كنت ومازلت أعتقد ان اليسار المصري من القوي الوطنية المؤثرة في تاريخ هذا الوطن وقد جمع عددا من الرموز التي شاركت في تحرير عقل هذا الشعب والدفاع عن قضايا الحرية والعدالة في سنوات الانفتاح والنهب والخصخصة. غاب دور اليسار امام قطاعات كثيرة كان يمثل لها الفكر والحماية.. وقد وصلتني هذه الرسالة من الأستاذ عبد الغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الإشتراكي تعقيبا علي ما كتبت حول محنة اليسار المصري في السنوات الأخيرة. ... لك كل الشكر والتقدير لاهتمامك بالوضع الراهن لليسار المصري, ويبدو أنك تكتب عن محنته وفي ذهنك شخصيات معينة تواطأت مع نظام مبارك في حين أن اليسار المصري أوسع من ذلك بكثير. نعم اليسار المصري في أزمة لكنه بدأ بالفعل يتجاوزها وهو يولد من قلب ثورة 25 يناير التي شارك في الدعوة إليها من خلال حركة شباب من أجل العدالة والحرية وهي واحدة من الحركات الشبابية الخمس الداعية لها, كما شارك في أحداثها مع القوي الوطنية والشعبية الأخري, حيث تأسس يوم 10 فبراير 2011 حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الذي نجح في جمع أكثر من ستة آلاف توكيل وضم في صفوفه مئات من شباب الثورة منهم أحمد حرارة وخالد عبد الحميد وخالد السيد كما ضم مئات من قيادات من جيل الوسط منهم وائل جمال والفنان خالد الصاوي ووائل خليل فضلا عن شيوخ اليسار وفي مقدمتهم د. عمرو محيي الدين, د. محمود عبد الفضيل, د. أمنية رشيد, د. إبراهيم العيسوي وهم جميعا قامات شامخة. وخاض الحزب انتخابات مجلس الشعب الأخيرة حيث حصل علي ما يقرب من مليون صوت وفاز ستة من مرشحيه بعضوية البرلمان, وإلي جوار حزب التحالف تأسس الحزب الاشتراكي المصري وحزب العمال الديمقراطي. إن اليسار المصري بدأ يخرج من أزمته ويخوض معارك النقابات المهنية ومعارك الفلاحين من خلال قيادات نقابية يحدونا أمل كبير أن تسود المجتمع المصري قريبا قيم الحرية والعدالة الإجتماعية. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة