بعد مرور مائة يوم علي تولي د. عصام شرف مسئولية الحكومة.. هل نجحت حكومة الثورة في رأب الصدع في العلاقات المصرية - الافريقية بعد سنوات طويلة من القطيعة والإهمال.. في عهد النظام السابق. توجهنا بهذا السؤال إلي عدد من الخبراء المتخصصين. في البداية يؤكد د. محمود أبوزيد وزير الموارد المائية والري الأسبق ورئيس مجلس المياه العربي والخبير العالمي في إدارة المياه أن فترة المائة يوم التي تولي فيها د. عصام شرف المسئولية هي مرحلة فارقة في التعاون بيننا وبين دول الحوض وخاصة اثيوبيا.. مشيراً إلي أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء إلي هناك أعطت دلالة كبري في التعاون والتقارب بين البلدين حيث إنها أرجأت بناء سد الألفية.. كما أنها استطاعت أن تشعر الافارقة بأن مصر معهم وليست ضدهم. أوضح د. أبوزيد أن سد الألفية لن يؤثر علي حصة مصر مستقبلاً.. موضحاً أنه أدلي بهذا التصريح مراراً وتكراراً. أضاف الوزير أنه يمكننا الاستفادة من هذا المشروع عن طريق التعاون في البناء عن طريق إقامة المحطات الكهربائية وكذلك إدارة المشروعات وإدارة المياه. أضاف الوزير أن مصر سائرة في الطريق السليم وأن المرحلة القادمة سوف تشهد مزيداً من التعاون بين دول الحوض. أكد د. أحمد جويلي وزير التموين الأسبق أن هذه المرحلة تشهد توجهاً جاداً نحو دعم العلاقات المصرية الافريقية عامة والعلاقات الاقتصادية والزراعية والمائية بصفة خاصة. قال إن هذا يتطلب تكثيف الجهود المبذولة في مجال إعادة صياغة السياسة الاقتصادية المصرية تجاه دول القارة الافريقية وتعزيز دور المؤسسات العامة في هذا المجال وهذا التوجه تفرضه طبيعة التطورات العالمية بين دول الحوض التسعة وهي مصر والسودان واثيوبيا وكينيا وأوغندا وتنزانيا والكونغو الديمقراطية وروندا وبورندي.. ومازال المشوار طويلاً. أضاف أنه ظهرت أهمية العلاقات الاقتصادية بين مصر وهذه الدول خلال المائة يوم من تولي د. عصام شرف مقاليد رئاسة الحكومة باعتبارها عوامل ذات تأثير بالغ علي المستقبل الاقتصادي والسياسي لدول الحوض. أكد د. جويلي أن هذه التطورات تستوجب القيام بدراسات علمية لتوصيف وتحليل الخلافات الاقتصادية بين مصر والدول الافريقية بهدف استشراق الآفاق المستقبلية بالتعاون الاقتصادي والزراعي المصري الافريقي والآفاق المستقبلية للعلاقات المائية بين مصر ودول الحوض بصفة خاصة. أكد المستشار عبدالعاطي الشافعي رئيس جمعية حراس النيل أن زيارة د. عصام شرف إلي اثيوبيا فتحت مجالات للتفاوض.. مؤكداً أن افريقيا لديها المياه والأراضي والثروات وليست لديها خبرة في الزراعة وإدارة الموارد المائية. قال إن التواجد المصري ضروري وأن حكومة الثورة خطت خطوات إيجابية في سبيل التعاون بين البلدين. استطرد الشافعي قائلاً: لا نريد للحماس أن يفتر بل لابد وأن يكون مستمراً دوماً مطالباً وزير الموارد المائية والري د. حسين العطفي أن يكرر زيارته لدول الحوض وأن يستثمر مناخ الثورة الدافع ويعرض الأفكار المصرية ورؤي التقارب للاستثمار لكي يعود علي البلاد بالرخاء. ويؤكد د. سعد نصار الخبير العالمي أن أكبر انجازات الثورة هي العودة إلي افريقيا بعد أن حرم النظام السابق الشعوب من التقارب وبناء جسور الثقة. أضاف أن المائة يوم التي تولاها د. عصام شرف اثمرت حتي أن لغة الحوار تغيرت. أشار د. نصار إلي أن وزارة الزراعة ممثلة في الحكومة الحالية وضعت استراتيجية جادة للتعاون وأولي الخطوات هي الزراعة في السودان وإيفاد الخبرات إلي دول الحوض.. وأكبر دليل علي ذلك إقامة المحطات البحثية والوقود المستمرة من مركز البحوث الزراعية لقياس التربة هناك.. موضحاً أنه بعد مرور مائة يوم فإن حكومة د. عصام شرف نجحت في تحقيق التقارب بيننا وبين دول الحوض.. حتي أن لغة الحوار تغيرت كثيراً عما قبل وأصبح المواطن الافريقي أكثر تقارباً عما ذي قبل. أما الدكتورة عفاف زكي عثمان الاستاذة بالمركز القومي والباحثة في الشئون الافريقية فتؤكد أن نجاح الثورة هو الذي قاد الحكومة للتفاوض وفتح آفاق جديدة.. مشيرة إلي أن ما تحقق في المائة يوم أكثر مما تحقق في 30 سنة خلال العهد البائد. أضافت أنه آن الأوان لغلق صفحة الماضي والتعاون المستمر وأنا أري أن حكومة الثورة سائرة في الطريق الصحيح وزيارة د. عصام شرف فتحت مجالات عدة للحوار وإننا في انتظار الكثير. طالبت د. عفاف باستثمار الفرص من خلال وزارة الشباب بإيفاد رحلات شبابية في الصيف إلي دول الحوض وأن تتم دعوة العلماء الافارقة وشبابهم للتعارف عن قرب عن أخلاقيات الشعب المصري الذي هو جزء من الشعب الافريقي ليخلق مد جسور من الثقة بين البلدان. قالت د. منيرة يحيي سليمان الاستاذة بالمركز القومي للبحوث والباحثة في الشئون الافريقية.. إن أقصر طريق للقضاء علي التواجد الإسرائيلي في دول الحوض هو إقامة المشروعات المشتركة بين البلاد الافريقية فيما بينهم. أضافت أن المائة يوم أضافت الكثير في لغة الخطاب حيث شعر الافارقة بأن لغة التعالي قد اندثرت وبدأت لغة جديدة قائمة علي الحب الصادق. أكدت أن العصر السابق أذاق الشعوب مرارة الفراق وآن الأوان لكي تتعاون. أضافت: أننا علي استعداد لتقديم أي دعم علمي من أجل بلادنا ومستعدون لتعاون غير محدود مع دول الحوض من أجل التواجد الإسرائيلي ونحن لدينا العقول والافكار والسواعد القادرة علي هذا وسوف يشهد التاريخ بأن ثورة 25 يناير هي العلامة الفارقة.