تعاني جميع المستشفيات من نقص في عدد الممرضات في جميع التخصصات وقد وصل العجز الي40 ألف ممرضة ويرجع ذلك الي المشاكل التي تعانيها ملائكة الرحمة في المواصلات وضعف الأجور ونظرة المجتمع لهن. تحقيقات الاهرام رصدت المشاكل التي تعاني منها الممرضات وكيفية حلها ومواجهتها. رغدة محمد ممرضة بأحد المستشفيات الحكومية تقول إن المرتبات ضعيفة جدا كذلك الحوافز والبدلات مقارنة بالمستشفيات الخاصة والاستثمارية, كما ان النوبتجيات الليلية لا تناسب اغلبنا خاصة المتزوجات لانه يتعارض مع تربية الاطفال. وأضافت أن أجهزة الاعلام شاركت في تشويه الصورة الذهنية للمرضة من خلال المسلسلات والأفلام والبرامج ايضا مما أدي الي تقليص اقبال الفتيات للدراسة أو مزاولة المهنة. وتؤكد راندا حسين ممرضة ان اهم المشاكل التي تواجهها هي وزميلاتها ان المواد التي يتم تدريبها خلال فترة الدراسة ليس لها علاقة بالواقع العلمي فعلي سبيل المثال يتم تدريبنا علي طرق منع انتقال العدوي بالامراض وعند التطبيق في المستشفيات لا نجد اي مستلزمات تساعدنا علي الوقاية ونلجأ الي شرائها علي نفقتنا الخاصة. وتري ميادة عبد العزيز انه يتم تحميل الممرضة أعباء أكثر من طاقتها حيث تعمل أكثر من12 ساعة يوميا نظرا لنقص العدد الذي تعاني منه كل المستشفيات كما تصاب في كثير من الأحيان بأمراض المهنة كآلام في الظهر والتي قد تصل الي الغضروف نتيجة الوقفة الطويلة أو التنقل بين غرف الأشعة والتحاليل لمساعدة المرضي. وتضيف جهاد الجندي ممرضة اننا نعاني سوء معاملة من المرضي والزائرين والمرافقين لانهم يعتقدون ان الممرضة مجرد خادمة لذلك نطالب وسائل الاعلام بتحسين صورتنا وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي ترسخت عند الأسر المصرية بأن الممرضة دائما خادمة أو لقيطة. العجز.. ومخالفة المعايير وتؤكد الدكتورة كوثر محمود نقيب عام التمريض ان عدد الممرضات العاملات في القطاع الحكومي62 ألفا والمسجلين في النقابة تقريبا200 ألف ممرضة وهناك300 ممرضة اجنبية يعملن في المستشفيات الكبري كواجهة مشيرة الي ان العجز في عدد الممرضات يصل الي40 ألف ممرضة. وتري اننا نخالف معايير التمريض العالمية حيث انه من المفروض ان كل ممرض ملتزم برعاية5 مرضي في الاقسام العادية ومريض واحد في الرعاية المركزة ولكن الوضع الحالي مختلف تماما فكل ممرض يلتزم برعاية أكثر من8 مرضي وفي الرعاية المركزة يلتزم برعاية3 مرضي مما يؤثر سلبا علي المريض ويؤخر احتمال شفائه بالاضافة الي ان الممرضة تبذل قصاري جهدها دون مقابل مجزي. هجرة وتوضح الدكتورة كوثر ان هجرة الممرضات للعمل في القطاع الخاص أو الدول الاوروبية ترجع الي تدني الحوافز والمرتبات بالاضافة الي الضغط النفسي والمعنوي الذي تعانيه. وطالبت بضرورة تطبيق المعايير العالمية والأخذ بها خاصة عند عملية تطوير المناهج والعمل علي اعلام وتثقيف الناس بأهمية التمريض والدور الذي يلعبه في نهضة الطب وأشارت الي ان الفئة التي تقبل علي الالتحاق بالتمريض هي الفئة ذات المستوي الاقتصادي المنخفض لذلك تتحكم بهن الظروف الاقتصادية ومن ثم يلجأن الي الهروب للخارج نظرا لارتفاع الرواتب أو العمل في القطاع الخاص لذلك بدأنا في عمل توسع رأسي وأفقي خاصة في المحافظات النائية ووجه قبلي وبدأنا في عمل فصول للذكور وتكثيف حملات إعلامية لتحسين صورتهم في المجتمع وتأهيلهم من خلال دورات في وزارة الصحة والنقابة عن أخلاقيات مهنة التمريض ومهارات التواصل بالإضافة الي وضع استراتيجية لتطوير التعليم والمناهج وتحسين المظهر العام( يوني فورم) بالإضافة إلي وضع قانون لمزاولة المهنة وقانون عمل يعرض علي مجلس الشوري ليوفر حماية المهنة من عمل أي شخص غير مؤهل فيها كذلك التحدث مع وزير التعليم العالي للتوسع داخل المعاهد الجامعية لتغطية العجز من خلالهم. وتطالب الحكومة ووزارة المالية بدعم الكادر وزيادة الحوافز والرواتب لجذب الكوادر وعدم هروبهم للخارج. فكرة إسماعيل سلام دكتور عادل شفيق رئيس قسم الحضانات, بمستشفي الزاوية العام يؤكد أن جميع مستشفيات القاهرة تعاني من نقص التمريض ويرجع ذلك لفكرة اقترحها الوزير الأسبق إسماعيل سلام وهي زيادة سنوات الدراسة في الدبلوم من ثلاثة سنوات إلي خمسة وبالتالي يصبح لدينا دفعتان غير موجودتين لمدة عامين متتالين بالإضافة إلي الظروف الخاصة كالجواز والولادة وانتقالهم للعمل بالمستشفيات الخاصة حيث الرواتب المغرية. ويشير إلي أن الممرضة هي العامل الرئيسي في نجاح العديد من العمليات فهي التي تساعد الطبيب وترعي المريض بعد العملية وتراقب صحته وعلي الرغم من هذه الأهمية فإن الوضع المهني للممرضة في مصر سييء جدا بعكس الممرضات في الدول العربية والأوروبية وهذا يرجع إلي عدم الاهتمام بالممرضة وتدريبها وتثقيفها ودراستها للأساليب الحديثة في مجالها لتحسين جودة الرعاية الصحية للمريض. ويضيف الدكتور عادل إن قصر العيني قام بتجربة ناجحة في زيادة عدد الممرضات من خلال تدريب دفعة من دبلوم التجارة لمدة9 أشهر خاصة أن البنات خريجات التمريض بعد التخرج لا يعملن إلا بعد خضوعهن لفترة تدريب فأغلبهن حاصلات علي15 أو25% فمجاميعهن ضعيفة وبالتالي استيعابهن ضعيف ويعتمدن بعد التخرج علي فترة التدريب العملي بالمستشفي ثم اعطائهن شهادة تؤكد خبرتهن في المجال إلا أن ذلك الاقتراح تم رفضه بعد خروج المعارضة قائلين إننا نسلم المرضي لبنات غير مؤهلات. ويقترح حلا آخر وهو أن جميع مدارس التمريض تعمل سبت واحد واثنين نظري وثلاثاء وأربعاء وخميس عملي وبالتالي الفصول تكون خاوية لذلك اقترح بإدخال دفعة جديدة في أيام العملي تدرس النظري وفي أيام النظري تدرس العملي وبالتالي نعمل علي مضاعفة عدد البنات الخريجات كذلك تحسين رواتبهن وبدلاتهن سيسهم في حل الأزمة وعدم هروبهن للعمل في الخارج. عدد ونوعية الخريجات وتؤكد الدكتورة بهيبة أحمد فؤاد رئيس الإدارة المركزية للتمريض سابقا أن عدم وجود أعداد كافية من خريجات كليات ومعاهد التمريض أحد أهم أسباب عجز الممرضات في المستشفيات فلا يوجد توازن أو تكافؤ في عدد خريجات مدارس التمريض الملتحقات بالإعدادية والمعاهد المتخصصة التي تخرج ممرضة ذات كفاءة عالية في رعاية مرضي السرطان والنساء والتوليد أو الرعاية المركزة. متسائلة لماذا عندما يصدر قرار بتحسين وضع الأطباء أو زيادة رواتبهم لا يسري علي جميع العاملين في الخدمة الصحية خاصة ان الممرضات أولي بذلك فالطبيب قادر علي إقامة عيادة خاصة به بالإضافة لعمله في المستشفي لكن الممرضة لا تقوي علي فعل ذلك.. لذلك فهي أولي في زيادة راتبها وحوافزها. نظام التعليم وتشير دكتورة عفت كامل مدير عام التمريض سابقا ورئيس جمعية أصدقاء الممرضة المصرية الي ان مشكلات الممرضات كثيرة واذا إخذنا أحدها علي سبيل المثال فنجد ان مشكلة التعليم أهمها فمنذ عام1954 كان نظام التمريض بعد دراسة الثانوية العامة يتم تدريس4 سنوات في الجامعة ثم سنة امتياز وبدأ المستوي الجامعي في ازدياد من بعد كلية واحدة الي ان أصبح حوالي20 كلية ومعهد تمريض ثم ظهر نظام الالتحاق بالثانوية بعد الإعدادية مباشرة وهو نظام ضعيف جدا ويتخرج فيه ممرضات لا يصلحن لممارسة المهنة خاصة وان مسئولية رعاية مريض كبيرة عليها وليسن علي درجة من الوعي تؤهلهن للعمل في هذه المهنة لذلك نطالب بإلغاء نظام الاعدادي تدريجيا ونضع خطة لمدارس التمريض لان هناك مدارس لا تصلح لذلك ونعمل علي رفع مستواها لمعاهد فنية ونتوسع في تعليم التخصصات وفتح الشعب تكون مدتها علي الأقل سنتين بالاضافة الي اختيار معلمين مؤهلين للتدريس للطلبة بما يجعلهم قادرين علي تطويرهن ومساعدتهن لمواكبة ماهو حدث في مجال الطب لذلك يجب ان يتم اختيار اساتذة معدين فنيا وتربويا وتثقيفيا لأنه ليس من السهل ان يقوم أي أحد بتدريس التمريض. آليات الجودة وتوضح الدكتورة زينب لطفي عميد كلية تمريض عين شمس سابقا أن مناهج التدريس متطورة في تدريس التمريض الجامعي عن ذي قبل مشيرة إلي أن كلية التمريض بجامعة عين شمس حصلت علي الجودة عام2011 لان مناهجنا تعتمد علي آليات الجودة من خلال اتباع طرق منظمة الصحة العالمية في وضع الامتحانات والتقويم وأساليب التعليم حيث إننا عند إنشاء معاهد التمريض خضعنا لاشراف منظمة الصحة العالمية واتخذنا نفس مناهج التمريض الجامعي بالولايات المتحدةالأمريكية مؤكدة أن هناك اقبالا شديدا من الطالبات علي الالتحاق بالكلية وقد وصل مجموعها الي96% ليس حبا في المهنة وإنما لعدم توافر فرص بالعمل وحاجة السوق إلي الممرضة نتيجة العجز الشديد في اعدادهن.