"البطاقة" الصحفية الكارنيه التي يعلقها مئات الصحفيين الذين جاءوا لتغطية مهرجان "كان" السينمائي الدولي مطبوع عليها العلم المصري.. انه إحساس جميل فعلا يشعر به المصري هنا في المهرجان.. وهي المرة الأولي في تاريخ "كان" الذي يحتفل حاليا بالدورة ال 64 وأول مرة ينتهج هذا التقليد.. اختيار ضيف شرف للمهرجان وكانت مصر هي الأولي من قائمة المختارين تحية لثورة 25 يناير. فرنسا تعرف قيمة الحرية و"الحرية" إلي جانب "الإخاء" و"المساواة" شعار الثورة الفرنسية "1789-1791". وقبل ساعة من كتابة هذه السطور مررنا علي "الخيمة" paVillion المصرية إلي جوار قصر المهرجان علي شاطئ "الكروازيت" وجدناها مزدانة بالأعلام المصرية وبداخلها الفنان المصري محمد مناويشي يضع اللمسات الأخيرة قبل الافتتاح "اليوم" ويطمئن علي "البوسترات" التي قام بتصميمها مستوحيا ثورة 25 يناير. قال: أكثر البوسترات جذبا للأنظار. البوستر المستوحي من الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع التي كتب عليها "مصنوعة في الولاياتالمتحدة" made inusa التي قتلت الثوار في ميادين التحرير. في الطائرة إلي باريس ونحن في طريقنا إلي "كان" شعرت بالحزن يثقل القلب بسبب أحداث إمبابة وما قرأناه من تفاصيل يضاعف مشاعر الإحباط والأسئلة تتزاحم بلا أجوبة.. فمازال سيناريو الفوضي والانفلات الأمني مستمرا دون سيناريو مضاد بنفس القوة. لقد استغرقت الثورة الفرنسية ثلاث سنوات إلي أن أسقطت الملكية وقفت علي الإقطاع وأزالت سلطة رجال الدين.. والنظام السابق كان "ملكيا" رغم ان الرئيس المخلوع لم يرث مُلكا ولم يكن لوالده عرش ولا لابنه الأصغر إمارة ولم يكن سوي موظف في بنك وكان لدينا "إقطاع" وإقطاعيين أكثر نهما وقسوة من إقطاعي العصر الملكي رغم انهم ينتمون إلي أسر بسيطة ومنهم من ينتمي إلي الطبقة العاملة والفلاحين ورغم ذلك لم يتركوا شبراً دون ان يضعوا يدهم عليه وكان في مصر "رجال دين" يحكمون ويشرعون "للملك" المخلوع ما لم يشرعه الله خوفا أو غلفا أو رغبة في مغانم السلطان. أحاول ان اتفاءل فالثورة لم يمر عليها سوي مائة يوم لكن حتي التفاؤل يصطدم بخواطر لا أجد حولي ما يدحضها أو يمحوها. نحن نحتاج إلي من يطمئن قلوبنا نشعر بأن الثورة مهددة والقانون لا ينفذ بالقوة المطلوبة والشرطة لا تشرع أسلحتها دفاعا عن أمن المواطنين وسلامة الوطن بعضهم لديه "ثأرا" ربما رغبة في الانتقام من الثورة والبعض الآخر مهزوم من الداخل لأسباب عديدة وهناك عصابات من يحملون راية الدين وهم أشبه بعصابات "الكلوكلوكس كلان" الأمريكية التي كانت تقتل علي اللون والجنس والدين فمن يحمينا من الرعب القائم والرعب القادم؟