.. وقرئ بمصر

ع الطريق

"إيه اللي وجاب القطيفة للصوف"..؟! كان ذلك ردي علي صديقي عندما فاجأني وادهشني باجابته عن سؤالي عمن يحبهم من اصوات قراء القرآن لا أدري من صاحب المقولة العبقرية "نزل القرآن بالحجاز وقريء بمصر وطبع في بيروت".. وايضاً لا أدري ما السبب الذي جعلني اتطرق للحديث عن أولئك الذين ازدانت اصواتهم بالقرآن وازدادت جمالاً وعذوبة بتلاوته؟!
والمقصود بالقطيفة هو الشيخ محمد رفعت رئيس دولة التلاوة. فصوته مخملي. له ملمس القطيفة بنعومتها وقوتها. يخرج القرآن من فيه سلساً ومفسراً.. يمس شغاف القلب. أول من قرأه مجوداً. ولم يجد الزمان بشبيه له أو مقلد واما الطبلاوي فهو المقصود بالصوف . فصوته قوي وجهوري وخشن . مخارج الفاظه سليمة جداً. أبرع واقدر من قرأ أسماء الله الحسني خواتيم سورة "الحشر" من بعد عمنا المنشاوي..
ان مصر لم تقرأ القرآن فقط .. بل علمته للعالم. فهي كانت - ولا تزال - ترسل بسفراء القرآن إلي شتي أنحاء الأرض مقرئين ومعلمين.
أول من قرأه بالمسجد الأقصي كان الشيخ أبو العينين شعيشع. تحسبه أحد الذين عاصروا النبي - صلي الله عليه وسلم- وأخذوا منه القرآن غضاً طرياً كعبدالله بن مسعود رضي عنه. اعشق من شعيشع تلاوته الحية من سورة آل عمران ومن الصوت الفخيم الشيخ عبد العظيم زاهر إلي الصوت الرخيم الشيخ محمود خليل الحصري. أول من رتل القرآن في الأمم المتحدة. وقاعة ايوارت بلندن وصاحب المصاحف المختلفة عن حفص وورش والدوري وغيرهم.
أما عبقري التلاوة الشيخ مصطفي إسماعيل. اسلوبه منفرد جداً في التلاوة. ينتقل بين النغمات والمقامات بسهولة ومهارة فائقة. ما أروعه في حفلاته. تلاوة في القصور الملكية أيام فاروق وأول من قرأه في الكنيست الإسرائيلي اثناء رحلة السادات إلي القدس.
نأتي إلي جبل الخشوع الملقب بالشيخ محمد صديق المنشاوي. الذي يشعر بما يقرأ. تراه حزيناً اثناء تلاوته لآيات العذاب. ومسروراً وهو آيات الثواب تعانقت اذتي وتربيت عليه منذ صغري. صوت ملائكي به عذوبة نادرة. وأجمل تلاواته كانت في المسجد الأموي التي قرأ فيها من سورتي يوسف ومريم. يعشق الناس منه قصار السور فهو ابرع من قرأها . إنه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.
الركب طويل والمساحة قصيرة. ولكن لابد من ذكر البنا القارئ الشجي عاشق القراءة بورش في حفلاته والمبدع في تلاوة البقرة والأنبياء والنجم والقمر. أما منصور الشامي الدمنهوري فهو الصوت الدامع كما لو كانت حنجرته في عينه. كذلك لا ننسي الصوت الملكي صوت الشيخ عبد الفتاح الشعاعي. وأيضا الشيخ البهتيمي اللهم ارحمنا بالقرآن واجعله لنا اماماً ونوراً وهدي ورحمة. اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته آناء الليل واطراف النهار واجعله لنا حجة يارب العالمين.