رياح التغيير التي جاءت بها انتخابات الأندية الأخيرة وأظهر شخصيات جديدة سواء من عاد إلي كرسي مجلس الإدارة مرة أخري أو من تولي منصبه لأول مرة لتكون المحصلة هي وجوه جديدة بأفكار جديدة.. تبعاً للجو العام في مصر الذي يحمل روحاً جديدة وتصرفات مختلفة وسياسات بعيدة عن التعصب ونبذ الخلاف تحت شعار كلنا فداء للوطن.. وكلنا مصريون. ومن منطلق هذه الروح أتصور أن تفتح الأندية ذراعيها لاستقبال كل ضيوفها الكبار والمنافسين دون خوف ونبذ كل الأفكار القديمة التي صارت بالية ولا مكان لها في ظل السياسة التي تتبعها الدولة والديمقراطية التي تنشرها. أقول ذلك بمناسبة محاولات عودة الحب بين القطبين الأهلي والزمالك بعد الانتخابات والصورة الوردية الإيجابية التي بدت علي انتخابات كل منهما وما أسفرت عن نتائج معبرة تماماً عن رغبة أعضائها فوز قائمة محمود طاهر في الأهلي ومرتضي منصور في الزمالك وكي تكتمل الصورة ونضعها في "بروازها" الصحيح لابد من التكاتف وعودة العمل معاً في أكبر وأشهر ناديين في بر مصر.. واستعادة الروح التي كانت سائدة أيام الزمن الجميل وتبادل الزيارات والأفكار وقيادة دفة الرياضة المصرية كما كانت باعتبارهما رمزاً للأندية المصرية. وعندما تعود هذه الروح فإن باقي الأندية التي تعتبرهما القدوة الحسنة وتسير علي منهجهما وفي ركبهما ووفق التخطيط الأمثل للرياضة بفضل التعاون والروح الوثابة التي يطبقها الناديان الكبيران. ولن يستطيع الناديان تطبيق هذا المنهج عالي الفكر إلا بمزيد من التعاون وتبادل الزيارات بين القلعتين الحمراء والبيضاء وتبادل الخبرات والأفكار لصالح الرياضة وكرة القدم علي وجه الخصوص. وعندما يستقبل الأهلي وفد نادي الزمالك في الجزيرة بقيادة المستشار مرتضي منصور رئيس القلعة البيضاء فإنه بالقطع لابد أن يلقي كل الترحاب والتقدير ليس فقط من قيادة النادي الأحمر وأعضائه ويخرج باجتماعها بعد التهنئة علي الانتخابات بعمل مثمر يحمل فوائد كثيرة للعبة الشعبية ومصلحة القطبين.. وبالقطع سوف يؤدي إلي فتح صفحة جديدة بين الناديين يقدم فيها كل طرف ما لديه من إمكانيات ورجال لخدمة اللعبة الشعبية تفيدها وتفيد باقي زملائها من الأندية الأخري واللعبة ذاتها بل ويقودها مستقبلاً داخل الجهات الإدارية كما كانت دائماً. لذا أري أنه كان من الصواب والفطنة واتساع الأفق في الأهلي ومجلس محمود طاهر بالإعلان عن الموافقة لاستقبال والترحيب بالمستشار مرتضي منصور وزملائه في مجلس الزمالك كما قرر في اجتماعه الأخير وسوف يكون لهذه الزيارة والمبادرة وقع جيد عند جماهير الناديين من العقلاء أصحاب المصلحة الحقيقية في هذا الوفاق وسوف يستتبعه استقبال مماثل لطاهر وزملائه في الزمالك لتعلو صورة القطبين في نظر الشعب المصري وجماهير الناديين ونبذ أي أفكار هدامة حيث المصلحة واحدة وتخرج قرارات تطبق علي الجميع ويكون لها أثر فعال ولعل أبرزها عودة الجماهير للمدرجات وكفانا خسائر معنوية ومادية حلت بكل الأندية بسبب الأهلي والزمالك.. مرة أخري أقول مرحباً بمرتضي منصور في الأهلي وترحيب خاص لمحمود طاهر في الزمالك.