عشاق السلطة والمتطلعين إليها.. بين كل فترة وأخري يلجأون إلي حيل وخدع وأباطيل تستهدف شق الصف والوقوف في وجه وحدة المسلمين. تشويه متعمد وابتكارات تشتت الأمتين العربية والإسلامية وتسيء بأبشع الصور للدين الحنيف. وأصبح الاتجار بالدين علي كل لون ونسمع ألواناً مختلفة من الافتراءات التي تستهدف نشر الفتن وبعث الضلال والفرقة في نفوس أبناء مصر المتدينين بطبيعتهم خاصة الشباب. الاستعمار الحديث بأمريكا وأوروبا الغربية يحاولون استقطاب هؤلاء الذين يطلقون دعاوي الفتن تحت اسم وشعار براق ب "الإسلام السياسي" ومع شديد الأسف فإن هؤلاء الاستعماريين يحاولون بشتي الوسائل دعم هؤلاء تحت شعار هدف خبيث يتضمن تفتيت وحدة العالمين العربي والإسلامي وتحويله إلي دويلات بصورة تجعل من السهل الاستيلاء علي ثرواته ونهبها وما يجري حولنا بالعراق وليبيا واليمن أبلغ ودليل!! من ابتكارات هؤلاء الأدعياء الذين ينتسبون للإسلام مرة يخرجون علينا ب "هل صليت علي النبي اليوم" ويسعون لترويجها كلمة حق أريد بها باطل.. إذ ما الهدف في إطلاق هذا الشعار في تلك الأيام التي يموج فيها الوطن بالفتن والأراجيف التي تنطلق من تلك الجماعة الإرهابية التي انبثقت منها كل هذه الفرق. مرة جماعة التكفير والهجرة. وبيت المقدس. والجهادية إلي غير ذلك من المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان. وللأسف يجري الترويج لهذه البدعة الضالة بمختلف الألوان وطبع المنشورات وفي هذا الإطار انطلقت دعوة لرجال من السلفية الجهادية للخروج في مظاهر برفع أفرادها المصاحف خلال مسيرتهم ورغم أن البعض من هذه الجماعات متعددة الأطياف قد استنكر هذه الدعوة إلا أن "الفيس بوك" وما يطلقون عليه بأجهزة التواصل الاجتماعي لاتزال بها مساحات لدعوات الأفك والضلال "الاتجار بالدين" مصيرها البوار وسوف تبوء بالفشل كسابقتها!! حقيقة ما أشبه الليلة بالبارحة فقد انطلقت دعوة الخروج من جديد في هذا الزمن الرديء زمن الفتنة وتعدد الفرق المتناحرة التي يكفر بعضها البعض وترتكب من الأفعال التي تشوه الإسلام بأبشع الصور وما تفعله "داعش" بأرض الرافدين أبلغ دليل. ومن هذا المسلسل تلك الدعوة للجماعة السلفية الجهادية في حكاية رفع المصاحف خلال مسيرتهم يوم 28 نوفمبر الحالي.. تعيد هذه الدعوة للأذهان تلك الحيلة الماكرة التي ابتكرها الخوارج ضد الإمام علي خلال حربه معهم إبان الفتنة التي اجتاحت الأمة الإسلامية عقب مقتل ذي النورين عثمان بن عفان. إنها دعوة لتحكيم المصحف. وما اشتملت عليه آياته في هذا الخلاف. حيل وابتكارات تتضمن في ظاهرها بعض الحق. ووالله من أطلقوها ما يبتغون بها وجه الله وانما أرادوا بها الوصول إلي السلطة انهم يتكالبون عليها بشتي الحيل والابتكارات يلبسون الحق بالباطل ابتغاء الفتنة وشق الصف. منذ فترة ليست قصيرة عشت أياماً وشهوراً مع إحدي هذه الجماعات "جماعة التكفير والهجرة" التي كان يتزعمها شكري أحمد مصطفي وأتباعه الذي نري منهم رجالاً علي الساحة هذه الأيام ودون الخوض في أساليب هذه الدعوة التي استقطبت عدداً كبيراً من الشباب وارتكب شكري ورفاقه جريمة قتل فضيلة "الشيخ الذهبي" وزير الأوقاف الأسبق.. تصوروا أنه في إحدي المواجهات مع زعيم هذه الجماعة وذلك حين قال له المرحوم العميد مختار شعبان عضو يسار المحكمة العسكرية. وإذا أقيمت الصلاة في ظهر يوم الجمعة بالمسجد الحرام ألا تصلي مع جماعة المسلمين؟ فقال شكري في إجابته: لن أصلي؟ وحين سأله: لماذا؟ قال: لأن الجماعة لم تبسط سلطانها عليه؟! أرأيتم أن هدف هؤلاء هو الوصول إلي السلطة بأي شكل وبأي أسلوب تحت شعار الاتجار بالدين!! "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا"!! ولا شك أن هذه الدعوات يجب الوقوف في وجه دعاتها بكل الأشكال.. ونقول لهؤلاء: كفانا دعوات للإساءة للدين الحنيف. وتفتيت وحدة المصريين والعرب ولابد من تفنيد هذه الأباطيل والضرب علي أيدي دعاتها وليكن قول الله تعالي رائد الجميع: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" وقوله "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" ولله الأمر من قبل ومن بعد!!