سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غداً مساء جديد شكراً للرئيس أوباما .. علي إعفائنا من ديون المليار دولار.. ولكن: صندوق المشروعات والشركات .. أهم وأبقي أبداً .. أبداً .. شعوب الكتلة الشرقية "سابقاً" ليست أفضل منا لقد عملوا جميعاً .. وأنتجوا .. فانضموا للاتحاد الأوروبي!
عندما انهار سور برلين في التاسع من نوفمبر عام "1989" .. لم يتصور أحد .. أن هذا الانهيار.. سوف يكون فاتحة خير ليس علي 17 مليون ألماني فقط.. بل علي كل الشعوب الذين تضمهم دول ما كانت تسمي بالكتلة الشرقية. لقد انتقلت تلك الشعوب من غياهب الجب.. إلي آفاق النور. والضياء. والأمل خلال سنوات قليلة..! *** أنا شخصياً عشت حياة الألمان فيما وراء سور برلين من الناحية الشرقية وهي حياة صعبة بكل المقاييس حيث عاني الناس من الفاقة والقهر. والاستبداد نظراً لتحكم الاتحاد السوفيتي السابق في شئونهم السياسية. والاقتصادية. والاجتماعية من خلال قادة "أتباع" يؤمرون.. فيطيعون..! وقد كنت أتعجب مثلي مثل غيري.. أن يقوم العديد من الألمان الشرقيين بمحاولات يائسة كل يوم لعبور السور نحو برلينالغربية.. المدينة الصافية.. النابضة بالحركة. والحياة. والحب. والمساواة بين البشر.. رغم يقينهم بأن تلك المحاولات جزاؤها .. "الضرب بالنار" .. ومع ذلك.. فلم يتوقفوا أبداً.. لعل وعسي..! نعم .. كان منهم من يكتب له القدر النجاة.. فيسب ويلعن.. "النظام الشيوعي" الذي يسيطر علي بلاده متمنيا أن يجيء اليوم الذي يذهب فيه بلا رجعة..! وقد كان .. ! *** نفس الحال بالنسبة للآخرين.. رومانيا .. بلغاريا .. تشيكوسلوفاكيا.. المجر..! لقد كان الرومانيون يقدسون رئيسهم نيكولاي شاوشيسكو الذي حكمهم بالحديد والنار.. فقد كمم الأفواه.. وأقام هوة شاسعة بين أعضاء الحزب الشيوعي وباقي أبناء الوطن.. وطبق برنامجا للتقشف استمر سنوات وسنوات.. حيث أطفأ أنوار الشوارع.. ووزع الطعام والشراب بالكوبونات والبطاقات.. وخصص الدخل الأكبر من السياحة له. ولأفراد عائلته. وأعضاء حزبه..! لذا .. لم يكن هناك بد من أن يثور الرومانيون ثورة عاتية ضد شاوشيسكو ليحاكموه محاكمة عاجلة.. أردوه بعدها قتيلاً.. جنباً إلي جنب زوجته "المتسلطة" والتي أثرت ثراء شاسعا..! بعد سقوط شاوشيسكو تفرغ الرومانيون لاعادة بناء بلدهم.. فأقاموا حكما ديمقراطياً.. ولم يعد اختيار الرئيس من جانب الحزب الشيوعي الأوحد.. بل يتم انتخابه انتخاباً حراً مباشرا.. واتفقوا علي أن تصبح جمهوريتهم.. ذات نظام نصف رئاسي.. وبالتالي نجحت بعد سبع سنوات في الانضمام للاتحاد الأوروبي الذي نعلم أنه يفرض شروطاً صعبة.. لكل من يطلب عضويته..! *** .. والحال في بلغاريا.. لايختلف كثيراً.. فقد وجد أهلها أنفسهم في قبضة شيوعيي الاتحاد السوفيتي عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية ليتحول مجتمعهم إلي مايشبه الآلة الصماء التي لاحراك لها حتي لاحت بشائر الخير عام "1989" لتجري بعد أقل من عام أول انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ولتحدد مدة الرئاسة بخمس سنوات تجدد لمرة واحدة فقط..! وعكف البلغار علي القيام باصلاحات سياسية. واقتصادية. واجتماعية أهلتهم للانضمام للاتحاد الأوروبي عام "2007". *** قصدت من ذلك تبيان حقيقة واضحة أن الناس في أي مكان بالعالم إذا اخلصوا. وتفانوا في أداء عملهم. ورسخوا انتماءهم لوطنهم يوما بعد يوم.. فسوف يحولون المستحيل إلي ممكن..! نحن في مصر.. طالما ضربنا كفوفا بكفوف متسائلين في دهشة. وحسرة. وأسي: * كيف تستطيع دول الكتلة الشرقية التي طالما ذاق أبناؤها الأمرين في معيشتهم.. وفي حركاتهم وفي سكناتهم.. أن يصلوا إلي ماوصلوا إليه خلال فترة وجيزة من الزمن.. بينما نحن لانكاد نقدر علي التقدم خطوة واحدة إلي الأمام..!! السياسة "جامدة ومتجمدة".. والاقتصاد ينهار.. والعلاقات الاجتماعية بين الناس.. تزداد تمزقاً مع طلعة كل صباح.. وللأسف.. كانت تأتينا اجابات.. أشبه بالكليشيهات لاتتغير ولاتتبدل..! *** لذا .. مع تقديرنا.. للرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أعلن بالأمس الأول عن إعفائنا من مليار دولار ديوناً علينا.. إلا أن دعوته لإنشاء صندوق للمشروعات والشركات للاستثمار في مصر علي غرار ماحدث بالنسبة لأوروبا الشرقية.. هي الركيزة التي ينبغي علينا تنميتها.. ودعمها.. والعمل علي إنجاحها.. واضعين نصب عيوننا تجربة كتلة أوروبا الشرقية.. مع الأخذ في الاعتبار.. بأن هذا الصندوق لن يحقق نجاحا إلا بفضل مجهوداتنا.. ومواصلتنا الليل بالنهار من أجل زيادة الانتاج في شتي مجالات الحياة..! قد يكون ال2 مليار دولار التي هي رأس مال الصندوق قليلة نسبياً.. إلا أن تكاتف أيادينا.. كفيل بمضاعفة هذا المبلغ رويداً.. رويداً..!! صدقوني .. ليس الرومانيون.. أو البلغار .. أو المجريون أفضل منا..! بالعكس .. فمنهم أصحاب موارد محدودة.. وأناسهم ليسوا أكفأ. ولا أكثر ذكاء منا..! كل ماهنالك .. أنهم اتفقوا علي تعويض السنوات العجاف بالجهد. والعمل.. فزرعوا.. وحصدوا.. حتي كان لهم ما أرادوا..!