أعلن وزراء الخارجية المجتمعون في جدة أمس الخميس التزامهم المشترك للوقوف بوجه التهديدات التي يجسدها الارهاب بكافة أشكاله للمنطقة وللعالم بما في ذلك ما يدعي "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق". جاء ذلك في البيان الختامي لأعمال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا بمشاركة وزير خارجية الولاياتالمتحدةالامريكية الذي عقد في جدة أمس وخصص لبحث موضوع الارهاب في المنطقة والتنظيمات التي تقف وراءه وسبل مكافحته. أشاد المشاركون في الاجتماع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة معربين عن دعمهم للخطوات الفورية التي تعهدت بأن تتبناها للدفاع عن مصالح جميع المواطنين العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الطائفية أو العرقية. كما ناقش المجتمعون استراتيجية القضاء علي تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق" في كل مكان سواء في العراق أو في سوريا وأكدوا التزامهم بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم "2170" مشيرين إلي قرار جامعة الدول العربية رقم "7804" الصادر في 7 سبتمبر الجاري وإلي التداول حول تنظيم الدولة الاسلامية في العراق خلال قمة حلف شمال الاطلسي في "ويلز". أضاف البيان ان الدول المشاركة اتفقت علي أن تسهم كل دولة في الاستراتيجية الشاملة لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وهذه ا لمساهمة تشمل منع تدفق المقاتلين الاجانب من دول الجوار ووقف تدفق الاموال لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والجماعات المتطرفة الاخري ورفض ايديولوجيات الكراهية لدي تلك الجماعات الارهابية ومحاسبة المسئولين عن ارتكاب الفظائع ووضع نهاية لتهربهم من القانون والمساهمة في جهود الاغاثة الانسانية وكذلك مساعدة المناطق السكانية التي تعرضت لفظائع.. تنظيم الدولة الاسلامية في العراق" وذلك من خلال إعادة الاعمار والتأهيل ودعم الدول التي تواجه التهديد الاكبر من هذا التنظيم وحين يكون الأمر ملائما المشاركة في أوجه العمل العسكري المنسق ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق. وأكدت الدول المشاركة أن دول المنطقة تؤدي دورا محوريا في هذه الجهود. من جانبه أكد وزير الخارجية سامح شكري في كلمة ألقاها في الاجتماع انه لا يخفي علي أحد أن الجماعات الارهابية رغم ما يبدو من اختلاف ظاهري في مدي تطرفها واهدافها في كل بلد تشكل شبكة واحدة من المصالح وتدعم بعضها البعض معنويا بل وماديا عند الحاجة وهو انعكاس لكونها وليدة نواة واحدة وهي ايديولوجية التطرف والكراهية وعدم قبول الاخر. أضاف شكري انه فرض علي مصر خلال الفترة الماضية أن تتعامل مع هذه الظاهرة علي المستوي الداخلي وقد حققنا بالفعل نجاحات مهمة في هذا الصدد كان لها اثرها الايجابي المستمر حتي الآن علي المستويين القومي والاقليمي بدأت من نجاح ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2014 في التخلص من حكم جماعة الاخوان التي مثلت دوما العباءة الايديولوجية التي خرجت من تحتها الجماعات الارهابية علي مختلف مشاربها ثم مواجهة ردود الفعل الارهابية علي هذا القرار الشعبي التاريخي والتي انعكست في العمليات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية والتي راح ضحيتها العشرات من المصريين وما زالت مصر ملتزمة بالقضاء نهائيا علي هذا الخطر. أكد أن دحر هذا الخطر الارهابي في مصر وفي كل البلدان التي أطل عليها الارهاب بوجهه القبيح يتطلب دعم حلفائنا واصدقائنا المشاركين في هذا الاجتماع فليس من المنطق في شيء ان نحشد مواردنا لهزيمة داعش بينما تحجب هذه الموارد عن مصر وهي تخوض معركة ضد ذات العدو المشترك علي أراضيها. وأكد شكري أن انتشار الجماعات الارهابية بالشرق الاوسط بصفة عامة اصبح خطرا ملحا يهدد حاضر ومستقبل دولنا وشعوبنا وقد ثبت مجددا بما لا يدع مجالا للشك انه يمثل تهديدا صريحا للامن والسلم علي المستويين الاقليمي والدولي. أما الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية فقد أكد ان اجتماع جدة شكل فرصة جيدة لبحث ظاهرة الارهاب من كل جوانبها والبحث في مسبباتها والحرص علي الخروج برؤية موحدة لمكافحة الارهاب عسكريا واستخباراتيا وسياسيا وفكريا. وأضاف الفيصل - في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الامريكي في ختام اجتماع جدة - ان الاجتماع اكد ضرورة التعامل مع الارهاب من منظور استراتيجي شامل لا يقتصر علي دولة واحدة بل يمتد إلي التعامل مع الارهاب الذي يضرب بأطنابه في كل من ليبيا ولبنان وسورياوالعراق واليمن والتي أصبحت ملاذا لهذه التنظيمات وشركائها وخصوصا فيما يتعلق بتدفق السلاح والعتاد إليها. قال إنه تم كذلك البحث في أهمية تقاسم المسئوليات لمكافحة الإرهاب والقضاء علي التنظيمات الإرهابية مؤكدا أن أي تحرك أمني ضد الإرهاب لابد أن يصاحبه تحرك جاد نحو محاربة الفكر الضال المؤدي إليه وقطع التمويل عنه.