هكذا يقول الاسلام الحنيف »دفع الضرر مقدم علي جلب المنفعة« ولو ان المنفعة محققة ببقاء الرئيس الدكتور محمد مرسي يقابلها ضرر لعموم المسلمين او حتي للبعض منهم فمن باب الشريعة الاسلامية ان ندفع الضرر. والضرر يتحقق في اثارة الشباب المتدين، اذ يدفعه تحريض غير عاقل الي التمسك بولاية الرئيس مرسي، وهذا معناه وقوع صدام بين هذا الشباب واخرين، والجميع مسلم، وقد يتقاتل الفصيلان، وفي هذه الحالة فاننا نعيش فتنة كاملة يجب منعها، ويجب وأدها قبل ان يسيل الدم المسلم بيد المسلم، وما اقوله لا يتجاوز حدود الفقه الاسلامي الحنيف الذي يحافظ علي الارواح، ويقدر ان من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا، وهذا ليس رأيا لكنه نص القرآن الكريم. احقنوا الدماء، يا شيوخ الجماعات، قدموا لشعب مصر نموذجا للوعي الاسلامي، عودوا للدعوة الي الله، ولان اراد الله سبحانه وتعالي ان يمكن الرئيس مرسي من الحكم فلن يمنعه احد، ولا يحتاج الي دماء تسيل لكي يثبت الرئيس مرسي، يا شيوخ الجماعات لقد سمعنا منكم توبة من الدماء التي سالت في الثمانينيات من القرن الماضي وتبرأتم من تصرفاتكم انذاك، بل قال احد قادتنا الافاضل انه صام شهرين تكفيرا عن قتل جنود اسيوط. احقنوا الدماء، فالظرف شديد الخطورة، ولو ان هذا الشعب كرهكم فكأنما تحكمون علي الدعوة بالموت، اذ كيف تتوجهون بالدعوة الي ناس يكرهونكم، وقد قال الله عز وجل: »ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك« صدق الله العظيم، لذا فأتوجه الي من يقرأ منكم ان يعود لصحيح الدين، تنازلوا عن قرار الصدام، وعالجو جروح تصرفاتكم، حتي لا تسقطوا الاسلام بتصرف اهوج ممزوج بالرغبة في البقاء، فلا يستطيع احد انتزاع الحكم، لان الملك بيد الله، يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء، والا فما فائدة المصاحف التي نقرأها ونحفظها وندعوه الله ان نكون من العاملين بها. احقنوا الدماء، واستحضروا مشاهد الفتنة الكبري التي اودت بحياة الالوف من المسلمين تحت نزعة الحكم، وأعملوا المبدأ الفقهي الرصين: دفع الضرر مقدم علي جلب المنفعة.