من حق العالم الشاب عصام حجي أن يسخر من حال الإعلام المصري وحال متابعيه الذين علي ما يبدو باتوا مشغولين بتوافه الأمور وسيئها فبينما يدخل علماء مصريون التاريخ من خلال حدث هو الأول في تاريخه البشرية هبوط المركبة " فيله" في المهمة الفضائية "روزيتا" علي سطح مذنب بحثاً عن إكتشاف جديد ...رقصت أبواق الإعلام وتغنت ب"عنتيل الغربية" وتجاهلت في حمق واضح هذه الخطوة الهامة والتاريخية لشباب العلماء المصريين الذين لا يعرفهم أحد ليس من العامه ولكن من المسئولين. تغنت وسائل الإعلام في الحديث عن "العنتيل" متناسية تأثير ذلك علي سمعة المجتمع المصري ،وبات التفنن والبحث عن بطولاته الجديدة هي الأمل والطموح ، من حق عصام حجي أن يبكي علي وطنه بعدما اصبحت كلمة "عنتيل" معادلة لكلمة الرجولة في مجتمعنا والتي كشفت ازمة يعاني منها المجتمع الذي سقطت عنه ورقة التوت ،في حين يتحدث حجي عن طموحات وأمال تكسر واقع ملأته أصوات الجهل والكراهية التي "بنت" للإحباط مقعداً وللجهل حصناً منيعاً بيننا ،يحتل العنتيل الصفحات الأولي ونشرات الأخبار وهو ما يعكس الوجه الحقيقي لمن يسكنون الان هذا الوطن . أقول لحجي لا تحزن كثيراً لأنك لو شاهدت الفيديو الكارثة الذي بثته إحدي الفضائيات لعرفت مستقبل هذا الوطن ولماذا تراجع ترتيب التعليم فيه لهذا المستوي . لم أصدق ما شاهدته بعيني من خلال إختبار في المعلومات العامه قامت به أحدي القنوات لا أعرف الجدوي من ذلك ولكنه أختار أنماط مختلفة كشفت عن حجم السذاجة والجهل احيانا ،وعليك بالتمحص في الإسئلة والردود وهي من عينة متي قامت ثورة 1952 ..في 23 يوليو الإجابة" مش عارف " مع أنها أجازة سنوية ، ما هي اضلاع الدائرة ..ثلاثة ..المصيبة أن المجيب طالب في هندسة بينما كانت المفاجأة من إحدي الطالبات عندما سؤلت عن الملك فاروق .. قالت " مش بتاع مسلسل سرايا عابدين " أما الطامة الكبري فكانت في سؤال من هم صحابة المصطفي عليه الصلاة والسلام والردود كالتالي قصدك عمر وعلي ومحمد ..يا ابني صحابة الرسول .." معلش افتكرتهم أصحابي " ، واخرون قالوا الزبيد بن العوام والخنساء ..هذه هي العينة يا دكتور حجي ..ماذا تقول بعد ذلك فالمتنبي قالها قبلك وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء . لمزيد من مقالات محمود صبرى