من هيبة الفصل تبدأ إعادة الهيبة والاحترام للعملية التعليمية برمتها! نعترف بأن هيبة الفصل ضاعت وتبعثرت علي يد أطرافها! المدرس والتلميذ وناظر المدرسة أو مديرها! فإذا أردنا للتعليم إصلاحاً فيجب أن نعيد للفصل هيبته! أما لماذا الفصل؟ لأن فيه تبدأ العملية التعليمية وفيه تنتهي! الفصل الذي يشمل: المعلم والتلميذ والحصة المدرسية. المعلم هو حجر الزاوية وعودة هيبة المعلم هو عودة لأهم عناصر التعليم الجيد. وهيبة المعلم تبدأ في الأساس من عودة احترامه لنفسه ولتلاميذه ولمهنته.. ومن أساسيات الاحترام للمدرس - زمان - هو ما يرتديه.. كان المدرسون يرتدون زياً رسمياً "يونيفورم".. البدلة كاملة وربطة العنق وهذه كانت من ضمن آليات احترام المدرس لنفسه والتلاميذ لمدرسهم. وقد تحسنت أحوال المدرس المادية كثيراً عما قبل ما الذي يجعل البعض منهم - وليس كلهم - ومنذ الحصة الأولي يلمح لتلاميذه بالدروس الخصوصية التي لا يجب أن يلجأ إليها إلا أقل القليل من قليلي الاستيعاب - وبعضهم يسمح لتلاميذه بزغزعته بأن يطلبوا هم الدروس الخصوصية.. عايزين درس خصوصي يا أستاذ! ايضا التلميذ شريك في عودة الهيبة إلي الفصل.. كما أن للأسرة دوراً في تهيئة ابنها أنه ذاهب للمدرسة ليتعلم.. وإلا لماذا هذا العناء. وحمل الكتب والأوراق والأقلام والشنطة المتضخمة. فإذا لم تكن المدرسة أهلاً للعلم فلماذا الذهاب إليها أصلاً؟ ولو أن التعليم هو الدرس الخصوصي.. فلنلغ مدارسنا أصلاً وما ننفقه علي انشائها ويتكلف المليارات. أما الحصة المدرسية التي يجب أن يكون شريكاها الطالب والمدرس علي قدر المسئولية وفي قمة الانتباه والتفاعل.. المدرس يعطي عن اقتناع وتلميذه يتفاعل معه عن حب.. ووقتها لن يكون لسان حال المعلم: "عنُّه ما فهم"! ولا لسان حال الطالب: وأنا مالي.. درس الخصوصي في انتظاري!! في إمكاننا العودة بهيبة الفصل إلي ما كانت عليه زمان.. بالنية الصادقة والعزم الأكيد.. وإحساسنا الجمعي بأننا نبني مصر الجديدة. وعلي هامش الموضوع.. لماذا يضايق بعض المدرسين أن يستعين الطالب بالكتاب الخارجي؟.. تري يستعين الطالب بالكتاب الخارجي - الذي لا يتعدي ثمنه ثمن حصة واحدة درس خصوصي - أم يستعين بالمدرس الخصوصي؟ الكتاب الخارجي مجرد عامل مساعد يعود له التلميذ أو الطالب إذا استغلقت عليه مسألة ما.. هو مرجع مساعد للكتاب المدرسي ومدرس الفصل. يبقي علينا أن ننبه أن ما كتبناه أعلي يخص في الغالب التعليم الأساسي أما ما يجري في المدارس الثانوية الآن فحدث ولا حرج فقد انعدمت هيبة الفصل تماماً بانعدام غياب أطرافها: الطالب والمدرس والحصة نريد من المسئولين في التربية والتعليم ابتداء من السيد الوزير إلي السيد المدير أن يطلعوا علي الغياب والحضور يومياً.. حيث لا يحضر أحد ومنذ بداية العام الدراسي وليس نهايته.. قد يكون الحضور في السنة الأولي الثانوية فقط.. أما ثانية وثالثة فلا يوجد أحد! إذا لم يتم الالتفاف لظاهرة عدم حضور طلاب المدارس الثانوية وحلها علي الفور فقل علي العملية التعليمية برمتها السلام! ہہہ * جاءتني رسالة من القارئ سمير إبراهيم عبدالوهاب حول ما أثرناه الأسبوع الماضي من إطلاق اسم حسن البنا مؤسس الجماعة التخريبية علي أحد شوارع مدينة 15 مايو يطلب فيها إطلاق اسم الشهيد مصطفي نصار ابن مدينة 15 مايو الذي اغتالته يد الغدر الإخوانية منذ شهور في كمين 15 مايو علي الشارع الذي يحمل اسم حسن البنا.