الدراما الدينية تعود بقوة علي الشاشة عام 2014 "الدين" ميدان للاستثمار هائل إذا قويت الأفلام بموضوعات جادة.. والشخصيات المقدسة التي أنقذت العالم منذ فجر البشرية تعتبر الأكثر جذباً للجمهور والأكثر تحقيقاً للأرباح! "موسي" و"مريم العذراء" و"نوح" يظهرون في طبعات فيلمية جديدة وبمؤثرات بصرية وصوتية مذهلة تزيد من وقع تأثير هذه الأفلام. أكثر من عشر مشاريع سينمائية ضخمة في طريقها إلي دور العرض.. هوليود تتجه مجدداً إلي الانجيل والعهد القديم بحثاً عن الإلهام. عن استنهاض حماس الجماهير ودفعهم إلي دور العرض. الإنتاج الجديد يحمل في طياته أشياء أخري إلي جانب شحنات "الإيمان".. "موسي" المحارب القوي بجيشه القاهر الجبار يشق البحر الأحمر وينشر الوصايا العشر. وهذه المرة تتفوق العروض علي ما سبقها. المخرج رايدلي سكوت الذي بهرنا بفيلمه المصارع بطولة راسيل كرو. سيقدم طبعة مبهرة وعظيمة من "مصارع" تاريخي لعب دوراً فارقاً بل طبعة جديدة من "الخروج" Exodus. وفي أحد تصريحاته في مجلة "سكواير" يقول إنه مشغول أكثر في هذا الفيلم بالعلاقة بين النبي موسي وبين الفرعون المصري رمسيس.. فهو لم يهتم كثيراً بقصة "موسي" حين كان في المدرسة. ولذا فإنه مهموم كثيراً بتفاصيل من حياته يراها مدهشة ومثيرة. ورايدلي سكوت حسب قوله ليس مشغولاً كثيراً بالأسئلة الأبدية حول "الخلق والعقيدة والإيمان" بل إنه يحتقر الدين ويعتبره أكبر مصدر للشرور"!". إذن نبي الوصايا العشر والملك العظيم رمسيس هما قطبا الصراع في هذه الدراما الدينية التي تتناول سفر الخروج في الديانة اليهودية. سوف يظهر "موسي" مرة ثانية في فيلم "آلهة وملوك" الذي يتولي إخراجه المخرج آنج لي الحاصل علي الأوسكار عن فيلمه "حياة لي". المعالجة الجديدة إعادة إنتاج للحكاية التاريخية التوراتية والمطلوب هذه المرة أن يبدو النبي موسي في قمة التوهج كمحارب عملاق. وأن يتفوق علي صورة ميل جيبسون بطل "القلب الشجاع" وعلي شخصية شارلتون هيستون في فيلم "الوصايا العشر" "1956" للمخرج سيسيل دي ميل والذي حقق حينئذ 65 مليون دولار وهو مبلغ بمعايير هذه الأيام مليار دولار "الدين والبزنس والسياسة" خلطة سينمائية لا تخيب في شباك التذاكر. العذراء مريم في فيلم "مريم أم المسيح" تلعب دورها ممثلة من مواليد إسرائيل عمرها 16 سنة اسمها أوديا راش. صبية شديدة الحسن. ويقال إن الفيلم يعتبر بمثابة الجزء الثاني من فيلم "آلام المسيح" "2004" الذي تكلف حسب المنشور 370 مليون دولار والمؤكد أن تكاليف النسخة الحديثة ستفوق هذا المبلغ مرات ومع ذلك فالربح مضمون. "الأنبياء" في هذه الأفلام سوف يظهرون كشخصيات إنسانية عادية لأن هوليود حريصة علي جعلها قدوة يمكن تمثلها. والتأثير بها. وتصديقها والإيمان لها! وهوليود تراهن مثلما راهنت منذ أكثر من نصف قرن علي الكتب المقدسة كمصدر للإلهام القصصي والربح المادي وأضيف بثقة الغرض السياسي الخادم للمشروع الصهيوني وللصراع القائم والذي بات أكثر سطوعاً في المخططات الصهيو - أمريكية.. للسينما دور فاعل في معارك الأيدولوجيات. ومن أجل عيون "موسي" الفيلم يتم بناء مصر الفرعونية في جنوبأسبانيا. وتضيع أدوات الحرب المستخدمة في الصراع أثناء عملية "الخروج" من مصر.