دعا الرئيس عدلي منصور- قادة الدول العربية باسم مصر للوقوف صفاً واحداً لمواجهة الإرهاب وما يستلزمه ذلك من تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والتعاون في تسليم المطلوبين قضائيا وعدم توفير الدعم والمأوي بأي شكل من الأشكال لأولئك الارهابيين.. معربا عن أمله في أن يبادر البعض ممن لايزال يقف علي الجانب الخطأ من التاريخ أن يراجع موقفه ويصحح خياراته. أكد أن الارهاب بات يهدد أوطاننا العربية جميعا دون استثناء وهذا الارهاب يأتي في اطار محاولات يائسة للافتئات علي حق الشعوب في انقاذ ارادتها ومحاولة تقويض استقرارها وتعطيل مسيرتها التنموية.. مدينا العمليات الارهابية الغادرة في الفترة الأخيرة من جماعات لا تراعي حرمة الوطن ولا قدسية الدين مشدداً علي أن مصر لن تتهاون مع أولئك القتلة الغادرين الذين أساءوا للدين والوطن. قال الرئيس في كلمته أمام القمة العربية ال25 في الجلسة المسائية بالكويت إن ثورة 30 يونيو جاءت لتصحيح المسار الذي فرضه البعض علي ثورة 25 يناير واندلعت للحيلولة من اختطاف الوطن وتغيير هويته وجره بعيدا عن الارادة الجامعة للضمير الوطني للمصريين مؤكداً ان التاريخ سيسجل للدول التي وقفت معنا هذه الوقفة التاريخية. أعلن الرئيس عدلي منصور أنه لا تهاون أو فتور في مواجهة المخاطر التي تواجه أمننا القومي مؤكدا أن خطر الإرهاب أصبح يهدد أوطاننا جميعا دون استثناء وقال ان دماء ابنائنا سالت في عمليات ارهابية غادرة خلال الفترة الأخيرة من جماعات لم تراع حرمة الوطن ولا قدسية الدين. أضاف ان المسجد الاقصي خط أحمر. لو تم تجاوزه فلن يستطيع أحد التنبؤ بنتائجه الكارثية علي الجميع مشيرا إلي أنه لا تنازل ولا تفريط في حق اقامة دولة فلسطينية علي حدود مما قبل الخامس من يونيو 1967 وعاصمتها القدس. مؤكدا أن الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وصمة عار علي جبين الانسانية جمعاء. أكد الرئيس عدلي منصور ان ثورة 30 يونيو حالت دون اختطاف الوطن وتغيير هويته وجره بعيداً عن الارادة الجامعة والضمير الوطني لجميع المصريين وسط ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد. أضاف: دعونا من قبل ولازلنا نأمل ان يبادر البعض ممن لا يزال يقف علي الجانب الخطأ من مسار التاريخ أن يراجع مواقفه ويصحح اختيارات لينضوي الجميع تحت مظلة الاخوة والتآزر العربي. أشار إلي أننا في مصر أوشكنا علي الوفاء بكافة التعهدات التي قطعناها علي انفسنا خلال ادارة المرحلة الانتقالية. ونحن نقترب من اتمام ثاني استحقاقات خارطة الطريق باجراء الانتخابات الرئاسية بعد اقرار الدستور في يناير الفائت.. تليها بعون الله وتوفيقه الانتخابات البرلمانية. قال الرئيس عدلي منصور ان عروبتنا ليست مجرد شعار بلا مضمون. بل هي هويتنا ومصدر قوة كبيرة لنا وأن الجامعة العربية ستظل رمزاً للهوية العربية وبيتنا جميعاً من المحيط إلي الخليج. أضاف انه حان الوقت لاتخاذ قرارات حاسمة بتطوير التعاون الاقتصادي بين دولنا ولابد من توجيهات فورية بتفعيل منطقة التجرة الحرة العربية وتحقيق الانتقال الآمن والسلس لرءوس الأموال والعمالة داخل وطننا العربي. أشار إلي أن النظام العالمي لايزال يعاني اختلالا هيكليا ومعايير مزدوجة فيما يخص العالم الثالث. دعا الرئيس منصور الاعلام العربي إلي المساهمة بقوة في حمل راية التنوير والحفاظ علي ثوابت الأمة. دعا الرئيس إلي تحرك عربي محدد مطالبا القمة بالنظر بثلاثة مقترحات وتكليف الوزراء المختصين لوضع الخطط والآليات اللازمة للتنفيذ وهي إعلان العقد الحالي 2014 و2024 عقدا للقضاء علي الأمية في العالم العربي واعتماد برنامج محدد للتخلص من هذه الظاهرة.. ودعم المبادرة المصرية في مجلس الجامعة العربية لعقد اجتماع مشترك لوزراء الداخلية والعدل العرب لوضعه استراتيجية لمكافحة الارهاب وتجفيف منابعه.. بالاضافة إلي وضع استراتيجية عربية موحدة بعناصرها الفكرية والثقافية والتعليمية والاعلامية لمواجهة نمو وانتشار الفكر المتطرف واقترح في هذا الاطار ان تستضيف مكتبة الاسكندرية اجتماعا للمفكرين والمثقفين العرب لوضع توصيات محددة وعملية للنهوض بالمستوي الفكري والثقافي لاجيال الشباب بوصفهم المستقبل علي ان تطرح هذه التوصيات علي أول اجتماع لوزراء الخارجية العرب للعمل علي تنفيذها مع الهيئات العربية المختصة. أضاف ان توفير الوظائف وسبل العيش الكريم والعمل الجيد أهم وسائل مواجهة الافكار الهدامة ونزعات التشدد في أي مجتمع. أكد انه حان الوقت لاتخاذ قرارات حاسمة لتطوير التعاون الاقتصادي بين الدول العربية وأشار إلي أن جامعة الدول ستظل رمزاً للهوية العربية وبيتنا من المحيط للخليج. قال ان مصر أوشكت علي الوفاء بكافة تعهدات المرحلة الانتقالية وهي الآن علي مشارف ثاني استحقاقات خارطة الطريق بعد اقرار الدستور يناير الماضي وبذلك تكون قد استكملت بناء الدولة الحديثة التي يبتغيها شعبها. دعا ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلي تعزيز الجهود العربية من أجل التصدي لكل المحاولات الهادفة لزعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية. شدد الأمير سلمان في كلمة أمام القمة علي ضرورة توافر الارادة القوية والعزيمة الصلبة والصادقة والتنسيق الجماعي العربي المتواصل بما يكفل تعزيز وحدة الصف في مواجهة التحديات الراهنة. أكد الأمير سلمان موقف بلاده الثابت في القضية الفلسطينية بضرورة ان تفضي مفاوضات السلام إلي جهود تمكن الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه المشروعة وفق مقررات الشرعية الدولية لاقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وفيما يتعلق بالأزمة السورية.. قال ان انعقاد القمة الحالية يأتي بعد تعثر مؤتمر "جنيف2" في التوصل لحل سياسي للأزمة السورية التي مضي عليها أكثر من ثلاث سنوات دفع ثمنها الشعب السوري الذي تحول فيه بلدهم إلي ساحة مفتوحة يمارس فيها كل أنواع وصنوف القتل والتدمير علي يد النظام الجائر وسعي في ذلك أطراف خارجية وجماعات ارهابية مسلحة ما ترتب علي ذلك حصول كارثة انسانية رهيبة. أضاف أن الخروج من المأزق السوري يتطلب تحقيق تغيير ميزان القوي علي الأرض واعطاء المعارضة السورية ما يستحقون من دعم ومساندة داعيا إلي اعطاء وفد الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية مقعد سوريا لارسال رسالة قوية للمجتمع الدولي ليغير اسلوبه وتعامله مع الأزمة السورية. أكد الأمير سلمان أن ظاهرة الارهاب اصبحت مصدرا خطيرا علي أمن واستقرار الدول العربية وشعوبها ووسيلة لزرع الفوضي والتفرق والفتنة. جدد الأمير سلمان ادانة المملكة العربية السعودية بشدة لكافة الاعمال الارهابية مهما كان مصدرها والتنظيمات التي تقف خلفها. حول العلاقات العربية العربية.. دعا الامير سلمان إلي اقامة علاقات طبيعية يسودها الثقة والاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشئون الداخلية للدول الأخري وحل الخلافات بالطرق السلمية. وقال اننا نري في هذه القمة فرصة للتعبير عن تأييدنا للخطوات الجارية التي اتخذتها الدول العربية الشقيقة في تحقيق الاستقرار والأمن حيث قدم التهنئة لمصر نتيجة الاستفتاء علي الدستور والذي عبر عنه الشعب المصري عبر ارادته الحرة الابية. دعا أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- القادة العرب إلي النأي عن أجواء الخلاف والاختلاف. والتركيز علي عوامل الجمع لدعم العمل العربي المشترك قائلا "دعوني أتحدث إليكم بصراحة حول أمر محزن يحتاج منا إلي وقفة صادقة وجهد مخلص لانهائه. ألا وهو الخلافات التي اتسع نطاقها في أمتنا العربية. وباتت تعصف بوجودنا وقيمنا وآمالنا وتطلعاتنا. انشغلنا معها علي حساب تماسكنا وقدرتنا علي مواجهة التحديات". أضاف قائلا: اننا مطالبون بنبذ هذه الخلافات. والسعي الجاد لوحدة الصف وتوحيد الكلمة. والعمل معاً في إطار ما يجمعنا ويتجاوز التباعد بيننا. فالأخطار كبيرة من حولنا ولن نتمكن من الانطلاق بعملنا العربي المشترك إلي المستوي الطموح دون وحدتنا ونبذ خلافاتنا. قال اننا نعاني جميعا من ظاهرة الارهاب التي تصاعدت مؤخراً تحت ذرائع وشعارات مختلفة دينية وعقائدية. تهدف إلي قتل الأرواح البريئة وترويع الآمنين وتعطيل التنمية. والمستهدف هو أمن العالم واستقراره والبشرية كيانا ومكتسبات. لافتا إلي اننا مطالبون بمضاعفة جهودنا. والانضمام إلي ركب الجهود الدولية الرامية لوأد هذه الظاهرة الخطيرة مهما كان شكلها أو هدفها أو مصدرها. وتخليص البشرية من شرورها. لينعم العالم بالأمن والاستقرار. شدد علي اننا لن ننعم بالاستقرار وبالسلام ما لم تتخل اسرائيل عن نزعتها العدوانية وتجنح إلي السلم.. قائلا ان السلام العادل والشامل في المنطقة الذي نتطلع إليه جميعا لن يتحقق إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وفق مباديء وقرارات الشرعية الدولية. ومبدأ الأرض مقابل السلام. ومبادرة السلام العربية. هنأ أمير الكويت مصر علي تحقق من خطوات مهمة في خارطة الطريق بما يحقق الأمن والاستقرار في ربوع هذا البلد العزيز ليعود لممارسة دوره الرائد تجاه قضايا أمتنا العربية. متمنين لهم التوفيق والسداد في تحقيق تطلعات شعبهم الشقيق بالاستقرار والازدهار. وصف الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر في كلمته مصر بالشقيقة الكبري.. وأضاف: نؤيد تطلعات الشعب المصري نحو الاستقرار. وتحقيق الآمال. والتطلعات التي يصبو إليها. ونتمني ان يتحقق ذلك عن طريق الحوار الشامل. وحول الصراع العربي- الاسرائيلي قال أمير قطر ان النزاع العربي الاسرائيلي يعد قضية مصير ووجود كعرب. ولن يتحقق الاستقرار والأمن في المنطقة الا بتسوية عادلة تستند إلي مقرارات الشرعية الدولية والعربية. مضيفا أن السياسات الاسرائيلية تمثل عقبة امام تحقيق السلام المنشود.