45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 17 مايو 2024    مدفعية الاحتلال تستهدف محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    طائرات الاحتلال تطلق النيران بشكل مكثف على مناطق متفرقة في مخيم جباليا    قلق في إسرائيل بعد إعلان أمريكا التخلي عنها.. ماذا يحدث؟    غدا.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية في البحر الأحمر    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    «الأرصاد» تكشف طقس الأيام المقبلة.. موجة حارة وارتفاع درجات الحرارة    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد «اللعب مع العيال»: «انتظروني في عيد الاضحى»    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. نور بين الجمعتين    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    عاجل - حالة الطقس اليوم.. الأرصاد تعلن تفاصيل درجات الحرارة في محافظة أسيوط والصغرى تصل ل22 درجة    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الجمعة 17 مايو 2024    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    وقوع زلازل عنيفة بدءا من اليوم: تستمر حتى 23 مايو    أضرار السكريات،على الأطفال    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    في خدمتك| تعرف على موعد تشغيل قطارات العلاوة الخاصة بعيد الأضحى المبارك    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ربع مليون برقية سرية ينشرها ويكيليكس
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 11 - 2010

في واحدة من المواقف الأشد حرجا للدبلوماسية الأمريكية‏,‏ تمكن موقع ويكيليكس الإلكتروني من تسريب أكثر من‏ 250 ألف وثيقة من البرقيات السرية للخارجية الأمريكية. تتصل بعلاقات ومشاورات الدبلوماسيين الأمريكيين مع كبار الدبلوماسيين في الدول الأخري. وآراء مثيرة للجدل في زعماء أجانب برغم قيام الحكومة الأمريكية بالقرصنة علي الموقع أمس الأول لمنع نشر الوثائق‏,‏ التي سوف تدفع دول العالم للتفكير مرتين قبل التحدث بصراحة مع الدبلوماسيين الأمريكيين‏.‏ويطلق الموقع الشهير المتخصص في الوثائق السرية دفعة جديدة من الوثائق خلال ساعات في الوقت الذي تشير فيه التحليلات الأولية للوثائق إلي أن التسريبات تتضمن‏2572 برقية من القاهرة معظمها من البرقيات أو المذكرات الدبلوماسية غير المصنفة بدرجة عالية من السرية‏.‏فقد حصلت خمس صحف عالمية في مقدمتها الجارديان البريطانية‏,‏ ونيويورك تايمز الأمريكية علي مجموعة كبيرة من الوثائق التي يرجح أن يكون وراء تسريبها أحد العاملين السابقين في وزارة الدفاع الأمريكية‏,‏ المقبوض عليه حاليا‏,‏ بعد ظهور دفعتين سابقتين من الوثائق السرية حول العراق وأفغانستان‏.‏ وقد دافعت نيويورك تايمز و الجارديان عن نشر الوثائق أمس‏,‏ حيث قال أحد مديري الصحيفة الأمريكية إن الجريدة لم ترتكب خطأ وقامت بالرجوع إلي البيت الأبيض في الوثائق وانتقت ما لا يلحق ضررا بالغا بالأمن القومي الأمريكي‏.‏ وقد سارع البيت الأبيض بإصدار بيان يدين تسريبات الرسائل السرية للسفارات الأمريكية حول العالم‏,‏ خاصة أن غالبية المراسلات تعود إلي الأعوام الثلاثة الأخيرة وبعضها يعود إلي الستينيات‏.‏ وقال روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الأبيض أن ما يقوم به الموقع الإلكتروني عمل غير مسئول وطائش وخطير ويلحق ضررا بالغا بالعلاقات مع الدول الصديقة والحليفة‏.‏ وأوضح المتحدث الأمريكي أن تلك التقارير تكون صريحة وغالبا معلومات غير كاملة‏,‏ وليس تعبيرا عن السياسة‏,‏ كما أنها لا تشكل دائما القرارات السياسية النهائية‏.‏ ومع ذلك‏,‏ يمكن لهذه البرقيات أن تكون مادة مناقشات خاصة مع الحكومات الأجنبية وزعماء المعارضة‏,‏ وعند نشر مضمون المحادثات الخاصة علي الصفحات الاولي من الصحف في جميع أنحاء العالم‏,‏ فإن الأمر يمكن ان يترك تأثيرا عميقا ليس فقط علي مصالح الولايات المتحدة ولكن علي حلفائنا وأصدقائنا في جميع أنحاء العالم‏.‏ وقد دافعت صحيفة نيويورك تايمز عن نشر البرقيات السرية وقالت في بيان مرفق بالانفراد الصحفي الخطير نري أن الوثائق تخدم مصلحة عامة مهمة‏,‏ وهي إلقاء الضوء علي الأهداف والنجاحات‏,‏ والإحباط من التنازلات الدبلوماسية الأمريكية‏.‏
وتكشف البرقيات أيضا عن مواقف دبلوماسية حساسة‏,‏ مثل المشاورات حول العقوبات ضد إيران‏,‏ ومحاولات المسئولين الامريكيين إزالة يورانيوم عالي التخصيب من باكستان‏,‏ ومعلومات جديدة عن احتمال تقديم كوريا الشمالية صواريخ متقدمة لإيران يمكن أن تضرب موسكو والمدن الكبري في أوروبا الغربية‏.‏ كما توجد برقيات محرجة لإدارة أوباما أمام الزعماء الأجانب‏,‏ فقد وصف إحداها رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بأنه الكلب ألفا والرئيس الأفغاني حامد كرزاي بأنه يقوده جنون العظمة والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي تتجنب المخاطر‏,‏ وغير خلاقة‏.‏ كما تعرضت برقيات الدبلوماسيين الامريكيين بالنقد لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني والعقيد الليبي معمر القدافي‏.‏
وتستشعر الدبلوماسية الأمريكية بالحرج الشديد من تداول البرقيات السرية‏,‏ التي تعبر عن وجهات نظر الدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج في قيادات الدول الأجنبية‏,‏ وفي السياسات الخاصة بأطراف ثالثة تمثل التعليقات المتداولة في البرقيات كشفا لمواقفها أو توقعا للمواقف الأمريكية في المستقبل‏.‏ وقد أجرت كلينتون وسفراء أمريكا في جميع أنحاء العالم اتصالات مع مسئولين أجانب في الأيام الأخيرة لتنبيههم إلي الكشف المتوقع‏,‏ وكتب المستشار القانوني لوزارة الخارجية هارولد هونج كوه‏,‏ إلي محام ويكيليكس لإبلاغه أن توزيع البرقيات غير قانوني ويمكن أن يعرض للخطر حياة الجنود‏,‏ ويعطل العمليات العسكرية‏,‏ ومكافحة الإرهاب‏,‏ ويقوض التعاون الدولي لمكافحة انتشار الأسلحة النووية وغيرها من التهديدات‏.‏
وقد رد الموقع المتخصص في نشر الوثاق السرية ببيان يؤكد أن تداول المراسلات السرية يفضح السياسات الأمريكية حول العالم‏.‏ وقالت المصادر الأمريكية أن البرقيات توفر نظرة لم يسبق لها مثيل عن التفاوض خلف الكواليس من قبل السفارات في جميع أنحاء العالم‏,‏ ووجهات النظر الصريحة في الزعماء الأجانب وتقييمات صريحة عن التهديدات النووية والإرهابية‏.‏ وقد كشف تحليل الدفعة الأولي إلي حصول قرابة‏9‏ آلاف برقية علي تصنيف عالي السرية ولا يمكن الاطلاع عليها إلا من جانب شخصيات محددة‏,‏ وغير مسموح بإطلاع الأجانب عليها‏.‏
وقال نواب في الكونجرس أمس إن الكشف عن تلك البرقيات عمل لا صلة له بالشفافية ولكنه يهدف إلي تقويض السياسة الخارجية الأمريكية‏.‏ وفي تصريح خاص‏,‏ قال مصدر أمريكي مطلع ل الأهرام إن تقييمات السفراء والدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج يجب ان توضع في إطارها الصحيح‏,‏ فيجب عدم إصدار أحكام مطلقة أو منعزلة بناء علي البرقيات المسربة للإعلام‏,‏ وبالتالي ما يخص تقييمهم لآراء زعماء أو مسئولي الدول الأجنبية في قضايا بعينها هو أمر قابل للمراجعة وليس حكما قاطعا‏,‏ ولا يجب نزع البرقية عن سياقات اخري عديدة وآراء متنوعة في إدارة العمل الدبلوماسي وصناعة السياسة الخارجية‏.‏وتظهر البرقيات المسربة أنه بعد ما يقرب من عقد من الزمن بعد هجمات‏11‏ سبتمبر‏ 2001,‏ مازال شبح الإرهاب يهيمن علي علاقات الولايات المتحدة مع العالم‏,‏ فتصور كيف أن إدارة أوباما‏,‏ علي سبيل المثال‏,‏ تكافح من أجل التعرف علي الأطراف الباكستانية الشريكة والجديرة بالثقة ضد تنظيم القاعدة من غيرهم‏.‏ تقليديا‏,‏ تبقي معظم البرقيات الدبلوماسية سرية لمدي عقود‏,‏ وتوفر مادة خام للمؤرخين‏,‏ والمرة الأخيرة التي وضعت وزارة الخارجية برقيات نزعت عنها السرية تحت عنوان العلاقات الخارجية للولايات المتحدة كان في عام‏ 1972.‏ وقد وصف المؤرخ البريطاني الشهير تيموثي جارتن اش الكشف الفريد عن البرقيات الأمريكية بأنه كنز للمؤرخين‏..‏ وكابوس للدبلوماسيين‏.‏
ومن أكثر البرقيات إحراجا للسياسة الأمريكية ما يشير إلي توسيع الولايات المتحدة لدور الدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج في عمليات جمع المعلومات الاستخبارية في الأمم المتحدة والدول الأخري‏,‏ ومطالبة موظفي الخارجية بجمع أرقام بطاقات الائتمان ومواعيد العمل والسفريات‏,‏ وغيرها من المعلومات الشخصية عن كبار الشخصيات الأجنبية‏.‏ وكشفت المراسلات أن التوجيهات تعود إلي عام‏ 2008,‏ حيث تظهر اختفاء الحدود التقليدية بين عمل الدبلوماسية والجاسوسية‏.‏ فقد أظهرت إحدي البرقيات قائمة من التعليمات لموظفي الخارجية حول تلبية مطالب جمع معلومات استخبارية بشرية‏.‏ وأرسلت البرقية إلي السفارات في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية وبعثة الولايات المتحدة لدي الأمم المتحدة‏,‏ وتقدم دليلا علي أن الدبلوماسيين الأمريكيين يحاولون بنشاط سرقة أسرار الدول الأجنبية‏,‏ وهو عمل يعد حكرا تقليديا علي وكالات التجسس في البلاد‏,‏ في حين توفر وزارة الخارجية معلومات حول مهمات المسئولين الأجانب إلي وكالة الاستخبارات المركزية للمساعدة في بناء السير الذاتية‏.‏كما طلبت من الدبلوماسيين الحصول علي تفاصيل حول شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية المدعومة من الجيش ووكالات الاستخبارات في الدول الأجنبية‏.‏
وأعرب سفراء متقاعدون عن القلق من أن موظفي وزارة الخارجية في الخارج يمكن أن يتم اتهامهم بشبهة التجسس أويجدون صعوبة في القيام بعملهم أو حتي التعرض لخطر الطرد بعد الكشف عن تلك البرقيات السرية‏.‏ وقد جاءت الطلبات التي قدمت إلي موظفي وزارة الخارجية في وقت تحاول فيه وكالات التجسس تلبية مطالب حرب أفغانستان ومطاردة العناصرالمتشددة عالميا‏.‏ وقد توسعت وزارة الدفاع الأمريكية في أعمال الاستخبارات خارج مناطق الحرب وارسلت فرقا من قوات العمليات الخاصة للسفارات الأمريكية في الخارج لجمع المعلومات حول شبكات المتشددين في مختلف البلدان‏.‏ كما تشير البرقيات إلي توقيع كوندوليزا رايس الوزيرة السابقة وهيلاري كلينتون مذكرات عن جمع معلومات استخبارية في عامي‏ 2008 و‏2009,‏ وواحدة منها وقعتها كلينتون لطلب قوائم معلومات عن الموظفين‏-‏ ممن يمثلون أولوية امريكية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك‏-‏ بما في ذلك معلومات حول السيرة الشخصية والتحقق من هويات دبلوماسيي كوريا الشمالية‏.‏ ورغم وجود معاهدات دولية تحظر التجسس في الأمم المتحدة‏,‏ فإنه ليس سرا‏,‏ اليوم‏,‏ أن واشنطن ولندن قامتا في السابق بالتنصت علي محادثات كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة في الأسابيع التي سبقت غزو العراق في‏ 2003.‏ وطلب مسئولو وزارة الخارجية معلومات عن وجود تنظيم القاعدة وحزب الله وحركة حماس في منطقة الحدود الثلاثية بين باراجواي والبرازيل والأرجنتين‏.‏ ومن دبلوماسيين في رواندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية في أبريل‏ 2009‏ عن المحاصيل الزراعية‏,‏ وسعي الصين للحصول علي الكوبالت والنحاس والبترول من إفريقيا‏.‏ وبرقية في‏31‏ أكتوبر‏ 2008,‏ إلي السفارات في اسرائيل والأردن ومصر ودول أخري تطلب الحصول علي معلومات حول القضية الفلسطينية‏,‏ بما في ذلك الخطط الفلسطينية والنيات والجهود الرامية إلي التأثير علي مواقف الولايات المتحدة حول المفاوضات الفلسطينية‏-‏ الإسرائيلية‏..‏ وطلبت أيضا معلومات عن نيات القيادة الإسرائيلية‏.‏
وتشير المراسلات السرية المتصلة بمصر‏,‏ التي اطلعت الأهرام عليها‏,‏ إلي وجود أربع رسائل‏,‏ حتي الآن‏,‏ تم تداولها عبر الموقع والصحف الخمس وتتعلق بالعلاقات الثنائية وعملية السلام في الشرق الأوسط‏,‏ وتؤكد المواقف المعلنة لمصر تجاه القضايا الإقليمية‏.‏ فقد سرب الموقع رسالة من السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي إلي هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية تعود إلي فبراير الماضي‏,‏ حيث تحدثت السفيرة‏-‏ من وجهة نظرها الخاصة‏-‏ عن زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إلي واشنطن في أول مقابلة له مع الوزيرة الأمريكية بعد تقلدها مهام المنصب‏.‏ وقالت سكوبي في الرسالة يجب أن نشكره علي قيادة مصر الإقليمية المستمرة‏,‏ ولا سيما فيما يتعلق بجهودها من أجل التوصل إلي وقف إطلاق النار في غزة‏,‏ والضغط علي مصر لمواصلة استخدام نفوذهم ومساعيها الحميدة للتوصل إلي حل دائم للاقتتال والصراع الداخلي الفلسطيني‏.‏ يجب أن نؤكد أيضا الحاجة إلي مصر علي نحو أكثر فعالية من أن حماس لن تعود للتسلح عن طريق التهريب عبر‏--‏ أو عن طريق أنفاق‏--‏ الحدود مع قطاع غزة‏.‏ أبو الغيط سيمارس الضغط من أجل حضور مؤتمر المانحين غزة في القاهرة في‏2‏ مارس‏...‏ وقال إنه يريد أيضا استكشاف نيات الولايات المتحدة تجاه ايران‏.‏ وأضافت السفيرة فيما يتعلق بالشئون الإقليمية‏,‏ ضرب المبعوث الخاص في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشيل الوتر الصحيح‏,‏ خلال زيارته الأخيرة إلي القاهرة‏,‏ عندما قال للرئيس مبارك أنا هنا‏:‏ للاستماع وسماع نصيحتك‏.‏ فقد شعر المصريون طويلا‏,‏ في أحسن الأحوال‏,‏ أننا نأخذهم باعتبارهم أمرا مفروغا منه‏,‏ وعلي أسوأ تقدير‏,‏ نحن نتجاهل عمدا نصائحهم‏,‏ بينما كنا نحاول فرض وجهة نظرنا عليهم‏.‏ قد ترغب أن تشكر أبو الغيط لقيام مصر بلعب دور حيوي في تحقيق وقف إطلاق النار في غزة‏,‏ يجب عليك أن تسألي عن الحالة الراهنة بين حماس وفتح ورؤية مصر للمستقبل بين الفلسطينيين‏,‏ سواء فيما بين فصائلهم‏,‏ أو تجاه إسرائيل‏.‏ ملاحظة‏:‏ علي الرغم من أن المصريين سوف يستجيبون جيدا لمبادرات الاحترام والتقدير‏,‏ فإن مصر كثيرا ما تكون حليفا عنيدا ومتمردة‏.‏ وبالإضافة إلي ذلك‏,‏ التصور الذاتي لمصر عن نفسها كدولة عربية لا غني عنه مرهون بالفعالية المصرية في القضايا الإقليمية‏,‏ بما في ذلك السودان ولبنان والعراق‏.‏
وفي البرقيات المنشورة علي نطاق واسع يمكن استخلاص مواقف واضحة للحكومة المصرية والمفاوضين المصريين في الاتصالات السرية أو غير العلنية لا تختلف عما هو في العلن‏,‏ ويمكن إجمالها في الآتي ومنها مساندة عملية السلام والتقريب المستمر بين الفلسطينيين والاسرائيليين‏,‏ وتخيير حماس بين العمل العسكري أوالسياسي‏,‏ والتأكيد أن الحركة التي تسيطر علي غزة لا يمكنها المضي في الطريقين معا‏,‏ وفتح نافدة للحوار مع حماس من أجل تحقيق المصالحة‏,‏ وخطورة حيازة إيران لإسلحة نووية تهدد الأمن الإقليمي وعدم الثقة في توجهات السلطة الحاكمة في طهران وأن البرنامج النووي الإيراني يجب أن يتم التعامل معه عبر الدبلوماسية في المقام الأول‏,‏ وأن الأمن القومي العربي يتعرض لمخاطر نتيحة النفود الإيراني المتزايد في العراق‏.‏
وكشفت البرقيات أن الملك عبد الله عاهل السعودية قد حث الولايات المتحدة مرارا علي مهاجمة البرنامج النووي الإيراني وقالت نيويورك تايمز إن البرقيات تكشف المشاورات وراء الكواليس لاحتواء ايران‏,‏ وقال دبلوماسي أمريكي في برقية إن العاهل السعودي كثيرا ما حض الولايات المتحدة علي مهاجمة إيران لوضع حد لبرنامجها النووي‏.‏ واضاف الدبلوماسي أن الملك قال‏:‏ قلت ل‏(‏ الأمريكيين‏)‏ نريد أن نقطع رأس الأفعي وفقا لتقرير عن اجتماع عقده الملك عبدالله مع الجنرال ديفيد بترايوس في أبريل‏2008.
‏ وتسلط البرقيات السرية الضوء علي قلق اسرائيل للحفاظ علي احتكارها النووي الإقليمي‏,‏ واستعدادها للذهاب وحدها ضد ايران‏--‏ ومحاولاتها الدءوب للتأثير علي السياسة الأمريكية‏.‏ وتقول برقية إن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قد قدر في يونيو‏ 2009 أن هناك نافذة ما بين ستة أشهر و‏18‏ شهرا لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية‏,‏ وقال باراك إن أي حل عسكري يؤدي إلي الأضرار الجانبية غير مقبول‏.‏ وحذر الميجور جنرال عاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في العام الماضي من أن اسرائيل ليست في وضع يمكنها من الاستهانة بايران ثم تفاجأ مثل الولايات المتحدة في‏11‏ سبتمبر‏ 2001.‏
وفي محادثة مع دبلوماسي أمريكي‏,‏ قال الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك البحرين‏:‏ لا بد من وقف هذا البرنامج‏.‏ من الخطر ترك ذلك يمضي قدما فهو أكبر من خطر وقفه‏.‏ وقال زيد الرفاعي‏,‏ رئيس مجلس الأعيان الأردني لمسئول امريكي رفيع المستوي إما ضرب إيران أو التعايش مع القنبلة الإيرانية‏.‏ وفي محادثات مع مسئولين أمريكيين‏,‏ قال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إنه يحبذ اتخاذ إجراء ضد ايران‏,‏ عاجلا وليس آجلا‏.‏ وفي برقية آخري‏,‏ يحذر مسئول سعودي رفيع المستوي من أن الدول الخليجية قد تطور أسلحة نووية خاصة بها‏,‏ أو تسمح بوجودها في بلدانها لردع التهديد الإيراني‏.‏
كما نقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو لمسئولين أمريكيين في مايو الماضي أنه يتفق مع الرئيس المصري حسني مبارك علي أن وجود إيران نووية من شأنه أن يؤدي إلي سعي الآخرين في المنطقة لتطوير أسلحة نووية‏,‏ مما يؤدي إلي اكبر تهديد لجهود عدم الانتشار المبذولة منذ أزمة الصواريخ الكوبية‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.