نخسر فعلاً لو أن الرقابة علي المصنفات الفنية فكرت في منع عرض الفيلم الأمريكي "سفر الخروج.. آلهة وملوك" للمخرج رايدلي سكوت أو لو فكرت أية جهة أخري في منعه. الفيلم تقع أحداثه علي أرض مصر الفرعونية.. والصراع الرئيسي يتم بين الملك رمسيس الثاني وبين "الإله" موسي.. بقول آخر بين المصريين والعبرانيين "اليهود" كتاب "سفر الخروج" والقصة الدينية أن موسي تربي في قصر الفرعون وحارب إلي جانب رمسيس الثاني وكان مستشاره العسكري وأنه ساعده في استعباد العبرانيين دون أن يدرك أنه هو نفسه عبراني. وعندما سمع رمسيس النبوءة التي تقول إن واحداً من العبرانيين سوف يسقط عرش الفرعون قام بطردهم جميعاً إلي الصحراء وحينئذ قام موسي بتدريبهم علي أسلوب الثورة والقتال واستطاع من ثم أن يحررهم بمساعدة الرب.. فموسي إذن هو من حرر قومه اليهود من نير العبودية. وقومه حسب الحكاية التوارتية هم "الإسرائيليون" أي من يسكنون أرض الميعاد فلسطين. إنها قصة دينية معادة قدمها سيسيل دي ميل منذ 58 سنة في فيلم "الوصايا العشر" الذي صوره هنا في مصر.. علي حين صور سكوت فيلمه في أسبانيا.. وقد شاهدنا "الوصايا" مثلما شاهدنا فيلم "أمير مصير" الكارتون عن نفس القصص وكذلك شاهدنا فيلم "الخروج" فما معني أن نمنع فيلم الآن بينما لم يسبق أن منعنا أفلاماً بنفس الموضوع في سنوات سابقة؟! قبل عرض الفيلم الذي بدأ هذا الاسبوع واجه المخرج رايدلي سكوت حملة اتهامات بالعنصرية لأنه وزع الأدوار علي أساس اللون والعرق اذ قام باختيار الممثلين البيض لأداء أدوار الملوك و"الآلهه" وأسند أدوار العبيد واللصوص والخدم لممثلين ملونين! وأمام مطالبة البعض بمقاطعة الفيلم اضطر المخرج أن يدافع عن اختياراته قائلاً "إن فيلم بهذه الميزانية الضخمة لن يجد من يموله لو أن الأدوار الرئيسية لممثلين ملونون والملونين ليسوا جذابين.. إلخ. وبعيداً عن الجدل المثار حول الفيلم بسبب اتهامات المخرج بالعنصرية ودفاعه أيضاً باستحالة الإتيان بمن يشبهون المصريين ويسند الدور ل "محمد".. في إشارة إلي دلالة الاسم وإيحاءاته!!. إذن لماذا نخسر لو حرمتنا الرقابة أو أي مؤسسة أخري من الفرجة علي الفيلم؟؟ أقول : نحن إزاء فيلم ديني ضخم والمتابع للانتاج الهوليودي سوف يجد عناوين لعشرات الأفلام الدينية المأخوذة عن الكتاب المقدس الذي يعتبر أحد المصادر المهمة التي تعود إليها هوليود من آن لآخر من أجل قصص ديني تقوم بتحميله بالأفكار والمضامين السياسية والتاريخية المحرفة التي تتماشي مع المبادئ والاتجاهات التي تصب في مصلحة إسرائيل وهذا المخرج نفسه اسمه "رايدلي سكوت" يستعد الآن لاخراج فيلم جديد "توراتي" أيضاً بعنوان الملك ديفيد. فإسرائيل تبذل قصاري جهدها سياسياً ودولياً وإقليمياً من أجل التمهيد لإعلان إسرائيل دولة يهودية. وتذكروا إعلان جنوب السودان "دولة مسيحية" وهنا أعود إلي السينما كمرجع.. أعني السينما الغربية وأشير إلي فيلم تسجيلي مهم عرض في مهرجان القاهرة الأخير "2014" بعنوان "جئنا كأصدقاء "we comaas Friends" ويتضمن حواراً صريحاً مع الأهالي عن التحرير من المستعمر العربي "!!" وتسجيل مباشر لوقائع إقامة دولة مسيحية في السودان. والسينما لمن لا يدرك الدور السياسي الذي تلعبه. أداة تبشير لا يستهان بتأثيرها. وعلينا ونحن أبناء العالم "المفعول به" أن نسعي لفرملة "الفاعل" الذي أحبط إلي حين بفعل ثورة شعبية عارمة في 30 يونيه .2013 * * احترسوا "الإخوان اليهود" وراقبوا الصداقة الحميمة بينهم وبين "الإخوان المسلمين" والمعزول مرسي صديقهم الوفي غير المغفور له.