نجح الحسن وتارا رئيس ساحل العاج المنتخب في الحصول علي حقه الشرعي برئاسة البلاد من سلفه لوران باجبو الذي اغتصب السلطة بغير حق لنحو اربعة شهور برفضه احترام ارادة الشعب الذي اختار وتارا رئيسا له عبر صناديق الاقتراع. وكان لهذا النجاح اصداؤه في دولة افريقية أخري هي زيمبابوي حيث تجددت الآمال لدي قطاعات عريضة من المعارضين لنظام حكم رئيسها روبرت موجابي في ان يلقي نفس مصير باجبو بعد ان جثم علي صدورهم طويلا وكان من المفارقات ان موجابي احتفل في نفس الوقت تقريبا بعيد مبلاده السابع والثمانين وببداية عامه الثاني والثلاثين في السلطة منذ نهاية نظام الحكم العنصري في هذه الدولة التي كان اسمها روديسيا ويبرز السؤال هل لهذا التفاؤل ما يبرره؟ ربما كان وراء انتعاش الآمال في رحيل موجابي وجود أوجه تشابه عديدة بين زيمبابوي وساحل العاج فكل من البلدين كان ينظر إليه كنموذج متفرد للنجاح في منطقته يحسده جيرانه وكلا البلدين يحكمها رئيس مثقف فقد حصل موجابي علي مجموعة من الشهادات. أما باجبو فكان أستاذا جامعيا في التاريخ وكلاهما بعد ذلك تنكر للثقافة والديمقراطية وتحول إلي حاكم ديكتاتوري وأخذ يلعب علي وتر عرقي بغيض فقد أخذ باجبو يزعم ان وتارا لا يحق له الترشيح لأن أمه ليست من ساحل العاج بل من بوركينافاسو المجاورة ونفس الأمر فعله موجابي عندما حرم ابناء زيمبابوي الذين تعود اصولهم إلي دول اخري من حق الاقتراع هذا رغم ان والده من ملاوي حسبما يسود اعتقاد واسع. كما مرت الدولتان بصراعات داخلية مريرة بسبب السياسات الخاطئة لكل من باجبو وموجابي وبدلا من ان يعترف أي منهما بخطئه ويصحح سياساته. كان يلقي باللوم علي القوي الخارجية وبالتحديد علي المستعمر السابق وهو فرنسا بالنسبة لساحل العاج وبريطانيا بالنسبة لزيمبابوي وكلتا الدولتان تعرضتا لعقوبات دولية بسبب سياسات باجيو وموجابي وقد تشابهت العقوبات كثيرا مثل تجميد الأرصدة والمنع من دخول الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. وبعد ذلك تبدأ نقاط الخلاف وأولها ان باجبو فشل في تزوير ارادة شعبه وتمت ازاحته عن الحكم. أما موجابي فقد زور ارادة شعبه ولايزال يحكم بعد ثلاث سنوات من الانتخابات المزورة وهناك نقطة خلاف اخري وهي موقف القوي الاقليمية فقد وجدنا نيجيريا. اللاعب الرئيسي في منطقة غرب افريقيا تعترف بفوز وتارا وتقود تجمع دول غرب افريقيا المعروف باسم الايكواس من أجل الاطاحة بزعيم خاسر يتعلق باهداب السلطة. أما جنوب افريقيا اللاعب الرئيسي في تجمع الجنوب الافريقي الذي تنتمي إليه زيمبابوي فقد تصرفت علي العكس تماما حيث قدمت لموجابي الغطاء الذي يمكنه من الاستمرار في السلطة.