أصبح نقص التمريض بالمستشفيات الجامعية بالإسكندرية أزمة مزمنة تهدد بتعطيل تشغيل المستشفيات الجديدة وتسفر عن تردي حالة الخدمة الصحية التي تقدم للمرضي بالمستشفيات التي تخدم أكثر من أربعة محافظات وهي: الإسكندرية والبحيرة ومطروح وكفر الشيخ وذلك بعد عزوف خريجي مدارس التمريض لحضور تكليفاتهم بالمستشفيات الجامعية لنقص الرواتب المالية بها بالمقارنة بمستشفيات القطاع الخاص وتفضيلهم لدفع الغرامة التي لم تتجاوز ال 300 جنيه مقابل عدم حضورهم التكليف. ويدفع ثمن هذه الأزمة في النهاية المرضي الذين لا تجدون الخدمة الطبية المطلوبة لانقاذ حياتهم. قامت "المساء" بجولة علي المستشفيات الجامعية للتعرف علي مساعي المسئولين لحل هذه الأزمة. وفي البداية يقول الدكتور هشام زكي مدير مستشفي برج العرب الجامعي: بأن أزمة التمريض بالمستشفي أسفرت عن عدم تشغيل جميع الأقسام بالمستشفي التي لا يعمل به سوي قسم العيادات الخارجية ووحدة العلاج الطبيعي فقط وذلك نظراً للنقص الذي نعاني منه في التمريض بالرغم من تجهيز جميع الأقسام العلاجية بالمستشفي بأحدث الأجهزة. لاقتاً بأن اجمالي عدد التمريض بالمستشفي 12 ممرضة ولكن الطاقة الفعلية للتمريض بالمستشفي ثمانية ممرضات فقط وذلك بعد أن تقدمت أربعة ممرضات باجازة وضع ثم تابعوها باجازة رعاية طفل. لافتاً بأن المستشفي يغلق أبوابه في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً لعدم استطاعته العمل طوال ساعات اليوم في ظل نقص التمريض. وأضاف الدكتور محمود صقر مدير مستشفي الطواريء بسموحة بأن المستشفي يحتاج إلي 200 ممرضة علي الأقل لتشغيله ولكن حالياً لا يوجد بها سوي 40 ممرضة فقط وذلك ما يسفر عن عدم تشغيل المستشفي بكامل طاقته لافتاً بأن المستشفي به أربع غرف عمليات ويجب لكل غرفة منها أربع ممرضات علي الأقل في الفترة الواحدة وفي حالة تشغيله طوال ال 24 ساعة أي عمل ثلاثة فترات يجب توفير 12 ممرضة لكل غرفة. وأضاف صقر: بأنه قرر الاستعانة بممرضات بنظام العقد السنوي ومحاسبتهم مالياً بالساعة حيث تقرر صرف مقابل الساعة الصباحية 8 جنيهات وساعة السهر النوبتجية 10 جنيهات وذلك لجذب أكبر عدد ممكن من الممرضات لسد العجز الذي يواجه المستشفي وذلك بعد عزوف خريجي مدارس التمريض للخضوع لتكليفهم بالمستشفيات لضعف الرواتب بها وذهابهم للعمل بمستشفيات القطاع الخاص لقلة ضغط العمل بها وزيادة رواتبها. وأكد الدكتور أسامة أبو السعود مدير المستشفي الرئيسي الجامعي علي ان المستشفيات الجامعية بالإسكندرية تعاني من ضغط كبير من المرضي بكونها تخدم ما يزيد عن 60% من أهالي محافظات اقليم الإسكندرية بالإضافة إلي نقص كبير في الامكانيات ومن أهم هذه الامكانيات النقص في التمريض بكونه من أهم عناصر تقديم الخدمة الطبية والعلاجية. وصرح الدكتور أسامة إبراهيم رئيس جامعة الإسكندرية السابق بأنه قرر استيراد مجموعة من أعضاء هيئة التمريض من كوريا لسد العجز بالمستشفيات الجامعية ولكنه فوجيء برفض نقابة التمريض في الوقت الذي يعزف فيه خريجو مدارس التمريض عن العمل بالمستشفيات التي تعاني من نقص كبير في تمريض غرف العمليات. ويقول الدكتور محسن عجوة مدير عام الخدمات الطبية بالمستشفيات الجامعية بأن الأزمة تكمن في عدم قيام المسئولين علي التخطيط في السنوات السابقة بإعداد كوادر للتمريض برغم ان ثروة مصر الحقيقية هي الثروة البشرية ولكنهم لم يتم تأهيلهم جيدا. وأضاف عجوة أن حل هذه الأزمة يحتاج إلي صدور مجموعة من القوانين والتشريعات الجريئة منها عدم السماح لخريجي مدارس التمريض بتسلم شهادة ممارسة العمل إلا بعد خضوعها للعمل مدة خمس سنوات داخل المستشفيات الجامعية أو مستشفيات وزارة الصحة. بينما تؤكد سامية زغلول مدير هيئة التمريض بمستشفي برج العرب الجامعي بأن أغلب خريجي مدارس التمريض يرفضن استلام تكليفهن بالعمل بالمستشفيات الجامعية لتدني الاجور بها ويفضلن العمل بالقطاع الخاص. موضحة بأن الراتب الشهري لخريجة المدرسة بالمستشفي الجامعي لم يتجاوز ال 700 جنيه ولكن في القطاع الخاص يصل إلي ثلاثة آلاف جنيه. وأضافت هبة السيد أحمد ممرضة بمستشفي برج العرب الجامعي بأن خريجي مدارس التمريض مرغوب تخصصهت في العمل بالدول العربية وهو ما يجعل أغلب الشباب من خريجي مدارس التمريض للسفر والعمل بها ولكن الفتيات يفضلن العمل بالقطاع الخاص لقلة حالات المرضي وضغط العمل بها بالإضافة إلي زيادة رواتبها. وتؤكد منال عبدالسلام ممرضة بمستشفي الأميري الجامعي بأن الممرضة بالقطاع الخاص تكون مسئولة عن حالتين أو ثلاثة علي أقصي التقديرات ولكن بالمستشفيات الجامعية تكون الممرضة مسئولة عن أكثر من عشرة أسرة في وقت واحد.