تحت عنوان "الإقصاء هو الحل" نشرت صحيفة الأخبار حواراً مطولاً يوم الاربعاء الماضي مع الدكتور جمال زهران المنسق العام لتحالف العدالة الاجتماعية الذي يعرف بتحالف قوي الثورة ويضم - طبقاً لما قال - 26 تكتلاً حزبياً وحركة سياسية وثورية.. وفي هذا الحوار يشرح د. زهران وجهة نظره مؤكداً أن تبني سياسة الإقصاء هو الحل "لأنه بدون إقصاء رموز نظامي مبارك والإخوان وبدون حل الأحزاب المتأسلمة والأحزاب التي احتضنت رموز نظام مبارك لن يكتب لثورتي 25 يناير و30 يوينو النجاح". وطبقاً لما قال ايضا د. زهران فإن التحالف الذي يتحدث باسمه ينتمي إلي الفكر اليساري القومي وله 4 دعائم أساسية هي: العدالة الاجتماعية. والتنمية الشاملة. والحرية الديمقراطية. وتحقيق الاستقلال الوطني من خلال تحرير الإرادة المصرية وتحرير القرار السياسي وإلغاء التبعية. وإلي جانب الدعوة إلي تأجيل الانتخابات البرلمانية عاماً علي الأقل حتي يتم إعداد البيئة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية لهذه الانتخابات يطرح د. زهران 6 مطالب علي النحو التالي: * العزل السياسي لرموز نظام مبارك والإخوان. * حل الأحزاب السياسية المتأسلمة وعددها 22 حزباً. * حل الأحزاب السياسية التي تضم رموز نظام مبارك. * قيام وسائل الإعلام الرسمية في الدولة.. الإذاعة والتليفزيون والصحافة باستبعاد أي رمز من رموز مبارك من الظهور أو الحديث أو الكتابة لأنهم يشكلون استفزازاً للشعب. * إصدار تشريع يجرم بعقوبة السجن المؤبد لكل من يري أن ما حدث في 25 يناير 2011 و30 يونيه 2013 ليس بثورة. * إصدار تشريع يجرم بالسجن المؤبد والإعدام كل من يوجه إهانة للشعب المصري باعتباره جاهلاً أو غير ناضج ديمقراطياً أو غير واع أو ساذجاً أو أنه يشتري بالزيت والسكر والصابون. عندما قرأت هذه المطالب دار في ذهني سؤال أريد أن أطرحه علي الدكتور زهران أستاذ العلوم السياسية وكل من يدور في فلكه ويتبني رأيه.. بل أطرحه علي القراء جميعاً: كيف تستقيم الدعوة إلي الإقصاء السياسي مع مبدأ الحرية والديمقراطية الذي يتبناه تحالف العدالة الاجتماعية؟! وكيف تسمح لنفسك بأن تفرض رؤيتك علي المجتمع ثم تتحدث عن الحرية والديمقراطية؟!.. وماذا لو تبني تحالف آخر الدعوة إلي إقصائك سياسياً بدعوي تخوين اليسار أو تكفيره؟! الدعوة إلي الإقصاء تتناقض تماماً مع الحرية والديمقراطية.. الحرية لا تتجزأ والديمقراطية لابد أن تتسع للجميع تحت راية القانون والدستور.. ومن يستخدم سلاح الإقصاء اليوم سوف يكتوي بناره غداً.. هكذا علمتنا الأيام. لعلنا نتذكر جيداً أن الحياة السياسية في مصر شهدت تقلبات هائلة علي مدي 60 عاماً مضت كانت فيها التحالفات تتحرك من اليمين إلي اليسار مثل الكثبان الرملية.. ومع كل تحول تتغير التحالفات وكل فريق يحاول إقصاء الآخر.. كل القوي شاركت في جريمة الإقصاء وكلها وقعت ضحية للإقصاء.. وقد كان واجباً أن نتعلم من التجارب أنه لا أمل لنا في الحرية والديمقراطية إلا بالتعايش السلمي بين الجميع تحت راية القانون والدستور. بعد ثورة 25 يناير علت دعوات الإقصاء.. وفي أول برلمان بعد الثورة ايضا علت دعوات الإقصاء.. وحتي في الصحف ووسائل الإعلام ظهر مزايدون كثيرون يطالبون بالإقصاء.. لكن العقلاء هم الذين تصدوا لهذه الدعوات الهدامة.. ورفعوا لواء "مصر لكل المصريين".. وسوف يستمرون في رفعه.