انتهت المهلة التي حددتها دول الخليج لراعية الإرهاب في المنطقة الكيان المسمي تجاوزا "بدولة" قطر وبدأت عمليات الطرد لقيادات جماعة الاخوان الإرهابية الهاربين من مصر بعد ثورة 30 يونيو. في نفس الوقت أعلن الأخ رجب "الحنجوري" الشهير بأردوغان استعداده لاستقبال تلك القيادات في وقت وصفت المعارضة التركية تلك التصريحات بأنها تسبب الكثير من المشاكل مع دول ذات ثقل اقليمي مثل مصر والسعودية والامارات. أما مصر فالشعب المصري من جانبه أدرك أن الخليفة المنتظر "سابقا" أردوغان كان كل همه اعادة الامبراطورية العثمانية إلي الشرق الأوسط ليصبح خليفة المسلمين وكان الطريق سيظل ممهدا لو استمر الاخوان في الحكم وبذلك يشكل امبراطورية ستجعل لعاب دول اوروبا يسيل ولم لا؟ وهي تلك الامبراطورية التي كانت ستحتوي المتطرفين والإرهابيين وستمتلك أيضا البترول والثروات العربية والسوق الكبيرة باعتبار اننا كشعوب عربية مستهلكون بطبعنا. كل ذلك كان سيجعل اوروبا تفتح أبوابها لتنضم تركيا للاتحاد الاوروبي بعد قرون طويلة من الكفاح حتي ينسي العالم مذابح الأرمن الشهيرة. لذلك فإن تراجع الدور التركي في المنطقة سيعني ضياع استثمارات ضخمة.. وتقليص معدلات النمو الناتجة عن تلك الاستثمارات القادمة إليهم من اكبر الدول الداعمة لمصر مثل الامارات والسعودية والكويت وهو ما لن يقبله الشعب التركي الذي مازال ينظر إلي رجب طيب أردوغان علي انه صانع نهضة حقيقية في بلادهم رغم عدم صحة تلك الرؤية اقتصاديا لأن جانبا كبيرا من تلك النهضة قائم علي الاستدانة من الخارج وبمبالغ ضخمة تشكل عبئا علي ميزانية الدولة. أما المدعو تميم أمير عزبة قطر فقد ووجه بمعارضة عنيفة في زيارته قبل يومين لألمانيا إلي حد وصفه بالديكتاتور الدموي الذي يدعم تنظيم داعش بالمال باعتبار أنه تنظيم مشترك في الأهداف والافكار مع جماعة الإخوان الإرهابية التي دعمها بكل قوة ومازال الا ان الضغوط الخليجية عليه جعلته يفتح أبواب قطر لكي يغادر أعضاء الجماعة الهاربون إلي أي دول أخري ترعاهم وليس مستبعدا ان يساهم بشكل غير مباشر في القبض علي هؤلاء القيادات واعادتهم لمصر بعد ان شعر بأن الغضب العربي تجاهه شخصيا وتجاه تنظيم داعش والاخوان الإرهابيين تصاعد إلي الحدود التي تطالب بالقضاء عليهم جميعا وها هو العالم ينتفض لينذر بمصير مشابه تماما لمصير تنظيم القاعدة. اذن نحن امام متغيرات سياسية عصيبة فخاضها بكل المقاييس سيكون في صالح النظام المصري الجديد الذي تبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما أعلن اكثر من مرة انه لن يقبل بالتدخل في الشأن المصري ولن يقبل المساس بأمن الخليج واذا اقتربت داعش من مصر فسوف تقطع ارجلهم ولن يكون مصيرهم إلا السحل في شوارع المحروسة. فقط علينا الصبر والعمل الدءوب حتي تسترد مصر عافيتها وبعدها ستعود لنا قيادتنا وريادتنا للمنطقة.