مأساة حقيقية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني أصبحت تعيشها منطقة "السبع بنات" بالمحلة الكبري والتي تعتبر من أرقي مناطق وسط البلد وأكثرها حركة وحيوية علي مدي ساعات الليل والنهار حيث تضم العديد من المدارس الخاصة والحكومية بجميع مراحل التعليم المختلفة بالإضافة للعديد من المصالح والهيئات الحكومية والمحلات التجارية وعشرات الباعة من تجار الخضراوات والفاكهة وعدد من الجمعيات التعاونية لمختلف السلع التابعة لشركة غزل المحلة وأيضاً النادي الاجتماعي لغزل المحلة. كما أنها تعتبر المدخل الرئيسي لشركة غزل المحلة التي يمر منها آلاف عمال الشركة يومياً الذين يعملون علي مدي ثلاث ورديات طوال ال 24ساعة ناهيك عن مئات المنازل والعمارات والأبراج السكنية. تحولت حياة سكان المنطقة إلي ما يشبه الجحيم اليومي بسبب طفح المجاري المستمر والمزمن حيث أصبحت جميع شوارع المنطقة غارقة وتسبح في مياه الصرف الصحي الذي أصاب الحياة بالمنطقة بالشلل التام بعد أن أقتحم المحلات التجارية مما صعب من مهمة الوصول إليها وخاصة الجمعيات التعاونية الاستهلاكية التابعة لشركة غزل المحلة والذي يتردد عليهما المئات يومياً لشراء مستلزماتهم واحتياجاتهم من مختلف السلع التموينية والملايين والفوط والمفروشات وغيرها. لم تسلم المدارس العديدة الكائنة بالمنطقة والتي حاصرتها مياه المجاري من كل جانب مما أدي لفشل طلاب هذه المدارس سواء الخاصة أو الحكومية وهم بالمئات في الوصول إلي مدارسهم لتلقي دروسهم التعليمية بعد أن ارتفع منسوب المياه حولها بشكل أصبح يحتاج لقوارب للعبور بالطلاب للوصول لمدارسهم حتي النادي الاجتماعي بغزل المحلة والذي يتردد عليه يومياً المئات من أعضائه لم يسلم من مياه المجاري التي حولته إلي ما يشبه البحيرة مما اضطر مسئوليه لغلق أبوابه لصعوبة الدخول إليه والجلوس بداخله.. أما باعة الخضراوات والفاكهة بالمنطقة فقد أصبح لا حول لهم ولا قوة بعد أن تشبعت بضائعهم بمياه المجاري وكبدتهم خسائر فادحة. ورغم الاستغاثات المتكررة لأهالي وسكان المنطقة التي حددت مياه المجاري إقامتهم داخل مساكنهم بعد أن حاصرتها من كل جانب إلا أن المسئولين فشلوا فشلاً ذريعاً حتي الآن في ايجاد حل للمشكلة لإنقاذ المنطقة التي أصبحت عقاراتها خاصة القديمة مهددة بالانهيار بعد أن تشبعت أساساتها بمياه الصرف الصحي المستمرة علي مدي ساعات الليل والنهار وهو ما أصبح ينذر بحدوث كارثة لا يعلم مداها سوي الله وحده. يقول حسن عنب صاحب محل جزارة بالمنطقة أن الوضع أصبح لا يحتمل بعد أن أصبحنا نعيش وسط مياه المجاري نهاراً وليلاً وهو ما تسبب في وقف الحال بعد أن أصبحت الزبائن تجد صعوبة في الوصول إلي المحلات التجارية وقد سئمنا الشكوي للسادة المسئولين لانقاذ المنطقة من هذا الجحيم ولكن للأسف الشديد لم يسمعنا أحد وأصبحت حياتنا مع مياه المجاري أمراً واقعاً وأصبح يهدد مصادر رزقنا. يصرخ طلعت حامد النحراوي بأعلي صوته مشيراً بأن أولاده أصبحوا لا يستطيعون الوصول لمدارسهم بالمنطقة حيث أصبحوا يحتاجون إلي قوارب للعبور بها إلي مدارسهم بدلاً من الباص والسيارات التي كانت تقلهم لمدارسهم حيث تحولت المناطق المحيطة بالمدارس إلي بحيرات من مياه المجاري وهو ما سوف يكون له تأثير سلبي علي مستوي أبنائنا الدراسي خاصة أن مدارسهم تقع في هذه المنطقة المنكوبة وأيضاً مقار دروسهم الخصوصية وأصبحنا نقف عاجزين أمام هذه المشكلة التي تهدد مستقبل أبنائنا الدراسي رغم اقتراب مواعيد امتحانات نصف العام. بينما يشير السيد خليل الموظف بنادي غزل المحلة الاجتماعي إلي أن مياه المجاري حولت مدخل وحديقة النادي إلي ما يشبه البحيرة مما أدي لإحجام أعضاء النادي عن الحضور كما اعتادوا قضاء أوقاهم داخل النادي خاصة بعدما اضطررنا لاغلاق أبوابه أمام ارتفاع منسوب المياه بشكل خطير حتي أننا الموظفين والعاملين أصبحنا لا نستطيع السير والتحرك داخل النادي وهي أزمة ومشكلة أصبحت مزمنة وسط تجاهل الجهات المسئولة. يقول نعيم محمود بائع خضراوات وفواكه لقد تكبدنا أنا وباقي زملائي من البائعين والبائعات خسائر فادحة بعدما تسببت مياه المجاري في تلف بضائعنا من الخضراوات والفاكهة بعدأن أغرقتها مياه المجاري وتشبعت بها وأصبحنا لا نعرف من سوف يعوضنا عن هذه الخسائر الفادحة خاصة وأن المشكلة أصبحت دائمة ومتكررة دون أن يحرك ذلك ساكناً لأي مسئول. أما سعد سلامة رجل أعمال مقيم بالمنطقة يكشف عن معاناة أهالي وسكان المنطقة المنكوبة التي تحولت إلي مايشبه العصور الوسطي حيث أصبحنا محاصرين داخل منازلنا لا نستطيع الخروج أو الدخول بسبب مياه المجاري التي أصبحت مشكلة مزمنة لا نجد لها حلاً بعد أن عكرت علينا صفو حياتنا اليومية بسبب تحديد اقامتنا والروائح الكريهة التي تنبعث منها وتهددنا بالاصابة بالأمراض البيئية الخطيرة. وفي النهاية اتفق الجميع علي اطلاق صرخة استغاثة مدوية موجهة إلي اللواء محمد نعيم محافظ الغربية بسرعة التدخل العاجل لوضع حداً لمعاناة أهالي منطقة السبع بنات بالمحلة الكبري والتي أصبحت علي حد تعبيرهم منطقة منكوبة خارج نطاق اهتمام الجهات المسئولة رغم أنها من أهم المناطق الحيوية بوسط المدينة العمالية وبعد أن فاض بهم الكيل من طفح المجاري.