبشر فالغرفة آيلة للسقوط .. مع زوجتي واولادي الثلاثة الأول عمره 10سنوات والثاني 5 سنوات والثالث 4 سنوات ووالدتي المريضة ومع ذلك ادفع لها ايجاراً شهريا 150 جنيها قبل ثورة يناير كنت امتلك عربة كارو أبيع فيها خضراً وفاكهه ولكن وقت الثورة سرقها اللصوص ففقدت مصدر رزقي وعشت شهوراً دون ان اجد مليماً أنفق منه وكنت أتلقي اعانات من الجيران واهل الخير .. هداني تفكيري افتراش أحد الأرصفة بوسط البلد لبيع البطاريات والكاشافات والأقلام لكن الشرطة كانت تطاردني من مكان لاخر. الحكو مة لاتعترف بنا كمواطنين لدرجة أنني كثيراً ما اتمني الموت لضيق ذات اليد فالانفاق علي اسرة كاملة وأمي المريضة بالفشل الكلوي امر لايتحمله من في مثل هذه الظروف ولا اريد ان اتجه لطريق السرقة لأن المال الحرام لايدوم ويكون نقمة علي صاحبه . حلمي فرصة عمل تعينني علي ظروف الحياة قالها وهو يلقي في وجهي بمفاجأة اختزنها عامداً للنهاية عندما قال انه حاصل علي بكالوريوس تجارة منذ 15 عاما ظل خلالها يحلم بالوظيفة دون جدوي .. وتساءل هل لي أن احلم بمكان آدمي أعيش فيه؟!