جذبتني إثارة العنوان: غضب ثقافي بسبب مستشار محلب. التحقيق أو الخبر المطول عن رفض الوسط الثقافي تعيين الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية مستشارا ثقافيا للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء. توقعت آراء كثيرة تحمل الاتفاق والاختلاف. حول تعيين الدكتور اسماعيل سراج الدين مستشارا ثقافيا لرئيس الوزراء.. لكن التحقيق قصر الغضب علي الصديق الدكتور يوسف زيدان. وجد في خطأ الاختيار ما يستدعي اعتزاله العمل الثقافي في مصر والوطن العربي. والانقطاع عن الكتابة في الصحف. وعدم المشاركة في التجمعات التثقيفية والصالونات الثقافية والندوات واللقاءات الفكرية. أذكر أني تابعت في أعقاب ثورة 25 يناير معركة سراج الدين وزيدان حول نزاهة الإدارة في مكتبة الإسكندرية. أسرفت وسائل الاعلام في تناول أبعاد الخلاف. وتحصن كل طرف بأعداد من العاملين للدفاع عن مواقفه. ثم اعتبرت القضية منتهية بصدور الحكم ببراءة د.سراج الدين من الاتهامات التي وجهت إليه. وتبع ذلك. أو سبقه. استقالة يوسف زيدان من عمله بالمكتبة. ولعلي تمنيت أن يزول الخصام بين سراج الدين وزيدان. فتتجه الجهود لتصبح المكتبة في عهدها الجديد في المكانة نفسها التي حظيت بها في القديم. من حق د.زيدان أن يتحفظ علي قرار تعيين د.سراج الدين في منصبه الجديد. بالاضافة إلي عمله كمدير لمكتبة الاسكندرية لكنني أتحفظ - في المقابل علي القول إن غضبه تعبير عن غضب المثقفين. مبعث تحفظي نسبة الرأي الواحد في حالتي الموافقة أو الرفض إلي جماعة المثقفين يتحول الرأي الشخصي إلي ظاهرة عامة. ولو في صورة العنوان المثير الذي طالعتنا به زميلة صباحية. ونتذكر أيام المدرسة عندما كان المدرس يوبخ طالبا لأنه لم يحسن المذاكرة. أو تأخر في دخول الفصل. أو يثير الشغب. يدعو الطالب زملاءه إلي الخروج في مظاهرة للدفاع عن مشكلته الشخصية. عن توبيخ المدرس لشخصه بدعوي أن ما حدث شأن بقية الطلاب. لا أعرف خلفيات تعيين د.سراج الدين في منصبه الجديد. وما إذا كان نتيجة ملاحظات في أداء بعض الوزارات. أو أنه يستهدف ضبط الأداء في المجالات التي اختير الدكتور سراج الدين مستشارا لها. من حق المثقف أن يعلن رأيه. يتفق ويختلف. وإن يظل الرأي شخصيا. قد يجد موافقة أو رفضا من اخرين. لكنه يظل في حدود الرأي الشخصي. إذاكنت أعتز بصداقتي لزيدان فإن اعتزازي المطلق بالحقيقة التي يجب أن يوضح من خلالها بواعث رفضه اختيار سراج الدين في منصبه الجديد. بل إنه أشار في تصريحه إلي رفض بقاء سراج الدين في عمله مديرا لمكتبة الاسكندرية. دون أن يحدد الاتهامات التي ربما لم توضع أمام القضاء. بحيث أصدر حكمه ببراءة سراج الدين! لا أضع نفسي في موقف المدافع عن سراج الدين. فأنا لا أعرفه شخصيا ولا أذكر أني التقيت به. في زياراتي المتباعدة للمكتبة لكن الغضب الذي أعلنه يوسف زيدان. وليس جماعة المثقفين يجب أن يستند إلي إدانات لوقائع محددة يساوي إغفالها إعلانه اعتزال الحياة الثقافية.