سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كورنيش النيل أمامهم.. وناطحات السحب تحيط بهم.. والفقر يعشش في بيوتهم !! «أكواخ رملة بولاق».. تظهر من جديد في الألفية الثالثة
السكان : نتجرع مرارة العيش..ورائحة المجاري فاقت روائح الفساد
استمرارا لمعاناة المناطق العشوائية، من نقص خدمات الصرف الصحي وعدم وجود الأمن وانتشار الفقر والجهل والبطالة تأتي منطقة »رملة بولاق«، التابعة لمنطقة بولاق أبو العلا. علي مساحة تبلغ أربعة أفدنة تعيش اكثر من 500 أسرة تحت خط الفقر، وبدون أي مرافق أو بنية تحتية والمفارقة أن أكبر الفنادق بمصر وكورنيش النيل لا يبعد عنهم سوي بعض الامتار «رملة بولاق»وداخل هذه المساحة يعيش قاطنوها حياة صعبة.. تعاني المنطقة من فقر لا يتخيله أحد علي الإطلاق ليس هناك سوي بيوت ايلة للسقوط وعشش يعيش بها اسر لم تزوق طعم الراحة ولا النوم خوفا من الثعابين والحشرات والكلاب الضالة.. حياة غير ادمية.. تتغذي معظم تلك العشش علي حنفية مياه عمومية فقط ولايوجد بها صرف صحي أو أي شكل من أشكاله.. وعندما اخبرنا الاهالي بأن هناك تطويرا ستشهده المنطقة ضربوا كفا بكف وقالوا « زهقنا من الكلام ده « احنا سمعنا عن التطوير ده مائة مرة ومفيش حاجة بتحصل كله كلام « حبر علي ورق « ووعود كذابة البيوت في رملة بولاق متهالكة وايلة للسقوط.. خلف باب خشبي متهالك تستقبلنا رائحة ظلم سكنت صدور غلابة اعتادوا علي الفقر بين أربعة جدران يطلقون عليها من باب الرضا «عشة». فحصنا محتويات مسكنهم المكون من غرفتين ضيقتين تحتويان علي أجزاء بسيطة من أثاث أي بيت؛ استقبلتنا ثلاجة يعلوها تليفزيون يطل علي كنبة تتحول ليلاً إلي سرير، لتصطدم بخزانة ملابس تنبهك بوجود باب لغرفة صغيرة تكفي لامرأة عجوز يقوم برعايتها ابنها والذي يخبرنا بعدم وجود مرحاض داخل مسكنهم مما يدفعهم لقضاء حاجتهم في «علب بلاستيك أو أكياس». يقول ياسر محمد 30عاما ويعمل بائعا ومن اهالي المنطقة: انه منذ ولادته وهو يسمع عن التطوير ومفيش حاجة بتحصل مضيفا اننا نحلم بالتطوير ونحلم بأن نعيش حياة كريمة مضيفا ان المسئولين لم ينفذوا وعودهم التي وعدوها لهم قبل ذلك وكل ما حدث ان قاموا بتنظيف الشوارع والحواري داخل رملة بولاق مشيرا الي انه يسكن في بيت آيل للسقوط وحياته كلها ممكن تضيع في اي لحظة . وتضيف ميرفت فتحي 50عاما متزوجة ولديها 4 اطفال وزوجها عامل « باليومية « يسكنون في منزل لاتزيد مساحته علي 2متر في 2 متر بها سرير واحد، داخل الغرفة يسع لشخصين وباقي افراد الاسرة ينامون علي الأرض.. والغرفة يوجد بها العديد من الفتحات التي من خلالها تدخل الحشرات التي «بلدغة واحدة يكون المواطن قد فارق الحياة واضافت وفي عيونها الدموع: تخيل انا «معنديش حمام « ولامياه وانه منذ زواجي في هذه الغرفة وانا اذهب الي حمام الجيران لأقوم بقضاء حاجتي ونفسي قبل ما أموت ان يكون عندي شقة فيها حمام مضيفة ان اولادها تعودوا علي هذا الامر واصبح شيئا طبيعيا. ويقول شحاته محمد ان الغرفة التي يقطن فيها متهالكة وننتظر الموت في اي لحظة واضاف انه يقرأ الشهادة كل يوم عند النوم مضيفا انه دائما في المنام بأن البيت وقع عليا واولاده ماتوا.مطالبا المسئولين بضرورة التحرك ونقلهم الي اماكن اخري حتي لاتتكرر حادثة الدويقة مرة اخري يروي أحمد علي البالغ من العمر 45 عاما وهو يحمل بطاقة والدته الورقية المدون عليها عنوانها بالرملة: أنا ولدت هنا وأولادي ايضا فضلا عن والدي وعلي الرغم من التهميش الذي نعيش فيه لم نطالب بشئ وقلنا هذا حال البلد ،ولكن ما يحدث الآن اسمه اضطهاد ولن نسكت، ويحذر من ثورة جياع قادمة مالم يتحرك المسئولون ويؤكد أنها ثورة ليست كباقي الثورات كونها سوف تقضي علي الأخضر واليابس نظرا لتوحش رأس المال الذي يريد أن يدفع المال بكل شئ واي شئ حتي ارواح البشر.