سلط تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الخطأ الإداري الكبير للمدرب الهولندي أرني سلوت، المدير الفني لفريق ليفربول، في التعامل مع محمد صلاح، نجم الفريق، في ظل تراجع نتائج الفريق سواء في الدوري الإنجليزي الممتاز أو بعد الخروج المبكر من كأس الرابطة الإنجليزية "كاراباو". وأشارت الصحيفة إلى أن سلوت أصر على إشراك صلاح في معظم المباريات رغم تراجع مستواه الواضح خلال الشهرين الأخيرين، مما تسبب في معاناة الفريق خصوصًا أمام الفرق الأقوى. وأضاف التقرير أن ليفربول خاض منذ آخر زيارة له لملعب الاتحاد في فبراير 11 مباراة أمام فرق قوية مثل مانشستر سيتي، نيوكاسل، آرسنال، تشيلسي، مانشستر يونايتد، ريال مدريد وباريس سان جيرمان، خسر فيها الفريق سبع مباريات، ولم يسجل صلاح أي أهداف، وظهر في معظم الأوقات بلا تأثير، وكأنه شبح على هامش المباريات. كما أبرزت الصحيفة أن المشكلة تتفاقم بسبب افتقار الفريق للعنصر البدني، إذ تحوّل ليفربول من فريق أكثر قوة وشراسة من منافسيه، إلى تشكيلة تضم لاعبين صغار الحجم مثل صلاح، فلوريان فيرتز، وأليكسيس ماك أليستر، ما صعّب عليهم فرض أنفسهم ضد الفرق القوية. وعلى الصعيد التكتيكي، أضحى أي لاعب جيد حول صلاح، مثل كونور برادلي، نقطة ضعف، بسبب عدم قدرة النجم المصري على تغطية الجبهة، كما اضطر إبراهيم كوناتي للابتعاد عن المساحات الضيقة التي تناسب أسلوبه، ما أثر على أداء محور الفريق الدفاعي. وأكدت "الجارديان" أن صلاح لا يمكن تحميله المسؤولية بالكامل، فهو لم يغير أسلوبه ولم يكن لاعبًا دفاعيًا، وكان يعتمد على وسط ميداني قوي حوله، ومع بلوغه 33 عامًا وخبرته التي تتجاوز 700 مباراة، كان من الطبيعي أن تظهر بعض الصعوبات. وأشارت الصحيفة إلى أن الخطأ الأكبر يقع على سلوت نفسه، الذي رفض إراحة لاعبه النجم، مما أعاق إعادة بناء الفريق، فالتعاقد مع صلاح بعقد جديد في وقت كان الفريق بحاجة فيه لإعادة هيكلة شاملة منح الأولوية للماضي على المستقبل، وجعل التشكيلة الحالية غير متوازنة، مع وجود مهاجمين اثنين وعدد من اللاعبين المبدعين الخفيفي البنية. وتختتم الصحيفة بأن فترة التوقف الدولي المقبلة تمثل فرصة لإيجاد حلول، خاصة مع مشاركة صلاح في كأس أمم إفريقيا قريبًا، أمام سلوت الآن فرصة لتشكيل فريق يعتمد على الجدارة والاحتياجات المستقبلية، بعيدًا عن الحسابات العاطفية والماضي المجيد للنجم المصري، والوقت لاتخاذ القرار الحاسم هو الآن.