ليس عيبًا ان يكون للوطن ألف وجه.ولكن حين تتباعد الوجوه حد التناقض. وقتها ندرك ان احد المتناقضين في خطر. اذ هما واقعتان استيقظ عليهما وجه مصر.ليتحولا الي فرح حينًا. والي عبس وقهر علي أبنائها حينًا آخر. وهما واقتعان بدأتا بقمة الأمل وانتهتا الي قمة اليأس والإحباط. ولكن لأن اعلامنا المبجل اعتاد التهليل والتبجيل والتطبيل.ويدور في فلك آخر بعيدًا عن عيون الوطن وقلبه.لم يدر بما جري او انه كان يدري ولكنه تغافل.فمناقشة الأمور الجدية ليست من شأنه. فالواقعة الأولي. كانت عن مشاركة د.عصام حجي المستشار العلمي للرئيس السابق. ومعه ثلاثة علماء مصريين غيره شاركوا في النقلة العلمية الكبيرة بهبوط المركبة الفضائية¢فيلة¢ لأول مرة علي سطح مذنب.وهو حدث غاية في الأهمية وفقًا لرأي رئيس مركز أبحاث الفضاء الأوروبي بالنسبة للبشرية. ولكن هذا الإنجاز التاريخي لم يشفع لحجي وزملائه-د.رامي العمري.د.احمد الشافعي. ود.عصام معروف- فلم يهتم بهم الإعلام وتجاهلهم.في الوقت الذي تصدر ذلك الحدث وكالات الأنباء العالمية. واضطر حجي ان يكون اعلامًا بديلاً فنشرها علي صفحته لإعلام الناس بها. اما الواقعة الثانية فكانت انتحار الناشطة الشابة جدًا زينب مهدي. التي مثلت وجهًا آخر مناقضًا لحجي. فاختارت لنفسها ان تمثل ذلك الطرف المحبط والفاقد للأمل. ماتت زينب حزنًا. ولم يسأل احد نفسه لماذا انتحرت.ولماذا تمكن منها اليأس والإحباط.ولماذا انتحر من قبلها موظف شنق نفسه علي لوحة إعلانات. ومن بعدها لماذا القي مدرس بنفسه من الدور الخامس من مبني مدرسته.ولماذا ايضًا انتحر اب لم يستطع اطعام أبنائه؟ وللأسف ايضًا فإن اعلامنا لا يناقش في الانتحار سوي ان يتساءل: هل الانتحار حلال ام حرام. وهل مات المنتحركافرًا ام مؤمنًا. وهل مثواه الجنة ام النار؟ لم يحاول احدى الإقتراب من قضية الانتحار ومناقشتها اعلاميًا من حيث اسبابها وطرق حلها.رغم عدد حالاتها الذي بلغ الثلاثين في عام 2014 فقط!! فبالتأكيد ان من يفعل ذلك قد وجد ان ابواب الحياة موصدة في وجهه.پوصعب عليه الخلاص من الأعباء الملقاة علي عاتقه. فلجأ الي اسهل الطرق للتخلص من حياته. رغم انه اوجعه واكثر ايلامًا.. وبالتأكيد أيضًا فإن المنتحرين كانوا يتمنون لأنفسهم ولذويهم حياة افضل.ولكنهم فضلوا الموت علي تحقيق ذلك. ان زينب وحجي جمعمها اعلام غاب عن المهم من الأحداث.في الوقت الذي يهتم فيه باخبار العنتيل والراقصة. والتحولات الجنسية بين النوعين. والاحتفاء ب"شعبولا" لمجرد انه هاجم "داعش" في اغنية.. اعلامنا.متي يفيق من غيبوبته؟!