الصين تدعو لاتخاذ إجراءات ملموسة لدفع حل الدولتين ووقف إطلاق النار بغزة    من هم «بنو معروف» المؤمنون بعودة «الحاكم بأمر الله»؟!    أول رواية كتبها نجيب محفوظ وعمره 16 سنة!    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    انتخابات مجلس الشيوخ.. الآليات والضوابط المنظمة لتصويت المصريين فى الخارج    "الزراعة" تنفيذ 286 ندوة إرشادية والتعامل مع 5300 شكوى للمزارعين    وزارة التموين تنتهى من صرف مقررات شهر يوليو 2025 للبقالين    ميناء سفاجا ركيزة أساسية في الممر التجاري الإقليمي الجديد    عبدالغفار التحول الرقمي ركيزة أساسية لتطوير المنظومة الصحية    وزير الإسكان يُصدر قرارًا بإزالة 89 حالة تعد ومخالفة بناء بمدينة الشروق    قبول دفعة جديدة من الأطباء البشريين الحاصلين على الماجستير والدكتوراه للعمل كضباط مكلفين بالقوات المسلحة    تنسيق الجامعات.. تفاصيل الدراسة ببرنامج الهندسة الإنشائية ب"هندسة حلوان"    إدارة الطوارئ في ولاية هاواي الأمريكية: إغلاق جميع المواني التجارية بسبب تسونامي    محمد السادس: مستعدون لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر    تحليل جديد: رسوم ترامب الجمركية سترفع نفقات المصانع الأمريكية بنسبة 4.5%    الخارجية الأمريكية: قمنا بتقييم عواقب العقوبات الجديدة ضد روسيا علينا    33 لاعبا فى معسكر منتخب 20 سنة استعدادا لكأس العالم    لم نؤلف اللائحة.. ثروت سويلم يرد على انتقاد عضو الزمالك    إصابة طفل نتيجة هجوم كلب في مدينة الشيخ زايد    انخفاض تدريجي في الحرارة.. والأرصاد تحذر من شبورة ورياح نشطة    جدول امتحانات الشهادة الإعداية 2025 الدور الثاني في محافظة البحيرة    البترول: السيطرة على حريق سفينة حاويات قرب «جنوب شرق الحمد»    التصريح بدفن جثة طفل لقى مصرعه غرقا بإحدى الترع بمركز سوهاج    حفل جماهيري حاشد بالشرقية لدعم مرشح حزب الجبهة بالشرقية    ليلى علوي تعيد ذكريات «حب البنات» بصور نادرة من الكواليس    فقد الوعي بشكل جزئي، آخر تطورات الحالة الصحية للفنان لطفي لبيب    عزاء شقيق المخرج خالد جلال في الحامدية الشاذلية اليوم    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    قافلة طبية توقع الكشف على 1586 مواطنا في "المستعمرة الشرقية" بالدقهلية (صور)    محافظ الدقهلية:1586 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية بقرية المستعمرة الشرقية بلقاس    فتح باب التقدم لاختبارات الدبلومات والمعاهد الفنية للقبول بكلية الهندسة    حظك اليوم الأربعاء 30 يوليو وتوقعات الأبراج    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    "البترول" تتلقى إخطارًا باندلاع حريق في غرفة ماكينات مركب الحاويات PUMBA    البنك العربى الإفريقى يقود إصدار سندات توريق ب 4.7 مليار جنيه ل«تساهيل»    جدول مباريات بيراميدز في الدوري المصري الممتاز الموسم الجديد 2025-2026    وزير الثقافة: جوائز الدولة هذا العام ضمت نخبة عظيمة.. ونقدم برنامجا متكاملا بمهرجان العلمين    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    الدقيقة بتفرق في إنقاذ حياة .. أعراض السكتة الدماغية    يسمح ب«تقسيط المصروفات».. حكاية معهد السياحة والفنادق بعد قضية تزوير رمضان صبحي    تنسيق الجامعات 2025 .. تفاصيل برامج كلية التجارة جامعة عين شمس (مصروفات)    منافسة غنائية مثيرة في استاد الإسكندرية بين ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقى العربية.. صور    الخارجية الباكستانية تعلن عن مساعدات إنسانية طارئة لقطاع غزة    إنجاز غير مسبوق.. إجراء 52 عملية جراحية في يوم واحد بمستشفى نجع حمادي    الجنايني يتحدث عن مفاوضات عبد القادر.. وعرض نيوم "الكوبري" وصدمة الجفالي    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    عاجل- ترمب: زوجتي ميلانيا شاهدت الصور المروعة من غزة والوضع هناك قاس ويجب إدخال المساعدات    نبيل الكوكي يقيم مأدبة عشاء للاعبى وأفراد بعثة المصرى بمعسكر تونس    عمرو الجناينى: تفاجأت باعتزال شيكابالا.. ولم أتفاوض مع أحمد عبد القادر    عيار 21 الآن يسجل رقمًا جديدًا.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 30 يوليو بعد الانخفاض بالصاغة    تنسيق المرحلة الثانية 2025.. موعد الانطلاق والمؤشرات الأولية المتوقعة للقبول    التفاصيل الكاملة لسيدة تدعي أنها "ابنة مبارك" واتهمت مشاهير بجرائم خطيرة    سبب غياب كريم فؤاد عن ودية الأهلي وإنبي وموعد عودته    الجنايني عن شروط عبدالله السعيد للتجديد مع الزمالك: "سيب اللي يفتي يفتي"    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الخارجية يكشف أسرار الدبلوماسية المصرية
نشر في أخبار مصر يوم 08 - 07 - 2007

فتح وزير الخارجية أحمد أبوالغيط قلبه وعقله ل"الجمهورية".. كشف العديد من أسرار الدبلوماسية المصرية وخبايا الهجوم عليها في الوقت الذي تشهد فيه عددا من القضايا الحيوية لحظات بالغة الحرج والصعوبة..
ورد الوزير في الحوار الذي أداره الكاتب الصحفي محمد علي إبراهيم رئيس التحرير بكل صراحة علي كل الملاحظات والاتهامات ملقيا الضوء علي نقاط الالتباس وأسباب اختلاف الرؤي والتفسيرات.
حذر وزير الخارجية من وقوف مجموعات ذات جدول أعمال خاص لا علاقة له بالمصلحة المصرية ولا بالأمن القومي تروّج لمقولات عن تراجع الدور المصري عربيا وتقزمه أفريقياً ودولياً.. أكد أن مصر لن تهدر مواردها الاقتصادية خلف أوهام النفوذ والسلطان مشدداً علي أن الاعتبارات التي كانت تحكم العمل في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي قد انتهت ومضت أيامها بلا رجعة..
شدد الوزير علي أن انفجار العديد من الأزمات في وقت واحد علي الصعيدين العربي والدولي جعل الموقف أكثر تعقيدا.
ونفي أن يكون هناك صراع أو سحب للنفوذ بين مصر ودول عربية أخري. موضحاً التنسيق الكامل في مختلف القضايا والتشاور المستمر حول القضايا الحيوية خاصة مع السعودية وسوريا.
كشف الوزير أن مصر لم تفاجأ بما حدث في غزة ولكن الدهشة كانت من حجم الغل والظلم والقتل بين الفصائل الفلسطينية.. أكد أن موقف مصر ثابت ولم يتغير في ضرورة الحوار الفلسطيني- الفلسطيني. ووقف القتال والمصالحة لأن القضية تمر بأخطر لحظات المستقبل.
قضايا عديدة أخري عربية ودولية وعلاقات مصر بالقوي الكبري والإقليمية وحقيقة التحركات المصرية إزاءها وما يتعرض له المصريون في الخارج من مشكلات فرضت نفسها علي الحوار التالي الذي شارك فيه الزملاء عبدالوهاب عدس وحمدي حنضل ومحمد اسماعيل ومحمد الفوال ومجاهد خلف.
* رئيس التحرير: يتساءل الشارع والرأي العام المصري بعد أن أصبح لديه حالة من التشتت بسبب زعم صحف مختلفة بأن الدور المصري يتراجع إقليميا وعربيا وأفريقيا وأصبحت مصر مهمشة وليس لها دور في القضية الفلسطينية وعلي الرغم من عدم اقتناعي بما تكتبه هذه الصحف وكتبت ذلك في مقالاتي فلماذا لا يرضي الشعب علي صورة مصر الخارجية التي تحكمها عناصر أخري غير وزارة الخارجية وهل ثقل مصر تأثر بأزمات اقتصادية تمر بها وآمل أن نبدأ بأفريقيا؟
** أبوالغيط: ثقل مصر موجود بقوة والأجندة الخاصة للبعض تروج لأكاذيب.. من يتحدث عن دور مصر وتدهوره واضمحلاله هو يروج لهدف آخر يستهدف الوضع العام لمصر داخليا وخارجيا وهذه حقيقة مؤكدة ففي الجمعية العامة في شهر مايو 2006 في انتخابات حقوق الإنسان إحدي الدول أعطت مصر صوتها علي الرغم من أنها ليست مرشحة لهذا المجلس فرأيت مجموعة من المقالات والأحاديث تقول كيف تدهور الدور المصري حتي وصل للحصول علي صوت واحد أبلغت الناس جميعا وقمت بالاتصال بكل من كتب عموداً قلت له لم يحدث هذا واستمر التصميم علي أن دور مصر تدهور والقصة الأخري عند حدوث اتفاق مكة أسرع الجميع واعتبروا أن هذه نهاية البشرية هناك أمثلة طرحوها لتدهور الدور.. لا توجد إلا في عقل هذه المجموعة ذات جدول الأعمال الخاص ولكن وأنا كوزير خارجية مصر مسئول عن كل ما أقوله إذا كان الدور المصري في نظرهم أن أضع 80 ألف فرد من قواتنا المسلحة خارج الأرض المصرية فأنا آسف لن أعمل هذا والدولة المصرية ترفض ذلك ولو كان الأمر هو أن نترك 10000 شهيد مصري علي أرض غير مصرية لن أعمل ذلك. ولو كان تواجد أفراد عسكريين مصريين بمقاتلات مصرية ودبابات موجودين علي الأرض العربية أو الأفريقية للبحث عن الدور لن أعمل هذا. هذا لا يعني أنه في هذه الفترة التي كان فيها هذا الدور والتواجد العسكري والمجموعة الكبيرة من الشهداء والدبابات والطائرات وكل ما هو في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت سياسة خاطئة لوجود اعتبارات والتحولات التي لم تعد موجودة اليوم بمعني أنه لو هناك حركة تحرير وطني ومصر تخلفت عنها اليوم يصبح الرد أن الدور فقد لكن لا توجد حركة تحرير وطني وكل الدول استقلت عدا القضية الفلسطينية وبالتالي هؤلاء الذين يرددون الأيام العظيمة التي كنا نجول ونصول نقول إن هذه الأيام مضت إلي غير رجعة لأن العالم تغير.. لا توجد حركة تحرير وطني وبالتالي البندقية المصرية لن ترسل إلي حركة تحرير لكن يذهب مكانها الطبيب والخبير والمتخصص المصري.
نحن وأفريقيا
يتحدثون أن الدور المصري تأقزم في أفريقيا.. أرد وأقول إن هذا غير حقيقي واتحدي من يقول لي اليوم ان مصر كان لها 400 خبير مصري علي الأرض تمول عملياتهم عام .1975
وأتحدي من يقول إن هناك 100 طبيب مصري يعملون من الخزانة المصرية علي الأرض الأفريقية ولكن إذا قيل لي كان فيه 1000 بندقية ترسل أقول لك نعم ولن أرسل بنادق فالدور يختلف باختلاف الظروف والمرحلة.
مصر لا تبحث عن نفوذ وإنما العدل للفلسطينيين والتنمية الأفريقية كان هناك علي الأرض الأفريقية قوتان عظيمتان إحداهما الولايات المتحدة والأخري الاتحاد السوفيتي كانتا تتنازعان السطوة والسلطان علي الأرض الأفريقية وكانت مصر من وجهة نظرنا تسعي إلي مساعدة طرف والشعوب الأفريقية علي التحرر وقد استقلت الشعوب الأفريقية بالفعل ولا ترغب في الحصول علي بندقية لكن ترغب في الحصول علي هذا الخبير وبالتالي اختلف الدور ونحن لا نبحث عن نفوذ ولكن نبحث عن العدل للشعب الفلسطيني والتنمية الأفريقية والاستقرار والسلام ومن يتصور أن مصر قادرة علي مواجهة كافة المشاكل المحيطة بهذا الإقليم بمواردها وإمكانياتها يصبح ظالماً للشعب المصري ولا يمكن أن نظلم شعب مصر بمعني لن نهدر موارد مصر وشعبها فيما يسمي النفوذ والسلطان لأن ابني وحفيدي له الأولوية لكن الاحترام والحصول علي تقدير الآخرين هو الذي أسعي إليه نتعامل مع القضية الفلسطينية بمنهج أن هناك حقاً للشعب الفلسطيني يجب أن يستعاد ونتعامل مع المشكلة السودانية بأن الكرة في ملعب الشعب السوداني لحل مشاكله وإذا استطاعت مصر أن تقدم ما تقدمه فهي قادرة أن تقدم في حدود إمكانياتها.
* الجمهورية: ماذا عن الجهود الآن علي الأرض؟
** أبوالغيط: نحفر في دارفور حاليا 40 بئرا كآبار تمد الشعب السوداني بملايين اللترات من المياه الجوفية.. هذه طاقة مصر قدمنا إلي كينيا 160 بئرا في الأعوام الخمسة الماضية.. نفتح في أوغندا قناة تسهل انسياب مياه النيل إلي البحيرة والأخيرة تقود في نهاية المطاف إلي النهر وبالتالي نفعل ما نفعل في حدود مواردنا.. ومنظمة الوحدة الأفريقية عندما أنشئت عام 1963 ب37 دولة والجنوب الأفريقي بكامله تحت الاحتلال والتفرقة العنصرية.. اليوم يوجد 53 دولة وهناك دول أكبر اقتصاديا من مصر مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا تعادلنا إذن الحديث عن فقدان الدور المصري أثق أنه يستهدف أجندة أخري وليس الصالح المصري ولا يفوتني هنا مأساة 67 فلا تكرار إلا للصالح المصري.
الانفجار الكبير
* الجمهورية.. لكن المواطن المصري عندما ينظر إلي القضايا الحيوية المرتبطة استراتيجيا بأمن مصر القومي في العراق والسودان وفلسطين ويجد أن هناك أطرافا أخري بعيدة عن المنطقة تلعب في هذه القضايا بما يجهض أو يرهق المحاولات المصرية لحل هذه القضايا؟
** أبوالغيط: انفجرت كافة المشكلات في توقيت واحد ومصر إذا طلب منها أن تتصدي لكافة هذه المشكلات في وقت واحد فإنها ستنفق كل مليم من ميزانيتها نحو تسوية المشكلات التي لن تسوي.. وإذا كنا نتحدث عن العراق وفلسطين ولبنان هذه ملفات لا يجب أن يسأل فيها صاحب القرار المصري وإنما تسأل شعوب هذه الدول ومصر تساعد بقدر الإمكان وفي حدود ما تسمح به الظروف لكن أنا لا أتفهم إطلاقا الاقتتال العراقي العراقي وتدمير المساجد في العراق ونقول علينا مسئولية.. عليكم أنتم مسئولية يا أهل العراق أن تمتنعوا عن هذا وذاك وعندما أري فلسطينياً يلقي من الدور ال12 في غزة الفلسطينية هذا أمر يرفضه أي إنسان عاقل وتتحدثون عن أطراف خارجية تلعب أقول نعم وأتفهم هذا وأراقبه وأرفضه وأتصدي له لكن الكيفية التي أتصدي لها هي في نهاية المطاف تتعلق بتقييم التدخل المصري هل هو صحيح أم خاطيء؟
أثق أن القرار المصري سوف يخرج مدعوما من قرارات عربية إلي بر الأمان.
البعض يقول إن هذه الدول تلعب من خارج الحدود نعم وتقصدون إيران والولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية والأخيرة جارة للعراق والأردن ولها مصالح والولايات المتحدة رضينا أم أبينا قوة عظمي علي الأرض في العالم وبالتالي يثور التساول كيف تصان المصالح المصرية ونحقق هدف السياسة المصرية وهو الأمن القومي المصري وتأمين مصر في هذا السياق؟ اعتقد أن مصر آمنة ولها علاقات جيدة بالولايات المتحدة وعلاقات أكثر قوة بالاتحاد الأوروبي واليابان والصين كما توجد علاقات طيبة للغاية بالدول الأفريقية ولم يعد هناك الجدل المصري العربي مثلما شاهدنا في فترات سابقة. أي أن علاقات مصر الخارجية بالغالبية العظمي من العالم تتسم بالتفهم والاستقرار والتعامل العقلاني الذي يبتعد عن الصدام وإذا حققنا هذا نستطيع أن نزيد من حجم الاستثمارات الخارجية التي تأتي للثقة في مصر واقتصادها واستقرارها وتأمين هذه الاستثمارات ومن وضع 9 مليارات دولار علي الأرض المصرية لا يتحرك بلا وعي وإنما يتحرك بكامل الوعي لأن رأس المال جبان كما درسنا في كلية الاقتصاد وعندما يأتي ب45 مليار جنيه مصري خلال ال9 أشهر الماضية فهو يري شيئاً لكن البعض منا لا يري هذا الشيء هم يرون استقرار مصر وأمانها وعند حضور 160 شركة تركية تقرر نقل عملياتها علي الأرض المصرية تتأكد بوجود عمالة جيدة ورخيصة وطاقة موجودة وهذا هو الأمن القومي المصري.. تأمين أوضاعي الخارجية بشكل يسمح لمليوني مصري يعملون في الأرض العربية لأنهم يرون أن مصر لا تتدخل في شئونهم الداخلية ولا ترسل وسط جالياتهم أناسا يسيئون إلي العلاقات وهناك 400 ألف مصري في الكويت وهو ما يعكس الاستقرار في العلاقات المصرية العربية.
* رئيس التحرير: كتبت مقالة قلت فيها إن دليل قوة مصر بأن لها علماً واحداً بعكس دول مثل لبنان!
** أبوالغيط: وسوف تبقي بعلم واحد.
مفاجأة غزة
* الجمهورية.. هل فوجئت مصر بما يحدث في غزة ومن حماس بصفة خاصة؟
** أبوالغيط.. بالنسبة للوضع في غزة نجد أن احتمالات الصدام الحمساوي الفتحاوي موجودة منذ انتصار حماس في الانتخابات ومن يتابع الجهود المصرية في استقبال قادة الفصائل والتحدث معهم ومحاولة بناء حكومة الوحدة الوطنية وتحقيق الاستقرار في العلاقة بينهم يقول إن المصريين رأوا منذ زمن أن هذا الاحتمال وارد وبالتالي الادعاء بأننا فوجئنا أقول لا لم نفاجأ ونعي احتمالات الصدام علي الأرض التي تستدعي تدخلا مصريا مباشرا من قبل الوفد الأمني المصري لجمع الأطراف علي الأرض للقاهرة وجاءوا بالفعل في الأسبوع السابق للصدام واندهشنا بحجم الغل والظلم والقتل من قبل الفلسطيني تجاه شقيقه الفلسطيني وأنهم يتجاوزون كل الخطوط الحمراء في إلقاء بعضهم البعض من الأدوار العليا من المباني شيء لا يحدث إلا من بشر فقدوا العقل وهذا في تقديري سبب الغضبة المصرية والشعب.
وبالنسبة لتحول الموقف المصري.. هذه قراءة خاطئة تماما للموقف المصري من تابع الموقف يجد أن مصر يوم 15 يونيو الساعة الثامنة مساء أصدرت بيانا من قبل مجلس الوزراء وقد اتفق عليه مع القيادة السياسية العليا يتحدث عن عناصر محددة وهي إدانة الاقتتال الفلسطيني- الفلسطيني أي إدانة حماس وفتح وإدانة الانقلاب العسكري.
إذن الموقف المصري تحدث عن الحوار الفلسطيني- الفلسطيني ولذلك عندما تحدث الرئيس مبارك في 25 يونيو عن الحوار فهو مسجل في البيان المصري يوم 15 يونيو أي قبلها بعشرة أيام وبالتالي الرئيس صدق علي هذا الكلام ودعا البيان كافة الفصائل الفلسطينية إلي الامتناع الفوري عن إطلاق النار واستخدام العنف ووقف نزيف الدم الفلسطيني والاحتكام لصوت العقل والمصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني والانضمام خلف المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية كما تدعو الحكومة المصرية الفلسطينيين جميعا إلي اعتماد الحوار سبيلا وحيدا لحل الخلافات إذن من يتحدث عن اختلاف بين توجهات الرئاسة والخارجية يقرأون خطأ ويمسك الوزير بيده نص البيان.. ويقرأ.. وتؤكد الحكومة أن مصر ستعاود العمل مع الفصائل الفلسطينية للتوصل إلي اتفاق حول خطة العمل الوطني تحقق المشروع الوطني الفلسطيني.. إذن الموقف لم يتغير وبالتالي هؤلاء الذين يقرأون ويقولون إن هناك تغييرا أقول لم يحدث تغيير.
الموقف المصري منذ اللحظة الأولي حتي هذه اللحظة ثابت علي عناصر محددة ومباديء معروفة متفق عليها.. حوار وإدانة ورفض الاقتتال والحفاظ علي البرنامج الوطني الفلسطيني مثلما قال مصطفي الفقي نكبة فنكسة فسقوط وضياع.. وعلينا أن نمسك بهذا السقوط والضياع ونحوله إلي جهد فلسطيني عربي مصري يؤمن القضية وكل كلمة في هذا البيان حصلت علي تصديق من أعلي سلطة في المجتمع المصري.
وبالنسبة لمستقبل الصراع الفلسطيني ندعو الله أن تهدأ النفوس والاقتتال.
المشكلة الحقيقية
* الجمهورية: المشكلة ليست في هدوء النفوس والاقتتال وإنما يكمن الخوف في أن تتدخل قوي خارجية تستقطب قوة من هاتين القوتين لصالحها؟!
** أبوالغيط: هذا يأتي في الحوار واجتماع شرم الشيخ أقر لكي ننقذ الوضع الفلسطيني من نفسه عن طريق الدفع في اتجاه التسوية السياسية لأن الفراغ الفلسطيني يهدد مستقبل القضية الفلسطينية ونحل هذا بالتركز علي التسوية السياسية وإعادة الحيوية لها أو محاولة إعادة الحيوية لها.
ومن الضروري أن نؤمن للشعب الفلسطيني في هذه الصدمة حقوقه وموارده وإسرائيل تحجز منهم 600 مليون دولار بإعادة هذه الأموال إليهم يستطيعون تنمية المجتمع في الضفة وغزة.
إذن هدف الدبلوماسية المصرية الإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة لدي إسرائيل للشعب الفلسطيني.
في دارفور
فيما يتعلق بدارفور والحديث عن الأمن القومي يمتد علي الأربعة محاور الرئيسية ونحن نتعامل مع كل محور طبقا لوضعه اقتتالا داخليا في السودان وعلي أنه حرب أهلية أما أن نتدخل لكي ننصر شقيقا علي شقيقه وليس فلسفتنا أن نضع 80 ألف جندي علي أرض عربية مرة أخري وما علينا سوي أن نعمل في اتصال مباشر مع الحكومة لتهدئة الأوضاع وتمكين السودان من التمتع بثروة بترولية كبيرة ثم نذهب للفصائل والكثير منها حضرت إلي مصر بدون إعلان ويتم الاتصال بها لأن هناك أطرافا يهمها إجهاض مثل هذه الجهود ونتساءل ماذا بعد بالنسبة للأمم المتحدة التي تعمل في ظل عملية سياسية ذات شقين حفظ سلام وتسوية سياسية إلي جانب بعد ثالث وهو البعد الإنساني مصر علي مدي عامين ونصف أرسلت 30 طائرة سي 130 بمعونات ومساعدات "أكل- أدوية- معدات" ومصر قررت حفر 40 بئرا في مكان واحد أي في دارفور والتي تعادل مساحة فرنسا حتي تعطي ملايين اللترات من المياه ومصر تركت حتي هذه اللحظة مستشفي مصريا علي الأرض السودانية في دارفور ممولا من الخزانة المصرية.. أما البعد السياسي مصر شاركت في كافة الاجتماعات التي عقدت حول دارفور علي مدي الثلاث سنوات الماضية ولم يعقد اجتماع إلا ومصر كانت تشارك فيه أما علي مستوي وزير الخارجية أومعاونيه ومساعديه وكان آخرها اجتماع الشهر الماضي في باريس وكان يشارك فيه مساعد أول وزير الخارجية.. وتستطيع أن تسألني الآن ولماذا لم يشارك وزير الخارجية المصري؟
أقول لك إن وزير الخارجية المصري كان يشارك في التسوية الفلسطينية في شرم الشيخ وبالتحديد 25 يونيه بمعني أننا في يوم واحد كنا مشتبكين علي مواجهتين وبالنسبة لموضوع عملية حفظ السلام في دارفور مصر طرحت علي الأمم المتحدة 100 ضابط عسكري للعمل كمراقبين علي مدي السنوات الثلاثة تم رفع الرقم إلي 150 ثم إلي 200 للأسف استشهد واحد منهم.
حفظ السلام من خلال 3 مراحل.. مرحلة الدعم الخفيف ثم الدعم الثقيل ثم القوة المهجنة.
طرحت مصر الآتي في إطار الأمم المتحدة وبعد صدور قرار من مجلس الأمن كتيبتي مشاة ميكانيكا.. سرية اتصالات.. سرية نقل.. مستشفي ميدانياً آخر.. مائتي فرد مراقب في صورة ضباط وسرية مهندسين.
في هذه اللحظة التي نتحدث فيها الآن خمس قوة الأمم المتحدة في عملية حفظ السلام الموجودة بجنوب السودان مشكلة من مصريين.
قيادة قوة الحراسة الخاصة لقيادة عملية حفظ السلام في السودان قوة مصرية.
لدينا ألف فرد من قواتنا المسلحة في الجنوب في بلاد النوبة.
الإخلاص المصري
* رئيس التحرير: ما يقوله الوزير يؤكد شيئاً مهماً جدا في السياسة المصرية وهي أن أحد أسباب قوة مصر امتلاكها لثروة بشرية هائلة سواء كانت العمالة أو الدعم الفني أو الأمن ومكافحة الإرهاب.
كلها عوامل موارد لمصر تضعها في مكان مميز.. ثانيا مصر وسيط نزيه لا يمكن لأحد أن يقول إن مصر في يوم من الأيام كان لها ميليشيا فلسطينية.
** وزير الخارجية:
إننا نتحرك لصالح الشعب الفلسطيني.. ليس لدينا القيادة العامة.. أو الحركة الشعبية أو الحركة الديمقراطية ليس لدينا حماس أو فتح لدينا فلسطين- قضيتنا فلسطين- هؤلاء الذين يلهثون وراء تعزيز فصيل في حقيقة الأمر لا يستهدفون إلا مصالحهم نحن لسنا في هذا الوضع ولا يمكن أن نقبل بهذا.
القضية الفلسطينية تمر بأحد أخطر لحظات المستقبل الفلسطيني إذا لم تعالج بإنكار الذات والحكمة وأخذ مصالح القضية في الحسبان سوف تضيع القضية الفلسطينية نهائيا رغم أنه سيكون هناك شعب علي أرض لا يملكها أحد.
* مستقبل القضية الفلسطينية يتوقف علي المصالحة ووقف القتال ليس هناك طريق غير المصالحة الفلسطينية إنها أمر أساسي.. إنكار كل المنطلقات الأيدولوجية.. الانطلاق في مفاوضات مع الخصم التي ينبغي أن تستهدف الاعتراف بدولتين علي أرض فلسطين التاريخية إذا استمر أحد الأطراف في المجادلة في وجود مستقبل لشعبين وأرضين ودولتين فهو يضر ضررا بالغا بالطرف الأضعف.
هؤلاء الإسرائيليون الذين يرفضون الدولة الفلسطينية في حقيقة الأمر يضرون بمستقبل إسرائيل وشعب إسرائيل.
وكذلك الفلسطينيون الذين يرفضون دولة إسرائيل والإسرائيليين الذين يتحدثون عن دولة من النهر إلي البحر يلحقون بالغ الضرر بشعب أعزل ليس لديه أي شيء.
لدي إسرائيل 3 آلاف دبابة لدي فلسطين 3 آلاف بندقية من سيجادل يجب أن يأخذ حقائق علاقات القوة علي الأرض.
إذا ما اختار أن يبقي 100 سنة فهذا لابد أن يكون خيار الشعب أنا أنصح بخيار التفاهم والتسوية واستعادة الحقوق والسيطرة علي الأرض.
قسمت فلسطين في 29 نوفمبر 1947 بنسبة 50% إلي 50% تملك إسرائيل اليوم 78% من أرض فلسطين التاريخية بزيادة 28% عن حقها إن جازت تسميته حقها ثم تحتل ال22% الباقية عبر المعابر إذن النضال الآن من أجل ال22%.. علي الجانب الآخر تسعي إسرائيل للتوصل لتسوية بمقتضاها تأخذ 10% إضافي فوق ال78% أي تأخذ 88% والشعب الفلسطيني يحصل علي 12%.
إذا تجاوزنا هذا الموقف ولم ننتبه له فنحن مصابون بالعمي وبالتالي فعلينا الحركة السريعة لإنهاء هذا الوضع لاستعهادة الأرض ولن يتحقق إلا من خلال المفاوضات ومن خلال وحدة العمل الوطني الفلسطيني وللأسف ليس هناك أي خطوات في هذا الاتجاه.
سيناء مقدسة
* الجمهورية: طرح البعض في تحليلاتة مؤخراً أن تسوية أو تصفية القضية الفلسطينية ستتم علي حساب العرب ومصر وخاصة في سيناء؟!
** أبوالغيط: الأرض المصرية.. هي أرض مقدسة لا يملكها إلا شعب مصر وسوف يظل مالكها إلي أبد الأبدين.. لا تسوية في الشرق الأوسط يمكن أن تتضمن مجرد التفكير في أن يكون هناك شيء علي سيناء.. لا يمكن إطلاقاً.
الرئيس والسياسة الخارجية
* الجمهورية: اتفقنا علي أن الهدف الأساسي هو تأمين مصر اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ومن هذا المنطلق فإن علاقاتنا مع القوي الكبري الولايات المتحدة الأمريكية في صعود وهبوط وفقا لتضارب واختلاف وجهات النظر فهل تظل العلاقات قائمة أيضا تحت أي ظروف؟
** أبوالغيط: إن السياسة الخارجية لأي دولة سواء كانت الولايات المتحدة أو روسيا أو مصر توضع من قبل الرأس المنتخبة لهذه الدولة وهو رئيس الجمهورية في النظام الجمهوري الرئاسي أي أن الرئيس هو الذي يضع السياسة الخارجية لمصر وتنفذها الوزارة.
الحكومة المصرية في كامل عناصرها تأخذ التوجيه الرئاسي بالسياسة الخارجية وأهدافها.. بالأسس والطرق التي تنطلق خلالها.. بمعني علينا أن نؤمن الشرق الأوسط كمنطقة استقرار وسلام كهدف رئاسي وعلينا أن نمكن الشرق الأوسط من التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الإبقاء علي أقوي العلاقات مع المجتمع الدولي.. وعلينا أن نحافظ علي الظهور السياسي والاقتصادي المصري مع المنظومة الدولية المتمثلة في الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
هذه كلها أهداف وبالتالي فإن كل طرف من عناصر الحكومة المصرية يأخذ مرحلة التنفيذ. مثلا وزارة الدفاع المصرية لها مهمة في تنفيذ السياسة الخارجية المصرية ولا تتعدي علي وزارة الخارجية في ذلك بالتنسيق معنا مثلا كإرسال أفراد لدارفور لن أرسل دبلوماسيين وإنما عسكريين وكذلك عندما أقول إننا سنرسل 200 ألف حقنة ملاريا من سيرسلهم وزارة الخارجية أم وزارة الصحة.. وكذلك إرسال 100 طبيب للعمل علي الأرض الأفريقية من سينفذ وزارة الصحة وهكذا.
وبالتالي فهذا الذي يحتج علي أن وزارة الخارجية هي المنسق العام والجهاز القائد الذي ينفذ السياسة الخارجية المصرية أنا أرد عليه بأن ذلك هو قمة الصدق مع النفس.. أما الادعاء بأن لا أحد يشور أو يقول.. فهذا هو السقوط البين.
سياستنا الخارجية في العصر الحديث لا تتوقف علي عنصر واحد السياسة الخارجية اليوم هي منظومة يشارك فيها الشعب بكامله.. القوة الاقتصادية المصرية تؤمن سياسة خارجية مصرية نشطة ومؤثرة.
والسياسة الخارجية المصرية النشطة المؤثرة تساعد قوي اقتصادية مصرية بازغة في تأمين الأسواق لها بمعني إذا حافظت علي العلاقة المصرية التركية فأنا بذلك أؤمن مئات الآلاف من الوظائف للشباب. "علاقات طيبة- استقطاب رأس مال أجنبي مستثمر- مصانع تفتح.. وهكذا".
نحن لا نبسط المسائل لكن نتحدث من خلال معرفة بكيفية اتخاذ القرار ومدي تأثيره علي منظومة عريضة من القضايا.
العلاقات مع أمريكا
* الجمهورية: نعود إلي العلاقات مع أمريكا وإسرائيل؟!
** أبوالغيط: تعد الولايات المتحدة هي القوة الرئيسية الأساسية في العالم الغربي علي المسرح الدولي في هذه اللحظة من الزمن.. الناتج القومي الأمريكي يقرب من الوصول ل11 تريليون دولار في السنة أي 11 ألف مليار.. وبالتالي فهي قوة لها حسابها في العالم بمعني أنها تستطيع أن تتصدي لقوي ناتجها القومي 3 و4 و5 تريليون في السنة.
أتذكر أن في عام 93 تعرض الفرنك الفرنسي لضغط مالي من جورج سورس ذلك المضارب.. وضع الفرنك تحت الضغط لحد أن الخزانة الفرنسية قررت أن تسرع للدفاع عن الفرنك فبدأت في شراء فرنكات وأصبح الاحتياطي الاستراتيجي المالي لفرنسا 6 مليارات دولار.
الولايات المتحدة ذات تأثير وهي ذات تأثير أيضا علي خصم العرب المسمي "إسرائيل" وبالتالي علي من يلعب في هذه المنطقة أن يلعب بشكل واع ومدرك لما يحدث.
"مصر" هي القوة الإقليمية ذات التأثير الأكبر في هذه المنطقة.
كيف تصاغ العلاقات المصرية الأمريكية بشكل يؤمن لي الاستفادة من هذا الغول وفي نفس الوقت أكون محافظا علي نفسي لا اعتقد أن التجربة علي مدي عقود تؤكد أن مصر لم تحافظ علي كرامتها بل علي العكس.
كانت كونداليزا رايس تأتينا وكنا في أسوان قلنا لها "ليس هناك تدخل".
الحفاظ علي الكرامة هو شيء في صميم الشخصية المصرية وكذلك هي صفة إنسانية.
مصر ليست جيشا فقط ولا دبلوماسية فقط ولا 75 مليون نسمة فقط.. مصر أكبر من ذلك.. مصر هي الثقافة المصرية- الدور المصري في هذا الإقليم.
عندما نقول إن الجغرافيا المصرية هي التي فرضت التاريخ المصري وأنهما فرضا السياسة الخارجية والنفسية المصرية.. كل ذلك بلا مبالغة لم يبالغ جمال حمدان بل هي قمة الوعي بالقدرات المصرية.
إذا قلنا إن علاقة مصرية أمريكية نشطة ومتزنة ومستقرة ولها أهدافها الاستراتيجية ويتبع هذا علاقة مصرية طردية بنفس التأثير.
.. يعد العالم الغربي توأم شق أوروبي وشق أمريكي عندما تكون علاقتك بالتوأم جيدة بالتالي تكون علاقتك بالتوأم الآخر جيدة أيضا وبالتالي علاقتنا مع الغرب علاقة مستقرة وفيها كثير من التعاون بتوأميه.
المصريون في الخارج
* الجمهورية: المصريون في الخارج ملف شائك.. والاتهامات للخارجين في هذا الصدد لا تتوقف؟
** أبوالغيط: لدينا الكثير من المصريين بالخارج لا يحاطون علما بحقوقهم وأيضا إمكانات الخزانة المصرية محدودة.
عندما يأتي مواطن مصري ويقول إنه تعرض للظلم ما عليك إلا أن تسعي لتصحيح هذا الظلم في حال إذا فشلنا في حل المشكلة بالوسائل الدبلوماسية سواء بالتحدث مع مسئولي الدول أو الكفيل أو غيرهم فليس أمامك إلا أن تذهب للقضاء ومن ثم استخدام المحامي.. ولا مصر ولا أي دولة أخري علي استعداد لتحمل نفقات محام في الغربة وإلا خزانة الدولة المصرية ستتحول للدفاع عن حق المصريين في الخارج بدون فهم حقيقي لقوانين الدول الأخري.
* الجمهورية: ماذا عن مبدأ المعاملة بالمثل؟!
أبوالغيط: عندما يقال إن هناك 9 أو 10 ملايين سائح أجنبي يأتون إلي مصر ونحصل منهم علي 7 مليارات دولار وهذا المبلغ في تصاعد واكتشف أن هناك ملايين من المصريين الذين يعملون في أعمال خدمات متصلة بالسياحة لذلك فإن المعاملة بالمثل محكومة بحسابات دقيقة هذا بعد.. لكن عندما نلاحظ أن السفارة تهين المصريين نتدخل بحزم ونستدعي هذا السفير ونتحدث معه.. أما أن يقول لي ليس لديه مكان أقول له لا يصح أن تتركهم في الشارع.. وأحاول معه.
العالم الغربي الآن يدقق في تأشيراته نتيجة لظروف الحوادث والعمالة غير الشرعية.. وتتعرض مجتمعاتهم لشد وجذب ولابد علينا أن نعرف أن هناك أماكن بها نحو 400 ألف وأخري 500 ألف فمثلا ما يواجهنا ويزعجنا أن يقال إن هناك شخصا مسجونا في جريمة قتل علي بعد 400 ميل جنوب طرابلس وهنا لابد أن نراه وفي الأول كنا نبعث العضو الدبلوماسي إلي هناك عن طريق أي وسيلة وذلك من قبل 10 أو 15 سنة.. وفي هذه اللحظة نجد أن هذا الشخص صرف في هذا اليوم حوالي 350 دولارا ورغم ذلك نجد أنه ليس لدينا هذه الاعتمادات واكتشفنا أن هناك حوالي 100 شخص وقد يصل إلي 1000 في أماكن مختلفة وهنا طلبنا الانتظار حتي نجمع ولو 21 حالة علي مدي شهر ووقتها يذهب لهم الدبلوماسي ونحن ليس لدينا هذه الإمكانيات من خلال الميزانية الخاصة بالوزارة ولا استطيع أن أكلف لهؤلاء الأشخاص محامين يدافعون عنم وحتي لو امتلك تلك الإمكانيات التشريع المصري لا يعطيني الحق في الصرف علي محامي لمواطن بالإضافة أنني ليس لدي الأموال التي تجعل البعثة المصرية في السعودية تسافر آلاف الكيلومترات حتي نزور هذا وذلك ونحن لدينا في الرياض 42 موظفا للقنصلية العامة في الرياض ورغم ذلك غير كاف.
مشكلة المواطنين في حاجة إلي الكثير من الحماس ومن الجدية ولكن أيضا الثقافة والابتعاد عن الظلم لأنه أحيانا نجد أشخاص تلفق قصصا وحكايات وفجأة نكتشف أنها غير صحيحة أو أن يأتيك بقصة ويخفي جزءاً منها ويكاد يكون الجزء الأساسي منها أنه قتل أو اعتدي.
زيارة السفراء للمحافظات
* الجمهورية: ماذا عن حركة الدبلوماسيين في المحافظات وهل يحق لسفير دولة ما أن يتجول بحرية هنا وهناك؟!
** أبوالغيط: هذا الأمر جائز طالما أنه لا توجد قيود موضوعة علي الحركة طبقا لرؤية البلد الموجود فيه الدبلوماسي.. مثلا الولايات المتحدة كانت تمنع الدبلوماسيين الليبيين والسوريين من المغادرة والحركة في حدود 25 ميلا من واشنطن ونيويورك كما أن الاتحاد السوفيتي كان يمنع تجول الدبلوماسيين الأمريكان في محيط 30 ميلا.
مصر وسوريا.. تشاور
* الجمهورية: هل هناك فتور في العلاقات المصرية السورية؟
** أبوالغيط: لا يوجد فتور علي الاطلاق ووزير الخارجية السوري دائم الحضور الي القاهرة ونحن في حالة تشاور مستمر خاصة فيما يتعلق بتطورات الشرق الاوسط والرئيسان مبارك وبشار التقيا في الرياض في 30 مارس 2007 والمسألة أن تطورات الشرق الأوسط أدت إلي وجود أوضاع تفرض علي الطرفين أن يبحثاها. لكن في الوقت نفسه ربما يختلفان علي تحليل نتائجها وبالتالي نحن في هذه اللحظة نختلف علي نتائج بعض التصرفات وبعض التطورات ولكن تجمعنا مودة وعلاقات طيبة وحوار مستمر نراه في لقاءات الرئيسين واتصالاتهما التليفونية. علي سبيل المثال أنا شخصيا أحمد أبوالغيط اتصلت بوزير الخارجية السورية فور انتهاء قمة شرم الشيخ لكي اطلعه علي الكثير من جوانب انجاز هذه القمة وهو في المقابل استمع واستفسر عن بعض الجوانب فهذا ليس للاعلام بمعني أنه في نفس اللحظة لن أقول إنني قمت بالاتصال بهم ففي كل اجتماع كبير يحدث علي الارض المصرية ويكون متعلقا بالوضع في الشرق الأوسط وسوريا لا تشارك فيه نطلعهم علي التطورات التي حدثت في اللقاءات وإذا ما كان هناك رغبة في اشراك سوريا فندفع في هذا الاتجاه مثلما فعلنا في شرم الشيخ في لقاء الرباعية الدولية ومجموعة الاتصال العربية.
الرباعية الدولية
* الجمهورية: متي ستعقد الرباعية في مصر؟
** أبوالغيط: الرباعية الدولية سوف يجتمعون في الاقليم عندما يقررون ذلك بعد غد الثلاثاء وبالتالي التاريخ ليس معروفا ولا شكل اللقاء فسوف يجتمعون في لندن الثلاثاء لكي يقرروا جدول الاعمال ومكان الاجتماع وموعده.
* الجمهورية: هناك شكوك من تعيين توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق مكلفا بقضايا تتعلق بالوضع في الشرق الأوسط؟!
** بلير كلف بمهمة ولفونستون وهو كان رئيس البنك الدولي سابقا وكان مكلفا بالجانب الاقتصادي لإعادة تأهيل الاقتصاد الفلسطيني وتهيئة المناخ لعملية سلام نشطة تعتمد علي نجاح اقتصادي. اعتقادي أن بلير كلف بهذه المهمة وتصوري انه ربما يتصور انه يمكن توسيع اطارها وهذا يتوقف علي الكثير من العناصر الآتية:
أولاً: الوضع الفلسطيني وكيف يتعامل الفلسطينيون مع قضيتهم الأولي والأخيرة ويعتمد علي حقيقة الموقف الإسرائيلي وهل ترغب إسرائيل في تسوية القضية أم ترغب في بقاء الوضع علي ما هو عليه. وحزم الولايات المتحدة والدعم العربي والدولي أربعة عناصر.
الدور السعودي
* الجمهورية: ماذا عن الدور السعودي وهل يتعارض مع مصر؟!
** أبوالغيط: السعودية دولة كبيرة في المنطقة ومن يتابع مثلا الملك فهد ومبادرته سنة 80 يكتشف أن السعودية لديها مساهمتها وايضا من خلال اتفاق الطائف سنة 89 يكتشف ان السعودية موجودة. فالسعودية دولة ذات تأثير وتعمل باجتهاد ومصر دولة ذات تأثير وتعمل باجتهاد نتعاون وننسق العمل فيما بيننا. حضور الملك عبدالله عاهل السعودية هو أصلح رد علي مثل هذا الكلام. فعلينا أن نخدم مجتمعنا العربي ونحل قضايانا ونبتعد عن افتراءات غير دقيقة.
عصابات تهريب العمالة
* الجمهورية: المصريون وعصابات الهجرة.. مشكلة باتت تؤرق الكثيرين وتشغل مساحة كبيرة الآن من الاهتمامات؟!
** أبوالغيط: نحن نعلم أن الكثير من مواطنينا عندما يذهبون إلي ليبيا أو سوريا بهدف الذهاب إلي أوروبا وعندما يدخلون ليبيا وتسقبلهم العصابة وهذه العصابة لديها طرف في مصر وطرف في ليبيا وطرف علي الأرض الايطالية وعندما يتم التعامل مع الاشخاص يقولون لهم نريد أن نري ملابسكم وحينما يجدون علي الملابس اسماء معينة يقومون بتغيير هذه الأسماء كذلك يأخذون جوازات السفر فيقومون بأخذ كل شيء يدل علي هويتهم وفي أوقات كثيرة يتركونهم علي بعض الشواطيء في الإسكندرية وحينها تتهم الدولة المصرية في أنها لم ترعهم في حين أنه لم يرع نفسه إلي أن يصل إلي ايطاليا فربما يمسك به أو يهرب فإن أمسك به يذهب إلي القنصل المصري.
علي سبيل المثال في اليونان حينما يصل الشخص ويتم القبض عليه ويظل في السجن لمدة ثلاثة أشهر ولو لم يستدلوا عليه بالقانون اليوناني يفرج عنه وعندها يخرج الشخص ويقوم بالعمل عند أي شخص لمدة معينة وبعد أن يستقر يذهب إلي القنصل المصري الذي كان ينفي عنده أنه مصري ويقول له: إنه فقد جواز السفر أو يقوم برشوة مثلا قصة 83 شخصا بسوريا وجدنا أن عصابة أخذتهم إلي الأردن ثم رحلتهم إلي سوريا كانت تقوم بتحضيرهم لكي تتركهم عبر الحدود والاتفاقات موجودة إلا أن السوريين ألقوا القبض عليهم.
فما يحدث هو أنه عندما علم القنصل المصري بالقصة ذهب الي هناك قال له السوري اتركني لمدة ثلاثة ايام حتي استطيع ان اقبض علي الشبكة السورية فالسوريون الآن أصبحوا بالغي الحساسية لأن المصري عندما يذهب اليهم لا يعرفون هل هو ذاهب الي العراق أو ذاهب إلي لبنان أو يذهب للعمل ولهذا فهم يلقون بالقبض علي أي شخص غريب وعندها تم القبض علي الشبكة. قلنا اننا نريد ان من دفع المال ان يأخذ تعويضا فعليه أن يتقدم بطلب لم يرد علينا أحد.
حقيقة الأمر أنه ليس بالضرورة صمتك يعكس اهمالك أو عدم اهتمامك لكن الصمت احيانا هو الاسلوب الامثل من أجل تخليص الازمة. وقد قلت لصحيفة "المصري اليوم" في شهر فبراير 2006 ان الازمة العراقية غير قابلة للتكرار في أي وطن عربي آخر لا يمكن لهذا الغول أن يكرر هذه السقطة. لن يحدث مواجهة سورية إسرائيلية.
* الجمهورية: هل يمكن ان يحدث مواجهة سورية إسرائيلية؟
** أبوالغيط: لن تحدث مواجهة سورية إسرائيلية عسكرية فهي ليست في مصلحة كل من الطرفين.
علاقات إيران
* الجمهورية: ما هو الجديد في العلاقات المصرية الإيرانية؟
** أبوالغيط: الملف الإيراني النووي هو الحاكم في كل تصرفات إيران في علاقاتها الدولية وهو الحاكم في كافة المنطلقات السياسية الخارجية لدولة إيران: هذا الملف أدي بإيران إلي الاقتراب من الصدام مع العالم العربي وأدي إلي صدور قرار أو أكثر من الأمم المتحدة بمواقف ضد ايران. ايران من جانبها وفي اطار هذه المواجهة مع العالم الغربي تتحرك في مناطق التأثير الإيراني وفي مواجهة التأثير الغربي في نفس هذه المناطق بمعني أن هناك وضعا في العراق. إيران قررت ان تستفيد بالوضع العراقي في زيادة قدراتها علي التأثير علي الولايات المتحدة واستخدمت ايران تأثيرها في لبنان للمقايضة مع العالم الغربي والهدف هو الملف النووي الإيراني هناك علاقة إيرانية مع حماس وبالتالي هذه العلاقة الهدف منها ليس فقط بالضرورة نصرة الشعب الفلسطيني ولكن المؤكد أنها تستهدف تحقيق مصالح إيرانية فيما يتعلق بالملف النووي.
تجمعنا وإيران علاقات فيها احترام متبادل وفيها قدر كبير من الرغبة في بناء الأواصر هذا مبدأ.
المبدأ الآخر أن هناك عقبات في استعادة العلاقات الكاملة بين إيران ومصر هذه العقبات تتمثل في 3 مناطق:
منطقة أولي خاصة بالجدارية واسم الشارع الذي تغير لكن تحت الاسم الاسلامبولي سابقا هذه هي النقطة الأولي.
الثانية: هو الأداء الإيراني في الوضع الإقليمي في الشرق الاوسط هناك تحركات إيرانية في مشكلات الاقليم نختلف مع الجانب الايراني في تفسيرها وتحليلها ونتائجها وعواقبها.
الثالثة: في العلاقة الثنائية المصرية الإيرانية وما يتعلق بجوانب أمنية لن أتحدث فيها. وبالتالي عندما نتحدث وهناك الكثير من الأحاديث بين المسئولين المصريين والإيرانيين فنحن نتحدث دائما علي هذه المسائل الثلاث ونحن نحاول التوصل الي تفاهم علي المسائل الثلاث ولم نصل بعد الي وضع يرضينا ويرضيهم لكن نحن لسنا صامتين وهناك جهد يبذل ولدينا رغبة في بناء العلاقة وهي تبني علي أسس صحيحة تتعامل مع الثلاثة عناصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.