منذ اندلاع ثورة 25 يناير وما أعقبها من فوضي وانفلات أمني والسكة الحديد إحدي ضحايا البلطجة والمطالب الفئوية التي لا تنتهي.. الأحداث المؤسفة كثيرة ويشارك فيها بعض المواطنين أحياناً بغرض لي ذراع الدولة. وهم يفعلون يحرقون المحطات والفلنكات ويسعون إلي قلب القطارات وتخريبها. السكة الحديد هي الضحية التي تدفع الثمن بلا ذنب أو جريرة. والقطارات لا يمكنها أن تنحرف يميناً أو يساراً لتفادي الأذي. الغريب أن محاولة تعطيل حركة سير القطارات لم تحدث في التاريخ المصري علي عراقة إنشاء هذا المرفق. حتي في أيام الاحتلال الإنجليزي الذي شهد حوادث محدودة لتفجير قطارات تحمل جنوداً أو عتاداً للإنجليز. ورغم أن كل شيء عادة ما يبدأ صغيراً ثم ينمو إلا أن أحداث التعدي علي السكة الحديد بدأت كبيرة بالفعل وساخنة بقيام أبناء قنا بتعطيل حركة القطارات اعتراضاً علي تعيين محافظ مسيحي لها للمرة الثانية واستمرت الحركة معطلة لأكثر من 10 أيام أصيبت خلالها الحياة بالشلل بين القاهرة والصعيد ولم تنفض الاعتصامات علي خط السكة الحديد إلا بعد أن تحقق المطلب بشكل شبه كامل.. بعدها بدأت العدوي تنتقل سريعاً إلي العديد من المحافظات وأصبح كل من له مشكلة يقطع السكة الحديد التي أصبحت ملطشة حيث تجمهر أبناء العياط لمدة 3 أيام أمام السكة الحديد اعتراضاً علي تركيب محطة محمول وعطلوا حركة القطارات وأشعلوا النار في الفلنكات ولم يتركوا المرفق إلا بعد أن تمت الاستجابة لمطالبهم. الاستجابة للمطالب تفتح الباب لمزيد من استهداف المرفق. تطور الأمر أكثر وأصبح يأخذ شكلاً جديداً وهو تحقيق المصالح الشخصية حيث قامت مجموعة من البلطجية بإحراق محطة كوم حمادة لأن أمين شرطة تجرأ وأنقذ فتاة من الخطف والاغتصاب فتم حرق السكة ومبني المحطة وهو ما تسبب في قطع السكة الحديد وبطء حركة القطارات بعد اتلاف عمود الإشارة. وتتوالي الحوادث بقطع السكة في أسيوط بسبب خلاف بين عائلتين. وتفاقم الأمر أكثر وأكثر حتي قام البعض وبدون تحذير بوضع أشجار وجذوع ونخيل وكاوتش علي القضبان في المسافة بين صنبو والقوصية مما هدد بانقلاب قطارين لولا ستر الله ورغم القبض علي مرتكبي الحادث لكن هذا لم يمنع بعدها أن البلطجية من إيقاف القطار رقم 919 بطنطا مما أدي لإصابة السائق وكسر زجاج الجرار وتعطيل السكة الحديد 40 دقيقة والبقية تأتي إذا لم يتم ردع من يقومون بذلك. ولكن بعد كل هذه الأحداث تثور التساؤلات: هل لا توجد آليات لدي السكة الحديد لمنع وقوع مثل هذه الأحداث مع الأخذ في الاعتبار أن هناك أحداثاً كان المتسبب فيها العاملون بالسكة الحديد أنفسهم قاموا خلالها بتعطيل القطارات من أجل مطالب فئوية؟ المهندس محمد حجازي المتحدث الرسمي لهيئة السكة الحديد يشير إلي أن الهيئة ليس لها أي دور في ردع أو محاولة إيقاف أعمال قطع السكة الحديد أو التعدي علي القطارات لأن هذا دور أجهزة الأمن مشيراً إلي أن شرطة السكة الحديد تابعة لوزارة الداخلية وليس للهيئة كما يعتقد البعض كما أن حالة الاحتقان السائدة بين المواطنين والشرطة تجعل من الصعب علي العاملين بالهيئة التدخل لردع هؤلاء. أشار إلي أن الهيئة حرصاً منها علي تأمين حياة الركاب تقوم علي الفور بإيقاف حركة القطارات وهو ما يتسبب في إلغاء العديد من الرحلات موضحاً أن خسائر الهيئة منذ بدء الثورة وحتي الآن تعدت ال300 جنيه بسبب تلك الأحداث وغيرها. أضاف أن الهيئة خاطبت الداخلية والمجلس العسكري بضرورة ردع المخالفين خاصة بعد استفحال الظاهرة وقيام البعض بوضع حواجز علي السكة الحديد وهو ما قد يتسبب في انقلاب القطارات وأن المهندس عاطف عبدالحميد وزير النقل قام بمخاطبة كل الجهات المسئولة عن الأمن بسرعة ضبط أي جناة يتم إثبات تورطهم في أحداث تعطيل السكة الحديد وسرعة محاسبتهم من أجل منع تلك الأحداث التي وصفها الوزير عاطف عبدالحميد بأنها تحدث للمرة الأولي.